تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ظلل]:

صفحة 450 - الجزء 15

  والطَّهْمَلِيُّ: الأَسْوَدُ القَصيرُ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وتَطَهْمَلَ الرَّجُلُ مَشَى ولا شَيءَ مَعَه.

  ومَرَّ يَتَطَهْمَلُ له: احْتَالَ وتَلَطَّفَ أَنْ يأْخُذَ منه شيئاً، كما في العُبَابِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الطَّهامِلُ: الضَّخامُ.

  والطِّهْمِلَةُ، بالكسرِ: المرْأَةُ السَّودَاءُ القَبيحةُ، عن كراعٍ.

فصل الظاء المشالة مَعَ اللامِ

  [ظلل]: الظِلُّ بالكسرِ: نَقِيضُ النضْجِ⁣(⁣١) أَو هو الفَيْءُ.

  وقالَ رُؤْبَة: كلُّ مَوْضعٍ تكونُ فيه الشمسُ فَتَزولُ عنه فهو ظِلٌّ وفيءٌ، أَو هو أَي الظِلُّ بالغَداةِ والفَيْءُ بالعَشِيِّ فالظِلُّ ما كانَ قَبْلَ الشمسِ، والفَيْءُ ما فاءَ بَعْدُ.

  وقالُوا: ظِلُّ الجَنَّة، ولا يقالُ فَيْئها لأَنَّ الشمسَ لا تُعاقِبُ ظِلَّها فيكونُ هناك فَيءُ، إنَّما هي أَبداً ظِلٌّ، ولذلِكَ قالَ ø: {أُكُلُها دائِمٌ}⁣(⁣٢) {وَظِلُّها}، أَرَادَ وظِلُّه دائمٌ أَيْضاً.

  وقالَ أَبُو حَيَّان، في ظلل: هذه المادّةُ بالظاءِ ان أفهمت ستراً أَو إقامةً أَو مصيراً فتناول ذلِكَ كَلِمات كَثِيرَةٌ منها الظِلُّ وهو ما اسْتَتَرَتْ عنه الشمسُ ج ظِلالٌ، بالكسرِ، وظُلُولٌ وأَظْلالٌ، وقد جَعَلَ بعضُهم للجَنَّةِ فَيْأً غَيْر أَنَّه قَيَّدَه بالظِلِّ، فقالَ يَصِفُ حالَ أَهْلِ الجنَّةِ وهو النابِغَةُ الجعديُّ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  فَسلامُ الإلهِ يَغْدُو عليهم

  وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال⁣(⁣٣)

  وقالَ كُثَيِّرُ:

  لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها

  وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها⁣(⁣٤)

  وقالَ أَبُو الهَيْثمِ: الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ والفَيْءُ لا يُدْعَى فَيْأً إلَّا بعْدَ الزَّوال إذا فاءَتِ الشمسُ أَي رَجَعَتْ إلى الجانِبِ الغَرْبيِّ، فما فاءَتْ منه الشمسُ، وبَقِيَ ظِلًّا فهو فَيْءٌ، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنَّما يُدْعى الظِّلُّ ظِلًّا من أَوَّل النَّهار إلى الزَّوالِ، ثم يُدْعى فَيْأَ بعْدَ الزَّوالِ إلى اللَّيْلِ، وأَنْشَدَ:

  فلا الظِّلّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه

  ولا الفَيْءُ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ⁣(⁣٥)

  والظّلُّ: الجَنَّةُ، قيلَ: ومنه قَوْلُه تعالَى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ١٩ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ٢٠ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ٢١}⁣(⁣٦)، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ قالَ: والحَرورُ النارُ، قالَ: وأَنَا أَقولُ الظِّلُّ الظِّلُّ بعَيْنِه، والحَرورُ الحَرُّ بعَيْنِه.

  وقالَ الرَّاغِبُ: وقد يقالُ ظِلٌّ لكلِّ شيءٍ ساتِرٌ مَحْموداً كان أَو مَذْموماً، فمن المَحْمودِ قَوْلُه ø: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ}، من المَذْمومِ قَوْلُه تعالَى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ}⁣(⁣٧).

  والظِّلُّ أَيْضاً: الخَيالُ من الجِنِّ وغيرِه يُرَى.

  وفي التَّهْذِيبِ: شِبْه الخَيَالِ من الجِنِّ.

  والظِّلُّ أَيْضاً: فَرَسُ مَسْلَمَةَ بنِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوان.

  ويُعَبَّرُ بالظِّلِّ عن العِزِّ والمَنَعَةِ⁣(⁣٨) والرَّفاهِيَةِ، ومنه قَوْلُه تعالَى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ}⁣(⁣٩)، أَي في عِزَّةٍ ومناعَةٍ، وكذا قَوْلُه تعالَى: {أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها}، وقَوْلُه تعالَى: {هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ}⁣(⁣١٠).

  وأَظَلَّني فلانٌ أَي حَرَسَنِي وجَعَلَنِي في ظِلِّه أَي عِزّهِ ومناعَتِه، قالَهُ الرَّاغِبُ.


(١) في القاموس: «الضِّحِّ».

(٢) الرعد الآية ٣٥.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) سورة فاطر الآية ٢١.

(٧) الواقعة الآية ٤٣.

(٨) القاموس: «العزُّ والمنعةُ» والسياق اقتضى جرّهما.

(٩) المرسلات الآية ٤١.

(١٠) سورة يس الآية ٥٦.