تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رجو]:

صفحة 447 - الجزء 19

  ورَثَوْتُه أَيْضاً: إذا بَكَيْتُه وعَدَّدْتُ مَحاسِنَه، كرَثَّيْتُه تَرْثِيَةً.

  وقيلَ: الرَّثى والمَرْثيةُ: البكاءُ على المَيِّتِ بَعْدَ المَوْتِ.

  والتَّرْثِيَةُ: مَدْحه بَعْدَ المَوْتِ.

  وتَرَثَّيْتُه: كَرَثَّيْتُه؛ قالَ رُؤبَة:

  بكاءَ ثَكْلَى فَقَدَتْ حَمِيما ... فهي تُرَثَّي باب وابْنِيما

  وكَذلكَ إذا نَظَمْتُ فيه شِعْراً؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ والمُرادُ به المَدْح.

  ورَثَيْتُ حَدِيثاً عنه أَرْثِي رِثايَةً: ذَكَرْتُه عنه؛ نقلَهُ الأزهريُّ والجوهريُّ عن أَبي عَمْروٍ.

  وحكَى اللَّحْيانيُّ: رَثَيْتُ عنه حَدِيثاً، أَي حَفِظْتُهُ عنه، وكَذلِكَ رَثَوْتُ عنه.

  قالَ ابنُ سِيدَه: والمَعْروفُ نَثَّيْت عنه خَبَراً، أَي حَمَلْتُه.

  ورجُلٌ أَرْثَى: لا يُبْرِمُ أَمْراً لضَعْفِه.

  ورَثَى له: رَحِمَهُ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقالَ الجوهرِيُّ: رَقَّ له، والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ.

  وامْرأَةٌ رَثَّاءَةٌ ورَثَّايَةٌ: أَي نَوَّاحَةٌ على بَعْلِها، أَو كَثيرَةُ الرَّثاءِ لغَيرِهِ ممَّنْ يُكْرمُ عنْدَها؛ وقد ذُكِرَ في الهَمْزِ أَيْضاً.

  قالَ الجوهريُّ فمَنْ لم يَهْمزْهُ أَخْرَجَه على الأَصْلِ، ومن هَمَزَهُ فلأنَّ الياءَ إذا وَقَعَتْ بَعْد الألفِ السَّاكنَةِ هُمِزَتْ؛ وكذلكَ القَولُ في سَقَّاءَةٍ وسَقَّايَةٍ، وما أَشْبَهها.

  * وممَّا يُسْتدرَكُ عليه:

  رُثِيَ الرَّجُلُ رَثْياً، كعُنِيَ؛ أَصابَتْه الرَّثْيَةُ، عن ابنِ الأَعرابي، والقِياسُ رَثًا.

  وفي أَمْرِه رَثْيه: أَي فُتُور؛ قالَ أعرابيُّ:

  لهم رَثْيَةٌ تَعْلو صريمةَ أمْرِهِمْ⁣(⁣١) ... وللأَمْر يوماً راحةٌ فقَضاءُ

  ورجُلٌ مَرْثُوءٌ مِن الرَّثْية نادِرٌ أَعْنِي أنَّه ممَّا هُمِز ولا أَصْلَ له في الهَمْزةِ.

  ورجُلٌ مَرْثُوٌّ في عَقْلِه ضَعْفٌ، وقياسُه مَرْثِيٌّ، فأَدْخَلُوا الواوَ على الياء كما أدْخَلوا الياءَ على الواوِ في قوْلِهم: أرْضٌ مَسْنِيَّة وقوْسٌ مَغْرِيَّة.

  ورَثِيَتِ المرْأة زَوْجَها، كسَمِعَ، يَرْثاهُ رثايَةً: لغَةٌ في رَثَتْ تَرْثِيه؛ عن اللَّحْيانيّ.

  وما رَثَى له: ما تَوَجَّعَ ولا بالَى به.

  وإنَّي لأَرْثِي له مَرْثاةً ورَثْياً: أَي أَتَوجَّعُ له.

  [رجو]: والرَّجاءُ؛ بالمدِّ: ضِدُّ اليَأْسِ.

  قال الرَّاغبُ: هو ظنٌّ يَقْتضِي حُصُول ما فيه مَسَرَّة.

  وقالَ الحرالِيّ: هو تَرَقّبُ الانْتِفاعِ بما تقدَّمَ له سَبَب مَّا.

  وقالَ غيرُهُ: هو لُغَةُ الأمَلِ، وعُرْفاً تَعَلّق القَلْب بحُصُولِ مَحْبُوبٍ مُسْتَقْبلاً، كذا عَبَّر ابنُ الكَمالِ.

  وقالَ شيْخُنا: هو الطَّمَعُ في مُمْكِنِ الحُصُولِ، أَي بخلافِ التَّمنِّي فإنَّه يكونُ في المُمْكِن والمُسْتَحِيل، ويَتَعارَضان ولا يَتَعَلَّقان إلَّا بالمَعانِي.

  وتَمَنَّيْتُ زيْداً ورَجَوْتُه بمعْنىً؛ كالرَّجْوِ، بالفتْحِ، ومثْلُه في المُحْكَم والصِّحاحِ.

  وضَبَطَه صاحِبُ المِصْباح كعُلُوِّ.

  والرَّجاة والمَرْجاة والرَّجاوَة.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: هَمْزةُ الرَّجاءِ مُنْقَلِبَة عن واوٍ بدَلِيلِ ظُهُورها في رَجاوَة؛ وشاهِدُ الرَّجاةِ

  الحدِيثُ: «إلَّا رَجَاةَ⁣(⁣٢) أَنْ أَكُونَ مِن أَهْلِها»، وقولُ الشاعِرِ:

  غَدَوْتُ رَجاةً أن يَجودَ مُقاعِسٌ ... وصاحِبُه فاسْتَقْبَلانِيَ بالعذرِ⁣(⁣٣)

  ولا يُنْظَرُ إلى قَوْلِ الليْثِ حيثُ قالَ: ومَنْ قالَ فَعَلْت


(١) في اللسان: أهلهم.

(٢) الأصل واللسان وفي النهاية: «رجاءة».

(٣) في اللسان: «فاستقبلاني بالغدر».