تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نكم]:

صفحة 707 - الجزء 17

  نَقَمَ عليه، كضَرَبَ وسَمِعَ: عتبَ عليه، كما في الصِّحاحِ.

  وِالنقومُ مَصْدَرُه؛ ذَكَرَهُ ابنُ القطَّاعِ.

  وِنَقِمَ مِن فلانٍ الإِحْسانَ، كعَلِمَ: إذا جَعَلَه ممَّا يُؤَدِّيه إلى كُفْر النعْمَةِ.

  وِنقمَ تَنْقِيماً: بالَغَ في كَراهَةِ الشيءِ.

  ومِن أَسْمائِه تعالَى: المُنْتَقِمُ، هو البالِغُ في العُقوبةِ لمَنْ شاءَ.

  وضربه ضَرْبَة نَقَمٍ إذا ضَرَبَهُ عَدُوٌّ له.

  [نكم]: النَّكْمَةُ⁣(⁣١)، بالفتحِ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ واللَّيْثُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فيمَا رَواهُ ثَعْلَب عنه: هي النَّكْبَةُ والمُصيبَةُ الفادِحَةُ، وكأَنَّ المِيمَ بدلٌ عن الباءِ.

  [نمم]: النَّمُّ: التَّوْريشُ والإِغْراءُ ورَفْعُ الحديثِ إِشاعةً له وإِفساداً وتَزْيينُ الكلامِ بالكَذبِ، والفِعْلُ يَنِمُّ، بالكسْرِ، وَيَنُمُّ، بالضمِّ، والأَصْلُ الضمّ، هكذا أَوْرَدَه بالوَجْهَيْن ابنُ سِيْدَه وابنُ مالِكٍ وأَقَرُّوه.

  قالَ شيْخُنا: ورأَيْتُ المزيّ قد تَفَقَّه فيه وفَصَّل فقالَ: يَنِمُّ، بالكسْرِ، في اللازِمِ أَي يَظهرُ، وبالضمِّ في المُتَعَدِّي، أَي ينقلُ فتأَمَّلْ.

  * قُلْتُ: وقد أَشارَ له غيرُهُ أَيْضاً فقالَ: نَمَّ الحدِيْثُ يَنِمُّه وِيَنُمُّه بالوَجْهَيْن إذا نَقَلَه، وِنَمَّ الحَدِيْثُ يَنمُّ إذا ظَهَرَ مُتعَدٍّ لازِمٌ، وكذا نَمَّ به وِنَمَّ عليه؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب في تَعْدِيتِه بعلَى:

  وِنَمَّ عليك الكاشِحُونَ وقَبْلَ ذَا ... عليك الهَوَى قد نَمَّ لو نَفَعَ النَّمُّ⁣(⁣٢)

  فهو نَمومٌ وِنَمَّامٌ وِمِنَمٌّ، كمِجَنِّ، وِنَمٌّ، والثالثَةُ عن ابنِ سِيْدَه، من قَوْمٍ نَمِّينَ وِأَنِمَّاءَ وِنُمٍّ، بالضمِّ. وصَرَّحَ اللَّحْيانيُّ بأنَّ نُمَّا جَمْعُ نَمومٍ وهو القِياسُ.

  وِهي نَمَّةٌ.

  وِالنَّمِيمةُ: الاسْمُ منه، وقد تكَرَّرَ ذِكْرُه في الحَدِيْثِ، وهو نَقْلُ الحَدِيْثِ مِن قَوْمٍ إلى قومٍ على جهَةِ الإِفْسادِ والشرِّ.

  وقالَ أَبو بكْرٍ عن أَبي العبَّاس: النَّمَّامُ معْناهُ في كَلامِ العَرَبِ: الذي لا يُمْسِكَ الأَحادِيثَ ولم يَحْفَظْها.

  وِالنَّمِيمَة أَيْضاً: صَوْتُ⁣(⁣٣) الكِتابَةِ؛ وفي بعضِ النُّسخِ: الكِنانَةِ.

  وِأَيْضاً: وَسْواسُ هَمْسِ الكَلامِ.

  وقيلَ: الصَّوْتُ الخفيُّ مِن حَرَكَةِ شيءٍ أَو وَطْءِ قَدَمٍ؛ ومنه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

  فشَرِبْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسَّا دُونَه ... شَرَفُ الحجابِ وريبُ قَرْعٍ يَقْرعُ

  وِنَمِيمةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كفِّه جَشْءٌ أَجَشّ وأَقْطَعُ⁣(⁣٤)

  وقالَ الأَصْمَعيُّ: أَرادَ به صَوْتَ وَتَرٍ أَو ريحاً اسْتَرْوَحَتْهُ الحُمُرُ، وأَنْكَر⁣(⁣٥).

  وِالنَّامَّةُ: الحِسُّ والحركةُ يقالُ: سَمِعْتُ نامَّتَه وِنَمَّتَه، أَي حِسَّه وحَرَكَتَه، والأَعْرَفُ في ذلِكَ نأْمَتَه.

  وِالنامَّةُ: حياةُ النَّفْسِ؛ ومنه الحَديْث: «لا تُمَثِّلُوا بنامَّةِ اللهِ»، أَي بخَلْقِه، وناميةِ اللهِ أَيْضاً؛ وهي على البَدَلِ.

  وِقوْلُهم: أَسْكَتَ اللهُ تعالى نامَّتَه، أَي جَرْسَه، وما


(١) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: بالفتح.

(٢) اللسان.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: «الكِنَانَةِ و».

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٧ واللسان والثاني في التهذيب والصحاح والأساس.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وأنكر، كذا بالنسخ وعبارة اللسان كالصحاح: وأنكر: وهماهماً من قانصٍ، قال: لأنه أشد ختلاً في القنيص من أن يهمهم للوحش ألا ترى لقول رؤبة:

فبات والنفس من الحرص الفشقْ ... في الزرب لو يمضغ شرياً ما بصق

والغشق: الانتشار. اه وبه تعلم ما في الشارح من السقط.