تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شنق]:

صفحة 254 - الجزء 13

  * ومما يُسْتَدرك عليه:

  امرأَةٌ شَمْلَقٌ: سَيِّئَةُ الخُلُقِ.

  [شنتق]: الشُّنْتُقَةُ كقُنْفُذَةٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الفَرّاءُ: هي الشَّبَكَةُ التي يَجْعَلُونَ فِيها القُطْنَ تَكُونُ على رَأسِ المَرْأَةِ تَقِي بِها الخِمارَ من الدُّهْنِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  شَنْدَقُ، كجَعْفَرٍ: اسمٌ أَعْجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ، كما فِي اللِّسانِ، وضَبَطَهُ ابنُ دُرَيْدٍ كقُنْفُذٍ، وحَكَم بزِيادَةِ النُّونِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  [شنفلق]: الشَّنْفَلِيقُ، كزَنْجَبِيلٍ: الضَّخْمَةُ من النِّساءِ، كما في اللِّسانِ.

  [شنق]: شَنَقَ البَعِيرَ يَشْنُقُه ويَشْنِقُه من حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ: جَذَبَ خِطَامَهُ وكَفَّهُ بزِمامِه وهو راكِبُه من قِبَلِ رَأْسِه حَتّى أَلْزَقَ ذِفْراهُ بقادِمَةِ الرَّحْلِ أَو شَنَقَه: إِذا مَدَّهُ بالزِّمامِ حَتّى رَفَعَ رأْسَه وهو راكِبُه كأَشْنَقَه، وفي حَدِيثِ عَليٍّ ¥: «إِنْ أشْنقَ لَها خَرَمَ»، أَي: إِن بالَغ فِي إِشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها، فأَشْنَقَ البَعِيرُ بنَفْسِه رَفَعَ رَأْسَه، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وهو نادِرٌ، قالَ ابنُ جِنِّي: شَنَقَ البَعِيرَ، وأَشْنَقَ هو، جاءَت فِيه القَضِيَّةُ مَعْكُوسَةً مُخالِفَةً للعادَةِ، وذلك أَنَّك تَجِدُ فِيها فَعَلَ مُتَعَدِّياً، وأَفْعَلَ غيرَ مُتَعَدٍّ، قال: وعِلَّةُ ذلِكَ عندِي أَنّه جَعَلَ تَعَدِّي فَعَلْتُ وجُمُودَ أَفْعَلْتُ كالعِوَضِ لفَعَلْتُ من غَلَبَةِ أَفْعَلْتُ لها على التَّعَدِّي، نحو جَلَسَ وأَجْلَسْتُ، كما جُعِلَ قَلْبُ الياءِ واواً في البَقْوَى والرَّعْوَى عِوَضاً للواوِ من كَثْرَةِ دُخولِ الياءِ عليها.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: شَنَقَ القِرْبَةَ يَشْنُقُها شَنْقاً: إِذا وَكَأَها ثُمّ رَبَطَ طَرَفَ وِكائِها بيَدَيها⁣(⁣١)، وقالَ غيرُه: شَنَقَها: إِذا عَلَّقَها.

  ومن المَجازِ: شَنَقَ رأْسَ الفَرَسِ يَشْنُقُه شَنْقاً: إِذا شَدَّهُ إِلى شَجَرَةٍ أَو وَتِدٍ مُرْتَفِعٍ حَتّى يَمْتَدَّ عُنُقُه وَيَنْتَصِبَ.

  وشَنَقَ النّاقَةَ أَو البَعِيرَ شَنْقاً شَدَّهُ بالشِّناقِ ككِتابٍ، وسيأتِي مَعْناه قَرِيباً.

  وشَنَقَ الخَلِيَّةَ يَشْنقُها شَنْقاً: جَعَلَ فيها شَنِيقاً كأَمِيرٍ، كَشَنَّقَها تَشْنِيقاً وهو أَي الشَّنِيقُ: عُودٌ يُرْفَعُ عليهِ قُرْصَةُ عَسَلٍ ويُثَبَّتُ في أَسْفَلِ القُرْصَةِ، ثم يُقامُ في عُرْضِ الخَلِيَّةِ فرُبّما شَنَقَ في الخلِيَّةِ القُرْصَيْنِ والثَّلاثَةَ، وإِنّما يُفْعَلُ ذلك إِذا أَرْضَعَتِ النَّحْلُ أَولادَها وفي قِصَّةِ سُلَيمانَ #: «احْشُرُوا الطَّيْرَ إِلّا الشَّنْقاءَ والرَّنْقاءَ والبُلَتَ»، الشَّنْقاءُ من الطَّيْرِ التي تَزُقُّ فِراخَها، والرَّنْقاءُ، والبُلَتُ ذُكِرا في مَوْضِعِهما.

  والشِّناقُ⁣(⁣٢)، ككِتابٍ الطَّوِيلُ للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، والجَمْعِ، يُقال: رَجُلٌ شِناقٌ، وامْرأةٌ شِناقٌ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ناقَةٌ شِناقٌ، وامْرَأَةٌ شِناقٌ، وَجَملٌ شِناقٌ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ، وفي حَدِيثِ الحَجّاج: «أَنّه أُتِيَ بيَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ يَرْسُفُ في حَدِيدٍ، فأَقْبَلَ يَخْطِرُ بيَدِه، فغاظَ ذلك الحَجّاجَ، فقالَ:

  جَمِيلُ المُحَيّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى

  وقد وَلّى فالْتَفَتَ إِليهِ، فقالَ:

  وفِي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَيْنِ شِناقُ»

  والشِّناقُ أَيضاً: سَيْرٌ أَو خَيْطٌ يُشَدُّ بهِ فَمُ القِرْبَةِ، وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ: «أَنّه باتَ عِنْدَ النبيِّ في بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فقامَ من اللَّيْلِ يُصَلِّي، فحَلَّ شِناقَ القِرْبَةِ»، قالَ أَبو عُبَيْدٍ⁣(⁣٣): شِناقُ القِرْبَةِ هو الخَيْطُ والسَّيْرُ الذي تُعَلَّقُ به القِرْبَةُ على الوَتِدِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وقِيلَ في الشِّناقِ إِنّه الخَيْطُ الذي يُوكَأُ به فَمُ القِرْبَةِ أَو المَزادَةِ، قال: والحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى هذا، لأَنَّ العِصامَ: الَّذِي تُعَلَّقُ بهِ القِرْبَةُ لا يُحَلُّ، إِنّما يُحَلُّ الوِكاءُ؛ ليُصَبَّ الماءُ، وإِنّما حَلَّهُ النبيُّ لمّا قامَ من اللَّيْلِ ليَتَطَهَّرَ من ماءِ تِلْكَ القِرْبَةِ.

  والشِّناقُ أَيضاً: الوَتَرُ أَي: وَتَرُ القَوْسِ؛ لأَنّه مَشْدُودٌ في رَأْسِها.

  والشَّنَقُ مُحَرَّكَةً الأَرْشُ، وحاكَمَ رَجُلٌ إِلى شُرَيْحٍ قَصّاراً في حَرَقٍ، فقالَ شُرَيْحٌ: خُذْ مِنه الشَّنَقَ، أَي: أَرْشَ الحَرِقِ في الثَّوْبِ، والجَمْعُ أَشْناقٌ، وهي الأُرُوشُ: أَرْشُ


(١) الجمهرة ٣/ ٦٧ وفيها «بيدك» وزيد فيها: أو بوتدٍ إلى جدارٍ.

(٢) قيدها ابن الأثير في النهاية نصاً بالفتح: الطويل.

(٣) في التهذيب: «قال أبو عبيد قال أبو عبيدة» ولم يذكر اللسان أبا عبيد واكتفى بذكر أبي عبيدة.