تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مهك]:

صفحة 656 - الجزء 13

  [مهك]: مَهَكَهُ أي الشَّيْء كَمَنَعَهُ يَمْهَكُه مَهْكاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أي سَحَقَه فَبالَغ في سَحْقِه ووَطِئَه⁣(⁣١) كَمهَّكَهُ تَمْهيكاً وقالَ غيرُه: مَهَكَ في المَشْي إذا أسْرَعَ ومن المجازِ: مَهَك المرأةَ مَهْكاً جَهَدَها جِماعاً ومَهَكَ الشيءَ مَهْكاً مَلَّسَهُ قال النابعةُ الذُّبيانيُّ:

  إِلى الملكِ النُّعْمانِ حتى⁣(⁣٢) لَقِيتُه ... وقد مُهِكَتْ أَصْلَابُهَا والجَناجِنُ⁣(⁣٣)

  ومُهْكَةُ الشَّبابِ بالضم وعليه اقْتَصَرَ اللَّيْثُ. قالَ ابنُ سِيْدَه: ويُفْتَحُ والضمُّ أَعْلَى نَفْخَتُه وامْتِلاؤُهُ وماؤُه وارْتِواؤُهُ.

  وشابٌّ مُمْتَهِكٌ ومُمَهِّكٌ أي مُمْتَلِئٌ شَباباً ومُرْتوٍ منه وقال الكِسَائِي: المُمَهَّكُ كَزُمَلَّقٍ هو الطَّويلُ المُضْطَرِبُ قال: ومن الخَيْلِ الوَساعُ. قال ابنُ فارِسَ⁣(⁣٤): ويقُولُون للفَرَسِ الذرِيْع: مُمَهَّكٌ والمَهُوكُ: كصَبُورٍ القَوْسُ الليِّنَةُ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ ويُوسُفُ بنُ ماهَكَ بن بَهْزَاد الفارِسِيّ المَكّيّ كهاجَرَ مُحَدِّثٌ وفي العُبَابِ من ثِقَاتِ التابِعِين.

  قُلْتُ: وكذلك أَوْرَدَه ابنُ حَبَّان في ثِقاتِهم وقالَ: أَصْلَه من فارِسَ سَكَن مَكَّةَ وكانَ من المُخَضْرَمِين وكانَ ينزلُ فيهم يَرْوِي عن ابنِ عباسٍ وابنِ عُمَر وأُمّ هانئ، رَوَى عنه أَبُو بشرٍ وإِبْرَاهيم بن مهاجر مَاتَ سنَةَ ثَلاثَ عَشَرَةَ ومائةَ بمكَّةَ وقد قيلَ سَنَة سِتّ ومائَة، فإِذاً قَوْل المُصَنِّفِ محدِّث فيه نَظَر لا يَخْفَى.

  قُلْتُ: وماهك فيه الصرف وعدمه إن كان كما ضَبَطَه المُصَنِّفُ فأَعْجَمِيَّة مَمْنُوعٌ من الصَّرْفِ، ومَعْناه القَمَر الصَّغِير وإنْ كانَ بكسرِ الهاءِ فَعَربيَّة من مَهَكَه إذا سَحَقَه كذا ذَكَرَه شرَّاحُ البُخَارِي. والتَّمَهُّكُ التَّحَسُّنُ في العَمَلِ وَأَيْضاً نَقْشُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ قال ابنُ دُرَيْدٍ: والمَمْهوكُ من الناسِ الكثيرُ الخطأُ فِي الكَلامِ قال: والمَهِيْكُ: كأميرٍ الفَحْلُ إذا ضَرَبَ فلم يُلْقِحْ ومَهِكَ صُلْبُه كسَمِعَ وعُنِيَ مِثْل نُهِكَ عن الفرَّاءِ وتَماهَكوا إذا تَماحَكوا ولَجُّوا نَقَلَه الصَّاغَانيُّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  امْهَكَّ صَلَا المَرْأَة امْهِكَاكاً وانْهَكَّ انْهكَاكاً إذا اسْتَرْخَى.

  وامَّهَكَ الرَّجُلُ خَفَّ لَحْمُه. وامَّهَك في العَدْوِ بتشدِيدِ المِيمِ اجْتَهَدَ في العَدْو قالَ رُؤْبَةُ:

  نَشْوى المحاضِير بعَدْوٍ ومُمْهِكِ

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  [ميك]: ماك جَدُّ والِدِ أَبي الفتحِ إِسْمَاعِيل بن عَبْدِ الجَبَّارِ ابن محمَّدِ القَزْوِينِي المَاكِيّ وعنه السِلَفي، وأَيْضاً جَدُّ عَبْدِ الواحِدِ بن محمَّدِ المَاكِي عن عَبْدِ الوَهَاب بن محمَّدِ بن دَاوُد الخَطِيب القَزْوِينيّ، وأَيْضاً والِدُ أَبي القاسم عَبْد العَزِيزِ الفَقِيْه عن محمَّدِ بن صالحٍ الطَّبَرِيّ⁣(⁣٥). قالَ الخَلِيْل في تاريخِ قزوين أَدْرَكْتَه، وقُرِئ عَلَيه وأَنا حاضِرٌ وكانَ شافِعِيّاً مَاتَ سَنَة ٣٧٢.

فصل النون مع الكافِ

  [نبك]: النَّبَكَةُ محرَّكةً وتُسَكَّنُ وهذه عن الفرَّاءِ ذَكَرَها في نَوادِرِه أكَمَةٌ مُحَدَّدَةُ الرأسِ ورُبَّما كانَتْ حَمْراءَ ولا تَخْلو من الحجارَةِ، أو أرضٌ فيها صَعودٌ وهَبوطٌ أو هي التَّلُّ الصَّغيرُ عن أَبي عَمْرٍو، ويُقالُ في جَمْعه: نَبَكٌ محرَّكةً ونَبْكٌ بالسكونِ ونِباكٌ بالكسرِ قالَ رُؤْبَةُ:

  في مذهبٍ بينَ الجبالِ والنبكْ

  ويقالُ أَيْضاً في جَمْعِ نبك نُبُوكٌ بالضمِ، وقالَ شَمِرٌ، فيمَا قَرَأَه الأَزْهَرِيُّ بخطِّه هي رَوابٍ من طينٍ واحِدَتُها نَبَكَة.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّبْكَةُ مِثْل الفَلْكَةِ غَيْر أَنَّ الفَلْكَةَ أَعْلاها مُدوَّر مُجْتمع، والنَّبْكة رأْسُها محدَّدٌ كأَنَّه سِنَانُ رُمحٍ وهما مُصْعِدَتانِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّبْكُ ما ارْتَفَع من الأَرْضِ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: والذي سَمِعْتُه من العَرَبِ في النَّبَكَةِ وشاهَدْتُهم يُومِئون إِليها كلّ رَابية من رَوَابي الرِّمالِ كانَتْ مُسَلَّكَة الرأْسِ ومحَدَّدته⁣(⁣٦). وقال ابن عَبَّادٍ: انْتَبَكَ ارْتَفَعَ


(١) الجمهرة ٣/ ١٧٢.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: حتى، كذا بخطه كالتكملة، وفي اللسان: حين».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٤ والتكملة واللسان والتهذيب.

(٤) مقاييس اللغة ٥/ ٢٨٢.

(٥) ذكرهم ابن حجر في التبصير ٤/ ١٢٤٥ و ١٣٣٩.

(٦) كذا وردت العبارة بالأصل عن الأزهري نقلاً عن اللسان، ونص عبارته -