تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[برغز]:

صفحة 13 - الجزء 8

  عبدُ الرّحْمن بن عليّ بن الرَّبِيع الشَّيْبَانِيّ، والجَمَال أَبو مُحَمّد عبد الله بن عبد الوهّاب الكازَرُونيّ المَدَنِيّ وغيرهما.

  وتِبْرِز، كزِبْرِج: مَوضعٌ.

  [برغز]: البرغزُ، بالغين المعجم، كَجَعْفَرٍ وقُنْفُذٍ وعُصْفُورٍ وطِرْبَال: وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشيّة، الثانية عن ابن الأَعْرَابِيّ، قال الشاعر:

  كَأَطُومٍ فَقَدَتْ برْغزَهَا ... أَعْقَبَتْهَا الغُبْسُ مِنْهُ العَدَمَا⁣(⁣١)

  أَو إِذا مَشَى مع أُمِّه، وهي بهاءٍ، والجمعُ: بَرَاغِزُ، قال النَّابِغَةَ يَصِفُ نِسَاءً سُبِينَ:

  ويَضْرِبْنَ بالأَيْدِي وَرَاءَ بَرَاغِزٍ ... حِسَانِ الوُجُوهِ كالظِّبَاءِ العَوَاقِدِ

  أَرادَ بالبَرَاغِزِ أَوْلادَهُنَّ. قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: وهي كالجَآذِرِ.

  والبُرْغُزُ، كقُنْفُذ: السَّيِّءُ الخُلُقِ من الرِّجَالِ، أَو هذِه تَصْحيفَةٌ والصّواب فيه بُزْغُرُ بتقديم الزّاي على الرّاءِ، وقد ذُكِر في مَوْضِعه.

  [بزز]: البَزُّ: الثِّيَابُ. وقيل: ضَرْبٌ من الثِّيَاب، وقيل: البَزُّ من الثِّيَابِ: أَمْتِعَةُ البَزَّازِ، أَو مَتَاعُ البَيْتِ من الثِّيَاب خاصَّةً ونَحْوِها، قال:

  أَحَسَنَ بَيْتٍ أَهَراً وبَزَّا ... كأَنَّمَا لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا⁣(⁣٢)

  وبائعُه البَزَّازُ، وحِرْفَتُه البِزَازَةُ، بالكَسْر، وإِنّمَا أَطْلَقَه لشُهْرَتِهِ.

  والبَزُّ السِّلَاحُ. يَدْخُل فيه الدِّرْع والمِغْفَرُ والسَّيْفُ، قال الهُذَليّ:

  فَوَيْلُ أُمٍّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصَى ... ووُقِّرَ بَزٌّ ما هُنَالِكَ ضائِعُ

  شَعْلٌ: لَقَبُ تَأَبَّطَ شَرًّا، وكان أَسَرَ قَيْسَ بنَ العَيْزارَة الهُذَليّ قائل هذا الشّعْر، فسَلَبَه سِلاحَه ودِرْعَه. وكان تأَبَّط شَرًّا قصيراً، فلما لَبِسَ دِرْعَ قَيْسٍ طالَتْ عليه، فسَحَبَهَا على الحَصَى، وكذلك سَيْفه لمَّا تَقَلَّدَه طالَ عليه فسحَبَه فَوَقَّرَه؛ لأَنَّه كان قَصِيراً. ووُقِّرَ بزٌّ، أَي صُدِعَ وفُلِّل وصارت فيه وَقَرَاتٌ، فهذا يَعْنِي السّلاحَ كُلَّه. ويقال: البَزُّ: السَّيْفُ نَفْسُه، أَنشد ابنُ دُرَيْد لِمُتممِ بن نُوَيْرَةَ يَرْثِي أَخاهُ مالِكاً:

  ولا بِكَهَامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّه ... إِذَا هوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعَا

  قال: فهذا يَدُلُّ على أَنَّه السَّيْف. كالبِزَّةِ، بالكَسْرِ، والبَزَزِ، بالتَّحْرِيكِ. وقال أَبو عَمْرٍو: البَزَز: السِّلاحُ التَّامُّ.

  والبَزُّ: الغَلَبَةُ والغَصْب، بَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا، كالبِزِّيزَى، كخِلِّيفَى. والبَزُّ: النَّزْعُ والسَّلْبُ، يقال: بَزَّ الشَّيْءَ يَبُزُّه بَزًّا: انْتَزَعَه. والبَزُّ: أَخْذُ الشَّيْءِ بِجَفَاءٍ وقَهْرٍ. حُكِيَ عن الكِسَائيّ: لَنْ تَأْخُذَه أَبداً بَزَّةً مِنِّي، أَي قَسْراً. وفي حديثِ أَبي عُبَيْدَة «أَنه سَتَكُون نُبُوَّةٌ ورَحْمَةٌ ثم كَذا وكَذَا ثم يكُونُ بِزِّيزَى وأَخْذُ أَمْوَال بغَيْر حَقٍّ» البِزِّيزَى: السَّلْب والتَّغَلُّب، ورواه بعضُهم بَزْبَزِيًّا. قال الهَرَوِي: عَرَضْته على الأَزهريّ فقال: هذا لا شَيءَ⁣(⁣٣). كالابْتِزَازِ، وفي الحديث: «فيَبْتَزّ ثِيابِي ومَتَاعِي» أَي يُجَرِّدُني منها ويَغْلِبُنِي عليها.

  والبَزُّ: ة، بالعِرَاقِ، ومنها عبد السَّلامِ بنِ أَبي بَكْرِ بن عبد المَلِك الجَماجِمِيّ البَزِّيّ، حدّث عن أَبي طالِب المبارك بن خُضَيْرٍ⁣(⁣٤) الصَّيْرَفِيّ.

  وبَزُّ النَّهْرِ، بلُغَتِهِم: آخِرُهُ، نقلَه الصاغانيُّ.

  والبَزَّازُ، ككَتَّانِ، في المُحَدِّثين جمَاعَةٌ، منهم أَبو طالِب محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ بن غَيْلَان بن عبد الله بن غَيْلانَ، صَدُوقٌ صالحٌ، عن أَبي بكْرٍ الشافعيّ، وعنه أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ وجماعةٌ، وإِليه نُسِبت الغَيْلانِيّاتُ، وهي في إِحدَى عَشَرَة مُجَلَّدةً، لِطَافٍ، خَرَّجَهَا الدَّارقُطْنِي، وقد وَقَعَتْ لنا عالِيَةً، تُوُفِّيَ ببغْداد سنة ٤٤٠، وفي الأَعلام


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كأطوم هي هنا البقرة الوحشية والأصل في الأطوم أنها سمكة غليظة الجلد تكون في البحر شبه البقرة بها، والغبس الذئاب، الواحد: أغبس.

(٢) نُسب الرجز بحواشي المطبوعة الكويتية لأبي مهدية.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قال: وقال الخطابي: إن كان محفوظاً فهو من البزبزة: الإسراع في السير يريد عسف الولاة وإسراعهم إلى الظلم، كذا في اللسان» ومثله في النهاية.

(٤) بالأصل: «المبرك بن خضر» وما أثبت عن معجم البلدان والضبط عنه.