تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[الصيور]

صفحة 118 - الجزء 7

  دَخَلْتَ صِيرَةً فيها خَيْلٌ دُهْمٌ، وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ أَمَّا كُنت تَعْرِفُه منها؟»، وقال أَبو عُبَيْد: صَيْرَة، بالفَتح، وقال الأَزهريّ: هو خَطَأٌ.

  والصِّيرَةُ: جُبَيْلٌ بعَدَن أَبْيَنَ بمُكَلَّئِه⁣(⁣١)، مُسْتَدِيرٌ عريض.

  والصِّيرَةُ: دَارٌ مِنْ بَنِي فَهْم بنِ مالِكٍ بالجَوْفِ بالشّرقيّة.

  ويَوْمُ صِيرَةَ، بالكَسْر: يوم من أَيّامِهِم المشهورة.

  ويقال: ما له بدو⁣(⁣٢)، ولا صَيَّور.

  [الصَّيُّورُ] * كسَفُّودٍ: العَقْلُ، وما يَصِيرُ إِليه من الرَّأْيِ.

  والصَّيُّورُ: الكلَأُ اليابسُ يُؤْكَلُ بعْدَ خُضْرَتِه زَماناً، نقله أَبو حنيفة عن أَبي زِيَاد، وقال: ولَيْسَ لشَيْءٍ من العُشْبِ صَيُّور ما كانَ من الثَّغْرِ والأَفَانِي كالصّائِرَةِ.

  ويقال: وَقَعَ في أُمِّ صَيُّور، أَي في الأَمْر المُلْتَبِس ليس له مَنْفَذٌ، وأَصلُه الهَضْبَةُ التي لا مَنْفَذَ لها، كذا حكاه يعقوب في الأَلفَاظ، والأَسْبَقُ «أُمّ صَبُّور»، وقد تقدّم في ص ب ر.

  والصَّيْرُ، بالفَتْح: القَطْعُ، يقال: صارَهُ يَصِيرُه: لغة في صارَه يَصُورُه، أَي قَطَعَه، وكذلك أَمالَه.

  وقال أَبو الهَيْثَم: الصَّيْرُ رُجُوعُ المُنْتَجِعِينَ إِلى مَحاضِرِهِمْ، يقال: أَين الصّائِرَةُ؟، أَي أَين الحاضِرَةُ، ويقال: جَمعَتْهُم صائِرَةُ القَيْظِ.

  والصَّيْرَةُ، بهاءٍ: ع باليَمَنِ في جَبَلِ ذُبْحَانَ.

  والصَّيِّرُ، ككَيِّسٍ: الجَمَاعَةُ، نقله الصّاغانِيّ وقال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:

  أَمْسَى مُقِيماً بذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه ... بالبِئْرِ غادَرَهُ الأَحْيَاءُ وابْتَكَرُوا

  قال أَبو عَمْرُو: الصَّيِّرُ: القَبْرُ، يقال: هذا صَيِّرُ فُلانٍ، أَي قَبْرُه، وقال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ:

  أَحادِيثُ تَبْقَى والفَتَى غيرُ خَالِدٍ ... إِذَا هو أَمْسَى هامَةً فوقَ صَيِّرِ

  والصِّيَارُ كدِيَارٍ: صَوْتُ الصَّنْجِ، قال الشاعر:

  كأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيهَا ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ رَنّاتُ الصِّيَارِ

  يُرِيد رَنِينَ الصَّنْجِ بأَوْتَارِه، وقد تَقَدَّم تَخطِئَةُ المصَنِّف الجوهَرِيّ في ص ب ر.

  وتَصَيَّرَ فلانٌ أَبَاهُ، إِذا نَزَعَ إِليهِ في الشَّبَهِ.

  * ومما يُستدرك عليه:

  المَصِيرَةُ: الصَّيُّورُ والصِّيرُ.

  ويقال للمَنْزِلِ الطَّيِّبِ: مَصِيرٌ، ومِرَبٌّ، ومَعْمَرٌ⁣(⁣٣)، ومَحْضَرٌ. ويقال: أَينَ مَصِيرُكُم، أَي [أَين]⁣(⁣٤) منزِلُكُم؟

  ومَصِيرُ الأَمْرِ: عاقِبَتُهُ.

  وتقولُ للرّجُلِ: ما صَنَعْتَ في حاجَتِك، فيَقُول: أَنا علَى صِيرِ قَضَائِهَا، وصُمَاتِ قَضَائِهَا، أَي علَى شَرَفٍ من قَضَائِهَا، قال زُهَيْرٌ:

  وقَدْ كُنْتُ مِنْ سَلْمَى سِنِينَ ثَمَانِياً ... علَى صِيرِ أَمرٍ ما يَمَرُّ وما يَحْلُو

  والصّائِرَةُ: المَطَرُ.

  والصّائِرُ: المُلَوِّي أَعْنَاقَ الرِّجالِ. والصَّيْرُ: الإِمالَةُ.

  وقال ابن شُميل: الصَّيَّرَة، بالتَّشْدِيد⁣(⁣٥): على رَأْسِ القَارَة مِثل الأَمَرَةِ غير أَنها طُوِيَتْ طَيًّا، والأَمَرَةُ أَطْوَلُ منها وأَعظَمُ، وهما مَطْوِيَّتَانِ جميعاً؛ فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكَةٌ طَوِيلَة، والصَّيِّرَة مُسْتَدِيرَة عَرِيضَة ذاتُ أَرْكَان، ورُبما حُفِرَت فَوُجِد فيها الذَّهَبُ والفِضَّةُ، وهي من صَنْعَةِ عادٍ وإِرَمَ.

  وصَارَ وَجَهَه يَصِيرُه: أَقْبَلَ بهِ.

  وعَيْنُ الصِّيرِ، بالكسر: مَوضِعٌ بمِصْرَ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بمكلّئه، أي بمكلّئ عدن، والمكلّأ كمعظّم ساحل كل نهر ومرفأ السفن اهـ»

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ماله بدو هكذا في خطه» وفي التهذيب: ويقال: ماله صيّور مثال فيعول، أي ماله عقل ونحو ذلك.

(*) سقطت من المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «ومَقْمَر».

(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الصيرة بالتشديد أي بتشديد الياء المكسورة وفتح الصاد كذا هو مضبوط في التكملة» ومثلها في التهذيب، أما في اللسان ضبطت بكسر الصاد وفتح الياء المخففة وكله ضبط قلم.