تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قحح]:

صفحة 163 - الجزء 4

  الأَعْرَابيّ: يقال: قد اسْتَكْمَتَ العُرُّ⁣(⁣١) فاقبَحْه⁣(⁣٢). العُرُّ: البَثْرَة، واسْتِكْمَاتُه⁣(⁣٣): اقترابُه للانفِقَاءِ.

  وقَبَحَ البَيْضَةَ: كَسَرهَا. وكلُّ شيْءٍ كسَرْتَه فقد قَبَحْته.

  وقالوا: قُبْحاً له وشُقْحاً، بالضّمّ فيهما، وقَبْحاً له وشَقْحاً، وهذا إِتباعٌ. وسيأْتي في ش ق ح قريباً إِن شاءَ الله تعالى.

  وأَقبَحَ فلانٌ: أَتَى بقَبيح واستَقْبَحه: رآه قبيحاً، وهو ضدُّ استحسَنه.

  وقَبّحَ له وَجْهَه: أَنكرَ عليه ما عَمِلَ. وقَبَّحَ عليه فِعْلَه تَقبيحاً، إِذا بَيَّنَ قَبْحَه: وفي حديث أُمّ زَرْع «فَعِنده أَقول فلا أُقَبَّح»، أَي لا يردّ عليَّ قَولي لميْلِه إِليّ وكَرامتِي عليه.

  وفي التهذيب: القَبِيح: طَرَفُ عَظْمِ المِرْفَق. والإِبرةُ: عُظَيمٌ آخَرُ رَأْسُه كبيرٌ وبَقيَّتهُ دَقِيقٌ مُلزّز بالقَبيح، وقال غيرُه⁣(⁣٤): القَبِيحُ طَرَفُ عَظْمِ العَضُدِ ممّا يَلِي المِرْفَقَ، والذي يِلي المَنْكِبَ يُسَمَّى الحَسَنَ، لِكثرِة لَحْمِه. وقال الفَرّاءُ: أَسفلُ العَضُدِ القبيحُ، وأَعلاهَا الحَسَنُ. وفي الأَسَاس: ضَرَبَ حَسَنَه وقَبِيحَه. وقيل: القَبِيحانِ الطّرَفانِ الدَّقِيقَانِ اللَّذَانِ في رُؤُوس الذِّرَاعينِ. ويقال لطَرفِ الذرّاع الإِبرةُ.

  أَو القَبيحُ مُلتَقَى السَّاقِ والفَخِذِ؛ وهما قَبِيحانِ، قال أَبو النَّجم:

  حيث تُلاقِي الإِبرةُ القَبِيحَا

  كالقَبَاحِ كسَحاب، وقال أَبو عُبيد⁣(⁣٥): يقال لعَظْم السَّاعدِ مّما يلِي النِّصفَ منه إِلى المِرْفَق: كَسْرُ قَبيحٍ. قال:

  ولوْ كُنتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ

  ولو كُنْتَ كَسْراً كنتَ كَسْر قَبِيحِ

  وإِنّمَا هجاه بذلك لأَنّه أَقلُّ العِظامِ مُشَاشا، وهو أَسرعُ العِظامِ انكساراً، وهو لا يَنجبِر أَبداً. وقوله: كسْر قبيحٍ، هو من إِضافة الشيْءِ إِلى نفْسه، لأَنّ ذلك العظْم يقال له كَسْر.

  والقُبَّاحُ كرُمَّان: الدُّبُّ الهَرِم.

  وفي النوادر: المُقَابحَة والمُكَابَحةُ: المُشَاتمة.

  وفي الأَساس: ناقَةٌ قَبيحةُ الشُّخْبِ⁣(⁣٦)، أَي واسِعَةُ الإِحليل.

  وقَبْحَانُ، بالفَتْح: مَحَلَّة بالبَصْرَة قَريبةٌ من سُوقِهَا الكبير.

  * ومما يستدرك عليه:

  قَبَّحه الله: صَيَّرَه قَبيحاً، قال الحُطيئةُ.

  أَرَى لكَ وَجْهاً قَبَّحَ اللهُ شَخْصَه

  فقُبِّحَ مِن وَجْهٍ وقُبِّحَ حاملُه

  وعن أَبي عَمرٍو: قبَحْت له وَجْهَه، مخفّفةً، والمعنَى: قلت له: قَبَحَهُ اللهُ، من القَبْحِ وهو الإِبعادُ.

  وفي الحديث: «لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ»، معناه لا تَقُولوا إِنّه قَبيح، فإِنّ الله صَوَّره⁣(⁣٧)، وحكَى اللِّحْيَانيّ: اقبُحْ إِن كُنْت قابحاً. وإِنّه لقَبيحٌ، وما هُو بقابحٍ فوق ما قَبُحَ. قال: وكذلك يفعلون في هذه الحروف إِذا أَرادَت⁣(⁣٨) افعَلْ ذاك إِن كنت تريد أَن تفعل.

  وفي حديث أَبي هُريرة «إِنْ مُنِعَ قَبَّحَ وكَلَحَ» أَي قال له: قَبَح الله وَجهَكَ. والعرب تقول: قَبَحَه الله وأَمَّا زَمَعتْ به⁣(⁣٩). أَي أَبْعَده اللهُ وأَبْعدَ والِدَتَه.

  والمَقَابح: ما يُسْتَقْبَح من الأَخْلاق. والمَمَادِح: ما يُسْتَحسَن منها.

  [قحح]: القُحُّ، بالضَّمّ: الخالِصُ من اللُّؤْمِ والكَرَمِ ومن كلّ شيْءٍ، كيانّه خالِصٌ فيه. قال:

  لا أَبتغي سَيْبَ اللَّئيم القُحِّ

  يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأَحِّ

  يَحكِي⁣(⁣١٠) سُعَالَ الشَّرِقِ الأَبحِّ


(١) كذا بالأصل واللسان (قبح) استكمت العرّ، والصواب ما في التهذيب: «استكمت العدّ» ووردت صواباً في اللسان (مكت).

(٢) في اللسان (مكت): فافتحه.

(٣) كذا بالأصل واللسان (قبح) تحريف. وصوابه: واستمكاته كما في التهذيب واللسان (مكت). وفيه: واستمكاتها: أن تمتلئ قيحاً.

(٤) أي غير الليث، فالقول الأول لليث نقله الأَزهري. وهذا القول لأبي الهيثم كما في التهذيب.

(٥) هو قول الأموي رواه أبو عبيد كما في التهذيب.

(٦) ضبطت في الأساس ضبط قلم بفتح الخاء.

(٧) اللسان: مصورة.

(٨) اللسان: إِذا أرادوا.

(٩) الأصل، وفي التهذيب واللسان (دار المعارف): رمعت به، بالراء.

(١٠) عن التهذيب واللسان، وفي الأصل «على».