تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجش]:

صفحة 203 - الجزء 9

  قال اللَّيْثُ: والنَّتْشُ أَيْضاً: جَذْبُ اللَّحْمِ ونَحْوِه قَرْصاً ونَهْشاً.

  والنَّتْشُ، والنَّتْفُ وَاحِدٌ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، والسِّينُ لُغَةٌ فيه.

  ومن المجَاز: النَّتْشُ: الاكْتِسَابُ، وَقَدْ نَتَشَ لأَهْلِه يَنْتِشُ نَتْشاً: اكْتَسَبَ لَهُمْ واحْتَالَ، وقَالَ اللِّحْيَانِيّ: هُوَ يَكْدِشُ لِعِيالِه ويَنْتِشُ، ويَعْصِفُ، ويَصْرِفُ.

  والنَّتْشُ: الضَّرْبُ، بالعَصَا، يُقَال: نَتَشَه بالعَصَا نَتْشاً.

  والنَّتْشُ: الدَّفْعُ بالرِّجْلِ يُقَالُ: نَتَشَ الرَّجُلُ الحَجَرَ برِجْلِه، إِذا دَفَعَهُ، قالَهُ ابنُ شُمَيلٍ.

  والنَّتْشُ: عَيْبُ الرَّجُلِ سِرًّا، كالتَّنْتاشِ، بالفَتْحِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  ويُقَالُ: بِئْرٌ لا تُنْتَشُ [ولا تُنْكَشُ] *، أَيْ لا تُنْزَحُ، أَي لِعُمْقِهَا.

  و في الحَدِيثِ: «لا يُحِبُّنا أَهْلَ البَيْتِ حامِلُ القَبَلَةِ⁣(⁣١)، ولا النُّتّاشُ» أَي السِّفَلُ - وقال الفَرّاء: النُّتَاشُ، أَي كغُرابٍ كما ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ - والنُّغَاشُ والعَيّارُونَ، وَاحِدُهُم ناتِشٌ، كأَنَّهُم انْتُتِشُوا، أَي انْتُتِفُوا من جُمْلَةِ أَهْلِ الخَيْرِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: نُتّاشُ النّاسِ: رُذَالُهُم. وقال ابنُ الأَثِيرِ: شِرَارُهُم.

  والنَّتَشُ - مُحَرَّكَةً - من النَّبَاتِ: ما يَبْدُو أَوّلَ ما يَنْبُتُ من أَسْفَلَ وفَوْقَ ومنه يُقَال: أَنْتَشَ الحَبُّ، إِذا ابْتَلَّ فضَرَبَ نَتَشَهُ في الأَرْضِ وأَنْتَشَ النَّبَاتُ: أَخْرَجَ رَأْسَه من الأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يُعْرِقَ⁣(⁣٢)، نقله اللَّيْثُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  النَّتْشُ: البَيَاضُ الذي يَظْهَرُ في أَصْلِ الظُّفْرِ.

  ونَتَشَ الجَرَادُ الأَرْضَ: يَنْتِشُهَا: أَكَلَ نَبَاتَهَا. وما نَتَشَ منه شَيْئاً، أَي ما أَخَذَ.

  وما أَخَذَ إِلاَّ نَتْشاً، أَي قَلِيلاً.

  ومِنْتِيشَةُ، بالكَسْرِ: بَلَدٌ بالأَنْدَلُسِ، هكذا ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ، وقالَ ياقُوت: بالفَتْحِ، وهِيَ من كُورَةِ جَيَّانَ، حَصِينَةٌ مُطِلَّة على بَسَاتِينَ وأَنْهَارٍ وعُيُونٍ، وقِيلَ: إِنَّهَا من قُرَى شاطِبَةَ، ومِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عِيَاضٍ المَخْزُومِيّ المُقَرِئُ الشّاطِبِيُّ المِنْتِيشِيُّ، رَوَى عَنْه أَبُو الوَلِيدِ بنُ الدَّبّاغِ الحَافِظُ.

  ومَنْتَشَا، بالفَتْحِ: بَلَدٌ بالرُّومِ، أَوْ هُوَ الَّذِي قَبْلَه، ويُنْظَر فِيهِمَا هَلْ مِيمُهُمَا أَصْلِيَّة فيُذْكَرانِ في «م ن ت ش»، أَوْ زائِدَة ولا إِخالُهَا.

  وأَنَتْشَ الثَّوْبُ: أَخْلَقَ، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع.

  وتَنَاتِيشُ الدَّيْنِ: بَقَايَاهُ.

  وما نَتَشَ بكَلِمَةٍ: أَيْ ما تَكَلَّم بِهَا، نقلَه ابنُ القَطّاع، |، وأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُصَحَّفاً عَنْ نَبَشَ بالمُوَحَّدَة.

  ويُقَالُ: هُوَ يَنْتِشُ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ، ويَنْتِفُ منه، أَيْ يَأْخُذُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

  [نجش]: النَّجْشُ: أَن تُوَاطِئَ رَجُلاً إِذا أَرادَ بَيْعاً أَنْ تَمْدَحَه، قالَهُ أَبو الخَطابِ.

  أَو هو أَنْ يُرِيدَ الإِنْسَانُ أَنْ يَبِيعَ بِيَاعَةً فتُسَاوِمَهُ فِيهَا⁣(⁣٣) بثَمَنٍ كَثِيرٍ، لِيَنْظُرَ إِلَيْكَ ناظِرٌ فيقَعَ فِيهَا. وقَدْ كُرِهَ ذلِك، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّجْشُ في البَيْعِ: أَنْ يَزِيدَ الرّجلُ ثَمَنَ السِّلْعَةِ وهُو لا يُرِيدُ شِرَاءَهَا، ولكِنْ لِيَسْمَعَه غَيْرُه فيَزِيدَ بزِيادَتِه، وهُوَ الَّذِي يُرْوَى فيه عن أَبِي أَوْفَى⁣(⁣٤): «النّاجِشُ آكِلُ رِباً خائِنٌ».

  أَوْ أَنْ يُنَفِّرَ النّاسَ عَنِ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِه، وناجِشُو سُوقِ الطَّعامِ مِنْ هذا.


(*) ساقطة من الكويتية.

(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: القبلة محركة، خرزة يؤخذ بها، كما سيأتي في المتن، ووقع في اللسان: القيلة بالياء وفسرها في مادة ق ي ل بالأدرة، وأظنه تصحيفاً فحرره» وفي النهاية واللسان «القِيلة».

(٢) في التهذيب والتكملة: «يُعرَف» وفي اللسان فكالأصل والقاموس.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «بها».

(٤) في التهذيب: «ابن أوفى» وفي اللسان: «أبي الأوفى».