تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[برثن]:

صفحة 53 - الجزء 18

  [برثن]: البُرْثُنُ، كقُنْفُذٍ: الكَفُّ بِكَمالِها مع الأصابعِ.

  وقيلَ: هو مِخْلَبُ الأسَدِ أو هو للسَّبُعِ كالإصْبَعِ للإنْسانِ.

  وقالَ الأصْمَعيُّ: البَراثِنُ مِن السِّبَاعِ والطَّيْرِ بمنْزِلَةِ الأصابعِ مِن الإنْسانِ؛ قالَ: والمِخْلَبُ ظُفُر البُرْثُنِ؛ ومثْلُه قَوْلُ أبي زيْدٍ.

  وقالَ اللَّيْثُ: البَراثِنُ: أظْفارُ مَخالِبِ الأسَدِ.

  وأنْشَدَ الجوْهرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ:

  وتَرى الضَّبَّ حقيقاً ماهِراً ... رَافِعاً بُرْثُنَه ما يَنْعَفِرْ⁣(⁣١)

  والرِّوايَةُ: ثانِياً بُرْثُنَه، يَصِفُ مطراً كثيراً أخْرَجَ الضَّبَّ من حُجْرِه، فعامَ في الماءِ ماهِراً في سِباحَتِه يَبْسُطُ بَراثِنَه ويَثْنِيها في سِباحَتِه، وقولُه: ما يَنْعَفِر أي لا يُصِيبُ بَراثِنَه التُّرابُ.

  وقد تُسْتَعارُ البَراثِنُ لأصابِعِ الإنْسانِ، كما قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة يَذْكُر النَّحْلَ ومُشْتَار العَسَلِ:

  حتى أُشِبَّ لها وطالَ إيابُها ... ذُو رُجْلَةٍ شَثْنُ البَراثِنِ حَجْنَبُ⁣(⁣٢)

  وفي حدِيثِ القبائِلِ: سُئِلَ عن مُضَرَ فقالَ: «تَمِيمٌ بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها».

  قالَ الخطابيُّ، ¦: إنَّما هو بُرْثُنَتُها، بالنّونِ، أي مَخالِبُها، يُريدُ شَوْكَتَها وقُوَّتَها، والميمُ والنُّونُ يَتَعاقَبَانِ، فيجوزُ أنْ تكونَ الميمُ لغةً، ويجوزُ أنْ تكونَ بدلاً لازْدِواجِ الكَلامِ في الجُرْثُومَة.

  وبُرْثُنُ: قَبيلَةٌ مِن بَني أسَدٍ؛ أنْشَدَ سِيْبَوَيْه لقَيْسِ بنِ المُلَوَّح:

  لخُطَّابُ لَيْلى يالَ بُرْثُنَ منكُمُ ... أدَلُّ وأمْضَى من سُلَيكِ المَقانِبِ⁣(⁣٣)

  وأنْشَدَه الجَوْهرِيُّ لقُرَّان الأسَدِيّ؛ وقالَ:

  لَزُوَّارُ لَيْلى منكُمُ آلَ بُرْثُن ... على الهَوْلِ أمْضَى من سُلَيْكِ المَقانِبِ⁣(⁣٤)

  والمَشْهورُ في الرِّوايَةِ الأوّلُ.

  وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أُمِّ بُرْثُنٍ: تابِعِيٌّ، هكذا في سائِرِ النُّسخِ، والصَّوابُ: عبدُ الرَّحمنِ بنُ آدَمَ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنِ.

  ويقالُ أيْضاً بالميمِ، وقد ذَكَرَه المصنِّفُ هناك، ونبَّهنا عليه.

  وبُرْثُنُ الأسَدِ: سَيْفُ مَرْثَدِ بنِ عَلَسٍ على التَّشْبيه.

  وأيْضاً: سِمَةٌ للإبِلِ كالبِرْثامِ⁣(⁣٥)، بالكسْرِ، يكونُ على هَيْئةِ مِخْلَبِ الأسَدِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حكيمةُ بنْتُ بُرْثُنٍ، ويقالُ: بُرْثُم، ثُم صَحابِيَّةُ.

  وبَرْثانُ: وادٍ في طَريقِ رَسُولِ اللهِ ، إلى بَدْرٍ، عن ابنِ الأثيرِ، ¦. وحكَى وَزْنَه فَعْلان فحينَئِذٍ يُذْكَرُ في بَرَثَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [برجن]: برجونَةُ⁣(⁣٦): محلَّةٌ بالجانِبِ الشَّرْقِي مِن وَاسطَ منها: الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ المُبارَك الوَاسطيُّ البرجونيُّ؛ هكذا ضَبَطَه المُنْذري.

  وبرجوانُ: محلَّةٌ بالقاهِرَة بينَ بابَيْ زويلَةَ والفتوح.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [بردن]: بردونَةُ: قَرْيَةٌ مِن أعْمالِ البهنساوية.

  [برذن]: البِرْذَونُ، كجِرْدَخلٍ: الدَّابَّةُ؛ هكذا هو نَصُّ الجوْهرِيُّ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ برواية: «... خفيفاً ماهراً ثانياً برثنه ...».

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٨٠ وبالأصل واللسان: «أبابها» وفي شرح الديوان: وطال إيابها: أبطأ رجوعها.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: كالبِرْثَانِ.

(٦) كذا ولعلها بَرْجُونية، كما في معجم البلدان.