تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وكت]:

صفحة 154 - الجزء 3

  هَمْزِها، وهي في قراءَةِ عبدِ الله «وُقِّتَتْ»، وقرأَها أَبُو جعفر المَدِينيّ وُقِتَتْ، خَفيفةً بالواو، وإِنّمَا هُمِزَت لأَنَّ الواوَ إِذا كانَتْ أَوّلَ حَرْف وضُمَّتْ هُمِزَتْ [يقال هذه أُجوهٌ حِسَانٌ، بالهَمْز، وذلك لأَن ضمَّةَ الواو ثقيلة]⁣(⁣١) وأُقِتَتْ لُغَةٌ، مثل وُجُوهِ وأُجُوهٍ.

  وقُرِئ: وإِذَا الرُّسُلُ وُوقِتَتْ، فُوعِلَتْ، من المُواقَتَةِ، وهي من الشَّواذِّ، وهكذا قَرَأَ جَمَاعَةٌ.

  وَوَقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ أَي مَحْدُودٌ وقد تَقَدَّم تصريفُهما.

  والمَوْقِتُ، كمَجْلِسٍ، مَفْعِلٌ منه، أَي من الوَقْتِ، قال العَجّاج:

  والجَامع النَّاسِ لِيَوْمِ المَوْقِتِ

  * ومما يستدرك عليه:

  المُوَقِّتُ: كمُحَدِّث: مَن يُرَاعِي الأَوْقَاتَ والأَظلة⁣(⁣٢)، وقد اشْتَهَرَ به جَمَاعَةٌ.

  [وكت]: الوَكْتَةُ بالفَتْح: شِبْهُ النُّقْطَة في الشَّيْءِ، قال ابنُ سِيدَه: الوَكْتَةُ في العَيْنِ نُقُطَةٌ حَمْرَاءُ في بياضِهَا، قيل: فإِنْ غُفِلَ عنها صارت وَدْقَةً، وقيل: هي نُقْطَةٌ بيضاءُ في سَوادِهَا، وعَيْنٌ مَوْكُوتَة: فيها وَكْتَةٌ، إِذا كان في سَوَادِهَا نُقْطَةُ بياضٍ.

  وقَالَ غيرُهُ: الوَكْتَةُ كالنُّقْطَةِ في الشَّيْءِ، يُقَال: في عيْنِه وَكْتَةٌ.

  وفي الأَساس: ومن المجاز: في عَيْنِه وَكْتَةٌ من حُمْرَةٍ أَو بَيَاضٍ، وعينٌ مَوْكُوتَةٌ.

  والوُكْتَة بالضَّمِّ: فُرْضَةُ الزَّنْدِ من البَعِير.

  والوَكْتُ، كالوَعْدِ: التَّأْثِيرُ، والذي في النّهايةِ وغيرِهَا:

  الوَكْتُ: الأَثَرُ اليَسِيرُ في الشَّيْءِ، كالنُّقْطَةِ من غَيْرِ لَوْنِه، وفي الحَدِيث: «لا يَحْلفُ أَحَدٌ وَلو على مِثلِ جَناحِ بَعُوضَةٍ إِلا كَانَتْ وَكْتَةً فِي قَلْبِهِ» وفي حديث حُذَيْفَةَ: «وَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الوَكْتِ».

  والوَكْتُ: الشَّيْءُ اليَسِيرُ، قاله شَمِرٌ.

  والوَكْتُ: المَلْءُ، كالتَّوْكِيت يُقَال: قِرْبَةٌ مَوكُوتَةٌ، أَي مَمْلُوءَةٌ، عن اللِّحْيَانِيّ، قال ابنُ سِيده: والمَعْرُوف مَزْكُوتَةٌ.

  وقال الفَرَّاءُ: وَكَتَ القَدَحَ، وَوَكَّتَه وَزَكَتَه وزَكَّتَهُ، إِذا مَلأَه.

  والوَكْتُ: القَرْمَطَةُ في المَشْيِ قاله شَمِرٌ.

  وعن غَيْره: وَكَتَتِ الدَّابَّةُ وَكْتاً أَسرَعَتْ رَفْعَ قَوَائِمِها ووَضْعَها.

  ووَكَتَ المَشْيَ وَكْتاً ووَكَتَاناً وهو تَقَارُبُ الخَطْوِ في ثِقَلٍ وقُبْحِ مَشْيٍ، قال:

  ومَشْيٍ كَهَزِّ الرُّمْحِ بادٍ جَمَالُه ... إِذا وَكَتَ المَشْيَ القِصَارُ الدَّحادِحُ

  ووَكَتَ في سَيْرِه، وهو صِنْفٌ منه.

  ورجُلٌ وَكّاتٌ، هذه عن كُرَاع، قال ابن سِيده: وعندي أَنَّ وَكَّاتاً، على وَكَتَ المَشْيَ، ولو كان على ما حَكاه كُرَاع لكانَ مُوَكِّتاً.

  والوَكِيتُ: السِّعَايَةُ والوِشَايَةُ عند ذي أَمْرٍ، نقله الصّاغانيّ.

  والوَاكِتُ في البَعِيرِ كالنَّاكِتِ وقد تَقَدَّم بيانُه في «نكت» بالتَّفْصِيل.

  والوَكْتُ والوَكْتَةُ في الرُّطَبَةِ: نُقْطَةٌ تَظْهَرُ فيها من الإِرْطَابِ.

  وفي التَّهْذِيب: إِذَا بَدا في الرُّطَب نُقَطٌ أَتَاهَا التَّوْكِيتُ من قِبَلِ ذَنَبِهَا فهي مُذَنِّبَةٌ.

  وفي المحكم: ووَكَّتَتِ البُسْرَةُ تَوْكِيتاً: صار فِيهَا نُقَطٌ من الإِرْطَابِ، وهي بُسْرَةٌ مُوَكِّتَةٌ ومُوَكِّتٌ، الأَخيرَة عن السِّيرافِيّ، أَي مُنَكِّتَةٌ، وقد تَقَدّم، وقَدْ وَكَّتَتْ تَوْكِيتاً.

  وفي اللّسَان: وَكَتَ الكِتَابَ وَكْتَاً: نَقَطَهُ.

  ومن المَجَازِ: المَوْكُوتُ وهو الكَمِدُ المُمْتَلِيء حِقْداً وهَمًّا.


(١) عن اللسان والتهذيب.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الأظلة، كذا بخطه، ولعلها: الأهلة».