تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرضب]:

صفحة 315 - الجزء 2

  وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ: «لأُقرِّبَنَّ بكم⁣(⁣١) صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ » أَي: لآتِيَنَّكُمْ بما يُشْبِهُها ويَقْرُبُ منها.

  وقَرَبَتِ الشَّمسُ للمَغِيبِ، كَكَرَبَتْ، وزعَمَ يعقوبُ أَنّ القاف بَدَلٌ من الكاف.

  وأَبو قَرِيبَةَ: رَجُلٌ من رُجّازِهم.

  والقَرَنْبَى في عَينِ أُمّها حَسَنَةٌ، يأْتي في «قرنب».

  وظَهَرَتْ مُقَرَّباتُ⁣(⁣٢) الْماءِ، أَي: تَبَاشِيرُه، وهي: حَصًى صِغارٌ إِذا رآها، من يُنْبِطُ الماءَ، استَدلَّ بها على قُرْبِ الماءِ. وهو مَجاز، كما في الأَساس.

  * وممّا استدركه شيخُنا: قولُهم: قارَبَ الأَمْرَ: إِذا ظَنَّهُ، قالُوا: لقُرْبِ الظَّنِّ من اليَقينِ، ذكره بعضُ أَرباب الاشْتقاق، ونُقِلَ عن العلّامة ابْنِ أَبي الحَدِيدِ في شرح نَهْج البلاغة.

  ويُقَال: هل من مُقَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ بكسر الرّاءِ وفتحها وأَصلُه البعدُ، ومنه: شأْوٌ مُقَرِّبٌ. قلت: وقد سبق في «غ ر ب» ولعلَّ هذا تصحيفٌ من ذاك، فراجِعْه.

  والتَّقْرِيبُ عندَ أَهلِ المعقُول: سَوْقُ الدَّليلِ بوجْهٍ يقتضي المطلوبَ. كذا نقله في الحاشية.

  [قرتب]: قُرْتُبُ، بالضَّمِّ: ة بِزَبِيدَ⁣(⁣٣)، حَرَسَها اللهُ تعالى وسائرَ بلادِ المسلمين، وهي على مقْربَةٍ منها، وقد دخَلْتُهَا، ومنها المحدِّث المشهور عبْدُ العلِيمِ بْنُ عيسى بنِ إِقبالٍ القُرْتُبِيُّ⁣(⁣٤)، من المتأَخِّرِينَ.

  والمُقَرْتَبُ، على صِيغة المفعول: الرَّجُلُ السَّيِّئُ الغِذاءِ، وقد أَهمل الجَوْهَرِيُّ هذه المادّة، كما أَهملَهَا غيرُهُ.

  [قرشب]: القِرْشَبُّ كإِرْدَبٍّ، هو المُسِنُّ، عن السِّيرافِيّ، قالَ الرّاجزُ:

  كَيْفَ قَرَيْتَ شَيْخَك الأَزَبَّا ... لَمَّا أَتاكَ يابِساً قِرْشَبّا

  قُمْتَ إِليهِ بالففِيلِ ضَرْبَا⁣(⁣٥) والقِرْشَبُّ: هو السَّيِّئُ الحالِ، عن ابن الأَعْرَابِيِّ⁣(⁣٦).

  وقيلِ: هو الأَكُولُ، والضَّخْمُ الطَّوِيلُ من الرِّجالِ.

  والقِرْشَبُّ: من أَسْمَاءِ الأَسَدِ.

  وقيل: هو السَّيِّءُ الخُلُقِ، عن كُراع.

  وقيل: هو الرَّغَيبُ البَطْنِ. ج، أَي في الكُلِّ: القَرَاشِبُ.

  [قرصب]: قَرْصَبَهُ، أَي الشَّيْءَ: إِذَا قَطَعَه. والضّاد أَعلَى.

  [قرضب]: قَرْضَبَه: إِذا قَطَعَه، كلَهْذَمَه والقَرْضَبَةُ: شِدَّة القَطْعِ.

  وقَرْضَبَ اللَّحْمَ في البُرْمِة: جَمَعَه.

  وقَرْضَبَ الشَّيْءَ: فَرَّقَهُ، فهو ضِدٌّ.

  وقَرْضَبَ اللَّحْمَ: أَكلَ جَميعَهُ وكذلك قَرْضَبَ الشَّاةَ الذِّئْبُ.

  وقَرْضَبَ الرَّجُلُ*: إِذا عدَا وَأَكَل شَيْئاً يابساً، فهو قرْضَابٌ، بالكسرِ حكاه ثعلب، وأَنشد:⁣(⁣٧)

  وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ ... يُدْعَى أَبا السَّمْحِ، وقِرْضَابٌ سِمُهْ

  مِبْتَرِكاً لكُلِّ عَظْمٍ يَلْحَمُهْ

  وَهُوَ، أَي القِرْضابُ أَيضاً: الأَسَدُ، والِّلصُّ، والفَقِير، والكَثِيرُ الأَكْلِ، والسَّيْفُ القَطَّاعُ.

  وفي الصَّحاحِ: القَاطِعُ، وسَيفٌ قِرْضابٌ: يقطع العِظَامَ، قالَ لَبِيدٌ:

  ومُدَجَّجِينَ تَرَى المَغَاوِلَ وَسْطَهُمْ ... وذُبَاب كلِّ مُهَنَّدٍ قِرْضَابِ


(١) عن النهاية، وبالأصل: لأقربنكم».

(٢) عن الاساس، وبالأصل «تقربات».

(٣) في معجم البلدان: القُرْتُبُ من قرى وادي زبيد باليمن.

(٤) بالأصل «القرنبي» تصحيف.

(٥) بعده في الصحاح:

ضرب بعير السوء إذ أحبّا

(٦) في اللسان: عن كراع. وسيأتي قريباً عن كراع: السئ الخلق.

(٨) (*) عن القاموس: فلانٌ بدل «الرَّجُلُ».

(٧) «المغاول» عن الديوان والتهذيب، وبالأصل «المعاول» والمغاول جمع مغول وهو سيف دقيق يشده الفاتك على وسطه تحت ثيابه ليغتال به الناس.