تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثبي]:

صفحة 242 - الجزء 19

  وهكذا وُجِدَ في نسخةِ الصَّقلي على الحاشِيَةِ. ومِثْلُه في التهْذِيبِ للأَزْهرِيِّ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى كُراعٌ عن الكِسائي ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى، وذلِكَ أن ينخرِمَ حتى يَصيرَ خَرْزَتان في مَوْضِعٍ.

  * قُلْتُ: وهو مُخالِفٌ لمَا نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الكِسائي.

  قالَ ابنُ بَرِّي: قيلَ هُما لُغتانِ، قالَ: وأَنْكَر ابنُ حَمْزةَ فَتْحَ الهَمْزة.

  والثَّأْوُ: الضَّعْفُ والرَّكاكَةُ.

  والثَّأْوَةُ، بهاءِ: النَّعْجَةُ الهَرِمَةُ.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: هي الشَّاةُ المَهْزُولَةُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  تُغَذْرِمُها في ثَأْوَةٍ من شياهِهِ ... فلا بُورِكَتْ تلك الشِّياهُ القَلائِلُ⁣(⁣١)

  والثَّأْوَةُ: البَقِيَّةُ القَلِيلَةُ من كَثيرِ.

  والثَّأَى، كالثَّرَى: آثارُ الجُرْحِ.

  وفي التّكْمِلَةِ: الثَّأى مِن الأَوْرامِ شَرّ مِن الضواءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَثْأَى الأَديمَ: خَرَمَهُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ وهو في كتابِ أَبي زيْدٍ؛ ومنه قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ:

  وَفْراءَ عشرية⁣(⁣٢) أَثْأَى خَوارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَها الكُتَبُ

  والثَّأَى، كالثَّرَى: الأَمْرُ العَظِيمُ يَقَعُ بينَ القَوْمِ.

  والثُّؤْيَةُ، بالضَّمِّ: خِرْقةٌ تُجْمَع كالكُبَّةِ على وتِدِ المَخْض لئَلَّا يَنْخرِق السِّقاءُ عنْدَ المَخْضِ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيّ: الثَّأْيَة أَن يُجْمَعَ بينَ رُؤُوسِ ثلاثِ شَجَراتٍ أَو شَجَرتَيْنِ، ثم يُلْقى عليها ثوبٌ فَيُسْتَظلَّ به؛ وسَيَأْتي في ثوى. وقالَ اللَّحْيانِيُّ: رأَيْت أَثْئِيةً مِن الناسِ، مِثَال أَثْفِيةٍ، أَي جماعَةً.

  [ثبي]: ي التَّثْبِيَةُ: الجَمْعُ ثُبَة ثُبَة؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  هل يَصْلُح السيفُ بغير غِمْدِ ... فَثَبِّ ما سَلَّفْتَه من شُكْدِ⁣(⁣٣)

  أي فأَضفْ إليه غَيْرَه واجْمَعْه.

  والتَّثْبِيَةُ: الدَّوامُ على الأَمْرِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عن الأَصمعيّ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: التَّثْبِيةُ الثَّناءُ على الحيِّ.

  زادَ غيرُهُ: دفْعَة بعْد دفْعَةٍ.

  وقالَ الزَّمْخَشريُّ: هو الثَّناءُ الكَثيرُ كأنَّما أَوْرَد عليه ثُباتِ منه.

  وقالَ الرَّاغبُ: هو ذِكْرُ متفرق المَحاسن.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وأَنْشَدَ جميعاً بيتَ لبيدٍ:

  يُثَبِّي ثَناءً من كريمٍ وقَوْلُه ... ألا أنْعم على حُسنِ التَّحِيَّة واشْرَبِ⁣(⁣٤)

  والتَّثْبِيةُ: إصلاحُ الشَّيء، والزِّيادَةُ عليه، قالَ الجعْدِيُّ:

  يُثَبُّون أَرْحاماً ولا يَحفِلُونَها ... وأَخْلاقَ وُدِّ ذَهَّبَتْها الذَّواهِبُ⁣(⁣٥)

  أَي يُعَظِّمُونَ؛ قالَهُ شَمِرٌ.

  والتَّثْبِيةُ: الاتْمامُ. يقالُ: ثَبِّ مَعْروفَكَ أَي أَتِمَّه وزِدْ عليه.

  والتَّثْبِيةُ: التَّعْظِيمُ؛ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الجعْدِيِّ أَيْضاً، أَي يُعَظِّمونَ يَجْعلُونَها ثُبَةً.

  والتَّثْبِيةُ: أن تَسيِرَ بسِيرَةِ أَبِيكَ وتَلْزَمَ طَرِيقَتَه؛ أنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ قَوْلَ لبيدٍ:


(١) اللسان والتهذيب والتكملة، والهاء في تغزرمها لليمين التي كان أقسم بها، أي حلف بها مجازفاً غير متثبت فيها.

(٢) في اللسان: وفراءَ غرفيةٍ.

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٨ واللسان والصحاح والتهذيب: ثاب ١٥/ ١٥٦ والمقاييس ١/ ٤٠١.

(٥) اللسان وفيه «موما يجفلونها» وفي التكملة: «ذهبته الذواهب» وفي اللسان: «المذاهب» كرواية التهذيب ١٥/ ١٥٦.