تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[موغ]:

صفحة 62 - الجزء 12

  والمُضَغُ مِنَ الجِرَاحِ: ما لَيْسَ لَهُ أَرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ، وَهُوَ مَجازٌ.

  وَأَمْضَغَ التَّمْرُ: حانَ أَنْ يُمْضَغَ.

  وَتَمْرٌ ذُو مَضْغَةٍ: صُلْبٌ مَتِينٌ يُمضَغُ كَثِيرًا.

  وَهَجَاهُ هِجَاءً ذَا مَمْضَغَةٍ: يَصِفُهُ بالجَوْدَةِ والصَّلَابةِ، كالتَّمْرِ ذِي المَمْضَغَةِ.

  وَإِنَّهُ لَذُو مُضْغَةٍ: إذا كانَ مِنْ سُوسِهِ اللَّحْمُ.

  وَمِنَ المَجَازِ: هُوَ يَمْضَغُ لَحْمَ أَخِيهِ، ورَجُلٌ مَضّاغَةٌ لِلُحُومِ النّاسِ.

  وَأَمّا قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  إِنْ لَم يَعُقْنِي عائِقُ التَّسَغْسُغِ ... في الأَرْضِ فارْقُبْنِي وعَجْمَ المُضَّغِ

  مَعْنَاهُ انْظُرْ إِلَيَّ وإلى الَّذِينَ يَمْضَغُونَ عِنْدَكَ كَيْفَ فِعْلِي وَفِعْلُهُم؟: وَيُقَالُ: هُوَ يَمْضَغُ الشِّيحَ والقَيْصُومَ: إذا كانَ بَدَوِيًّا.

  [مغغ]: مَغْمَغَ اللَّحْمَ مَغْمَغَةً: مَضَغَهُ ولمْ يُبَالِغْ، أي: لمْ يُحْكِمْ مَضْغَهُ، كما في الجَمْهَرَةِ.

  قال: وكَذلِكَ مَغْمَغَ كَلامَهُ: إذا لَم يُبَيِّنْهُ، كأَنَّهُ قَلْبُ غَمْغَمَ.

  وقال غَيْرُه: مَغْمَغَ الكَلْبُ في الإِناءِ، أي: وَلَغَ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: مَغْمَغَ الثَّوْبَ في الماءِ: مِثْلُ غَثْغَثَهُ أي: مَعَسَهُ⁣(⁣١).

  وقال أَبُو عَمْرٍو: مَغْمَغَ الثَّرِيدَ: رَوّاهُ دَسَماً، وَكَذلِكَ رَوَّغَه، وسَغْسَغَه، وصَغْصَغَهُ.

  ومَغْمَغَ الشَّيْءَ: خَلَطَهُ.

  وقال اللَّيْثُ: مَغْمَغَ الأَمْرُ: اخْتَلَطَ قال رُؤْبَةُ:

  ما مِنْكَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمَغِ ... وانْفُحْ بسَجْلٍ مِنْ نَدًى مُبَلِّغِ

  والمَغْمَغَةُ: العَمَلُ الضَّعِيفُ، كَما في المُحيطِ، زادَ المُصَنِّفُ: الرَّدِيءُ، وَلَيْسَ هُوَ في نَصِّ المُحِيطِ، وإِنَّمَا زادَهُ الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ.

  وتَمَغْمَغَ: نالَ شَيْئًا مِنَ العُشْبِ، عَنْ ابْنِ عَبّادِ.

  وتَمَغْمَغَ المَالُ⁣(⁣٢): إذا جَرَى فِيهِ السِّمَنُ، كَما في اللِّسَانِ والمُحِيطِ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ⁣(⁣٣):

  [ملغ]: المِلْغُ، بالكَسْرِ: المُتَمَلِّقُ، وقِيلَ: هُوَ الشّاطِرُ، وَقِيلَ: الَّذِي لا يُبَالِي ما قَالَ ولا ما قِيلَ لَهُ.

  وَمُلِغَ في كلامِهِ، كعُنِيَ: إذا تَحَمَّقَ.

  وَكَلامٌ مِلْغٌ، وأَمْلَغُ: لا خَيْرَ فِيهِ، قال رُؤْبَةُ:

  والمِلْغُ يَلْكَى بالكَلامِ الأَمْلَغِ

  [منغ]: مَنَغٌ، كجَبَلٍ، هكَذا ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ، وفي التَّكْمِلَةِ بالتّشْدِيدِ، مِثْل بَقَّمٍ⁣(⁣٤)، وقَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وهِيَ: ناحِيَةٌ بحَلَبَ، وكانَتْ تدْعَى قَدِيمًا مَنَعَ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ، فغُيِّرَتْ بالمعْجَمَةِ.

  ومَنُوغان: د، بكِرْمانَ وإذا عَرَّبُوه قالُوا: مَنُوجانُ، بالجِيمِ، كذا في العُبَابِ⁣(⁣٥).

  قلتُ: وقد تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ في «م ن ج» مِثْلُ ذلِكَ، والَّذِي في المُعْجَمِ لياقُوت أنَّ هذا البَلَدَ يُسَمَّى «مَنُوقانُ» بالقافِ، فانْظُرْ ذلِكَ.

  [موغ]: ماغَتِ الهِرَّةُ تَمُوغُ مَوْغًا، ومُوَاغًا، بالضَّمِّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أي صَوَّتَتْ، وَكَذلِكَ ماءَتْ مُوَاءً.


(١) قوله معسه، يقال معس الثوب إذا دلكه دلكاً شديداً باليدين.

(٢) المال بمعنى الإبل.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «مادة: ملغ مذكورة في المتن المطبوع وَنصه: (المِلْغُ بالكسر: النَّذْلُ الأَحمقُ يتكلمُ بالفُحشِ ج: أملاغ، وهي المُلُوغَةُ. ورَجلٌ مالِغٌ: داهرٌ، ج ككفارٍ. وتمالغ به: ضحك به. وَمالغه بالكلامِ: مازَحَه بالرَّفَثِ. والتَّمَلُّغُ: التَّحَمُّقُ). وقوله التملّغ هو تفعل منه وشاهده - كما في التكملة - قول رؤبة:

فلا تسمع للعيي الصنّغ ... يمارس الأعضال بالتملّغ

(٤) وقيدها ياقوت نصًا بفتح أوله وتشديد ثانيه وغين معجمة.

(٥) في معجم البلدان منوقان بالقاف وآخره نون.