تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نوص]:

صفحة 376 - الجزء 9

  والمِنْمَصُ، والمِنْماصُ: المِنْقَاشُ، نَقله الجَوْهَرِيَّ، وأَغْفَلَه المُصَنِّف قُصُوراً. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: المِنْماصُ: المِظْفَارُ، والمِنْتَاشُ، والمِنْقَاشُ: والمِنْتَاخُ. قال ابنُ بَرِّيّ:

  والنَّمَصُ: المِنْقاشُ أَيْضاً. قال الشَّاعرُ:

  ولَمْ يُعَجِّلْ بقَوْلٍ لاكِفَاءَ لَهُ ... كما يُعَجِّلُ نَبْتُ الخُضْرَةِ النَّمَصُ

  والنَّمَصُ، مُحَرَّكَةً: أَوّلُ ما يَبْدُو من النَّبَات، وقِيلَ: هو ما أَمْكَنَكَ جَزُّه، وقيل: هو نَمَصٌ أَوَّلَ ما يَنبُتُ فيَمْلأُ فَمَ الآكِلِ. وتَنَمَّصَتِ البَهْمُ: رَعَتْهُ، وهو مَجازٌ كما في الأَسَاسِ⁣(⁣١).

  وقِيل: امرأَةٌ نَمْصَاءُ: تَأْمُرُ نامِصَةً فتَنْمِصُ شَعَر وَجْهِهَا نَمْصاً، أَي تَأْخُذُهُ عنه بخَيْطٍ.

  [نوص]: النَّوْصُ: التَّأَخُّر، نقله الجَوْهَرِيّ، عن الفَرّاءِ، وأَنشد لامْرِئ القيْسِ:

  أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى إِذْ نَأَتْك تَنُوصُ ... فتَقْصُرُ عنها خَطْوَةً وتَبُوصُ

  والبَوْصُ، بالبَاءِ: التَّقَدُّم، كما سَبَقَ.

  والنَّوْصُ: الحِمَارُ الوَحْشِيُّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وفي اللّسَان: لِأَنَّه لا يَزالُ نَائصاً، أَي رَافِعاً رَأْسَهُ يَتَرَدَّدُ، كالنَّافِرِ الجَامِحِ، قالَه اللَّيْثُ.

  والمَنَاصُ: المَلْجَأُ، والمَفَرُّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال في قَوْلِه تَعَالَى: {وَلاتَ حِينَ} مَناصٍ⁣(⁣٢) أَي ليْسَ وَقْتَ تَأَخُّرٍ وفِرَارٍ. وقال الأَزْهَرِيُّ: أي لاتَ حِينَ مَهْرَبٍ⁣(⁣٣). وقال غيْرُهُ، أَي وَقْتَ مَطْلَبٍ ومَغَاثٍ.

  ونَاصَ يَنُوصُ مَنَاصاً ونَوِيصاً، كأَمِيرٍ، ونِيَاصَةً، بالكَسْرِ، ونَوْصاً، بالفَتْح، ونَوَصَاناً، بالتَّحْرِيك: تَحَرَّكَ وذَهَبَ. وما يَنُوصُ فُلانٌ لِحَاجَتي: لا يَتَحَرَّكُ.

  وناصَ عَنْه نَوْصاً: تَنَحَّى وفَارَقَهُ، عن ابن عَبَّادٍ. وقال أَبو تُرَابٍ: لَاصَ عَنِ الأَمْرِ، ونَاصَ، بمَعْنَى حادَ. وقال غيْرُهُ: نَاصَ يَنُوصُ نَوْصاً: عَدَلَ. وناصَ إِليْه نَوْصاً: نَهَضَ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: النَّوْصَةُ: الغَسْلَةُ بالماءِ وغيْرِهِ. قال الأَزْهَرِيُّ: والأَصْلُ مَوْصَةٌ، قُلِبَتْ مِيمُه نُوناً.

  وأَناصَهُ أَنْ يَأْخُذَ منه شَيْئاً إِنَاصَةً: أَرادَهُ وقيل أَدَارَهُ.

  وزَعم اللِّحْيَانيّ أَنَّ نُونَه بَدَلٌ من لامِ أَلَاصَهُ.

  ونَاوَصَهُ مُنَاوَصَةً: هَاوَشَهُ، كذا في النُّسَخ. وفي العُبَابِ: نَاوَشَهُ* ومَارَسَهُ. وعلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، وذَكَرَ المَثَلَ: «نَاوَصَ الجَرَّةَ ثُمَّ سَالَمَهَا» أَي جَابَذَهَا ومَارَسَهَا. وقال: وقد فَسَّرناهُ عِنْدَ ذِكْرِ الجَرَّةِ. قُلْتُ: وقد سَبَقَ للمُصَنِّف أَيْضاً هُنَاكَ، وكان الواجِبُ عليه أَن يُشيرَ هُنَا لِذلِكَ كالجَوْهَرِيّ.

  والاسْتِنَاصَةُ، في الفَرَس عند الكَبْح، والتَّحْرِيكُ، وهو شُمُوخُه برَأْسه، قاله اللّيْثُ، وأَنْشَدَ قَوْلَ حَارِثَةَ بْنِ بَدْر:

  غَمْرُ الجِرَاءِ إِذا قَصَرْتُ عِنَانَهُ ... بِيَدِي اسْتَناصَ ورَامَ جَرْيَ المِسْحَلِ

  والاسْتِناضَةُ أَيضاً: أَنْ تَسْتَخِفَّ الرَّجُلَ فتَذْهَبَ به في حاجَتِك، نقله الصَّاغَانِيّ عن ابنِ عَبّادٍ.

  والاسْتِناصَةُ: تَحَرُّكُ الفَرَسِ لِلْجَرْيِ، وهو بِعَيْنِه قَوْلُ اللّيْثِ الَّذِي تَقَدَّمَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه:

  ناصَ لِلْحَرَكَةِ نَوْصاً، ومَنَاصاً: تَهَيَّأَ.

  والمَنِيصُ كمَقِيلٍ: التَّحَرُّكُ والذَّهَابُ. وما بِهِ نَوِيصٌ، كأَمِيرٍ، أَي قُوَّةٌ وحَرَاكٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ، ¦.

  ونُصْتُ الشَّيْءَ: جَذَبْتُهُ. قال المَرّارُ:

  وإِذا يُنَاصُ رَأَيْتَهُ كالأَشْوَسِ

  والمُنَاوَصَةُ: المُجَابَذَةُ. ونَاصَ يَنُوص مَنِيصاً ومَنَاصاً: نَجَا هَارِباً.

  وقال أَبو سَعِيدٍ: انْتَاصَتِ الشَّمْسُ انْتِيَاصاً، إِذا غَابَتْ.

  والنَّوْصُ: الفِرَارُ ونَوْصُ الفَرَسِ اسْتِناصَتُه، عن الليْث.


(١) عبارة الأساس: تنمصّ البهمُ إذا رعى أولَ العشب.

(٢) سورة ص الآية ٣.

(٣) انظر التهذيب ٥/ ١٦٣ ترجمة حيص.

(*) كذا في النسخة التي بأيدينا.