تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طبأ]:

صفحة 199 - الجزء 1

  وطأْطأَ فَرَسَه: نَحَزَه، بالحاء المهملة، أَي نَخَسه وَرَكَضَه ودَفَعه بِفَخِذَيْهِ وحَرَّكَه لِلحُضْرِ أَي الإِسراع قال المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ:

  شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَهُ ... وَإِذَا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرّ

  الشُّنْدُف: المُشْرِف. والأَشْدَف: المائل في أَحدِ شِقَّيْهِ بَغْياً.

  وطَأْطَأَ يَدَه بالعِنَانِ: أَرْسَلَهَا به للإِحْضارِ والرَّكْض والإِسراع.

  وطأْطأَ الرجلُ في مَالِه إِذا أَسرَعَ إِنفاقَه وبالَغَ فيه، يقال ذلك للمُسْرِف، كذا في الأَساس، وطَأْطَأَ فلان من فلان، إِذا وَضَعَ من قَدْرِه، وطَأْطَأَ: أَسرع. وطَأْطَأَ في قَتْلِهم: أَسرعَ⁣(⁣١) وبالَغَ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  فَلَئِنْ طَأْطَأْتُ فِي قَتْلِهِمُ ... لَتُهَاضَنَّ عِظامِي عَنْ عُفُرْ

  والطَّأْطَاءُ كسَلْسَالٍ هو المُنْهَبِطُ من الأَرض يَسْتُرُ مَنْ كَانَ فِيه قال يَصِف وَحْشاً:

  مِنْها اثْنَتَانِ لِمَا الطَّأْطَاءُ يَحْجُبُهُ ... والأُخْرَيَانِ لِمَا يَبْدُو بِهِ القَبَلُ⁣(⁣٢)

  وقيل: هو المكانُ المطمئِنُّ الضَّيِّقُ، ويقال له الصَّاعُ والمعَا. والطَّأْطَاءُ أَيضاً: الجَمَلُ القَصِيرُ الأَوْقَصُ⁣(⁣٣).

  وفي الأَساس: ومن المجاز: طَأْطَأْتِ المرأَةُ سِتْرَهَا: حَطَّتْهُ. وطَأْطَأَ الحُفْرَةَ: طَمَّها⁣(⁣٤) وحُفْرَةٌ مُطَأْطَأَةٌ، ويقال: حَجَبَهُ الطَّأْطَاءُ فلم أَرَه، وهو [الغيب] من الأَرْضِ: المُتطامِنُ. وفي المثل: «تَطَأْطَأْ لَهَا تَخَطَّكَ» وطَأْطَأَ زَيْدٌ من خَصْمِه. وتَطَاوَلَ عَلَيَّ فتَطَأْطَأْتُ مِنْه. انتهى.

  [طبأ]: الطَّبْأَةُ: الخَلِيقَةُ قال شيخنا: صرّح قومٌ من أَئمة الصَّرْف بأَنه مُجَرَّد عن الهاء، وأَنه لُثْغَةٌ لبعض العرب في الطَّبْع، في العين أَبدلوها همزةً، كَرِيمةً كانت أَو لَئيمةً وهكذا في العباب.

  [طتأ]: طَتَأَ، عن ابن الأَعرابيّ، أَي هَرَب، أَهمله الليثُ⁣(⁣٥) ولم يذكره المؤلف، وقد ذكره في لسان العرب.

  [طثأ]: طَثَأَ كجَمَع عن ابن الأَعرابيّ إِذا لَعِبَ بِالقُلَةِ مُخفَّفاً، لُعْبَة يأْتي ذِكرُها.

  وقال أَيضاً: طَثَأَ طَثْأً: أَلْقَى ما في جَوْفِهِ قال شيخنا: هذه المادَّة بالحُمرة بناءً على أَنها من الزيادات، وليس كذلك، بل تثبتت في نسخ الصحاح.

  [طرأ]: طَرَأَ عليهم أَي القوم كمَنعَ يَطْرَأُ طَرْءاً وطُرُوءاً: أَتاهُم من مَكَان أَو خَرَجَ وفي بعض النسخ: أَو طَلَع عليهم منه أَي ذلك المكان أَو المكان البعيد فَجْأةً⁣(⁣٦) أَو أَتاهم من غير أَن يَعلموا، أَو خَرج من فَجْوَةٍ وهم الطُّرَّاءُ كزُهَّاد والطُّرَآءُ كعلماء، ونقل شيخُنا عن المحكم: وهم الطَّرَأُ، مُحرَّكَةً، كَخَدَمٍ وخَادِم، والطَّرَأَة كذلك، أَي كَكَاتِبٍ وكَتَبَة، وفي بعض النسخ طُرَاةٌ كقُضَاةٍ انتهى، ويقال للغُرباء: الطُّرَّاءُ⁣(⁣٧)، أَي كقُرَّاء، وهم الذي يأْتون من مكان بعيدٍ، قال أَبو منصور: وأَصله الهمز، من طَرأَ يَطْرَأُ. وفي الأَساس: هو من الطُّرَّاءِ لا مِن التُنَّاءِ⁣(⁣٨) وفي الحديث: «طَرأَ عَليَّ مِنَ القُرْآن»⁣(⁣٩). أَي ورَدَ وأَقْبَلَ، يقال طَرَأَ مهموزاً إِذا جاءَ مُفاجَأَةً، كأَنه فَجِئَهُ الوقْتُ الذي كان يُؤَدِّي فيه وِرْدَه من القِرَاءَةِ، أَو جَعَل ابتداءَهُ فيه طُرُوءاً منه عليه، وقد يُتْرَك الهمزُ فيه فيقال: طَرَا يطْرُو طُرُوّاً.

  وطَرُؤَ الشيءُ كَكَرُم، طَراءَةً كسحَابَة وطَرَاءً كسَحَاب، وفي بعض النسخ طرْأَة كحَمْزَة وطَراءَة كسحابة فهو طَرِيءٌ:


(١) في اللسان: اشتد.

(٢) البيت للكميت: ديوانه ٢/ ٢٢ المقاييس ٣/ ٤٠٧.

(٣) في اللسان: الجمل الخربصيص، وهو القصير السير.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله طمها الذي في الأساس: عمقها اه».

(٥) اللسان وبهامشه «قوله طتأ أهمله الليث الخ» هذه المادة أوردها الصاغاني والمجد في المعتل وكذا التهذيب غير أنه كثيراً لا يخلص المهموز من المعتل فظن المؤلف أنها من المهموز».

(٦) في القاموس واللسان: فُجاءة.

(٧) اللسان: الطرآة.

(٨) بالأصل والأساس: «الثُّنَّاءِ» وما أثبتناه الصواب فالتناء من تنأ فهو تانئ إذا أقام في البلد، قال الجوهري وهم تنّاء البلد. (عن اللسان).

(٩) بهامش المطبوعة المصرية «قوله طرأ علي من القرآن هكذا بالنسخ والذي في الأساس والنهاية طرأ على حزبي من القرآن اه.