تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سذق]:

صفحة 212 - الجزء 13

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  السُّودَقانِيُّ، بالضَّمِّ: الصَّقْرُ، وقد جاءَ في قَوْلِ حُمَيْدٍ يَصِفُ ناقَةً:

  وأَظْمَى كَقْلبِ السُّودقانِيِّ نازَعَتْ ... بكَفَّيَّ فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ

  أَي: بَغُوم، أَرادَ بالأَظْمَى: الزِّمامَ الأَسْوَدَ، وإِبلٌ ظُمْيٌ، أَي: سُودٌ.

  [سذق]: السَّذَقُ، مُحَرَّكَةً: ليلَةُ الوَقُودِ فارِسِيٌّ مُعَرَّبُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، يُقالُ: فارِسِيَّتُه سَذَهْ⁣(⁣١).

  والسَّوْذَقُ كجَوْهَرٍ: السِّوَارُ كما في الصِّحاحِ والقُلْبُ كما فِي تَكْمِلَة العَيْنِ للخارْزَنْجِيّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو - قلت: وهو للجُلاحِ بنِ قاسَطٍ العامِرِيِّ -:

  تَرَى السَّوْذَقَ الوَضّاحَ فِيها بمِعْصَمٍ ... نَبِيلٍ ويَأْبى الحَجْلُ أَنْ يَتَقَدَّمَا

  وهو مُعَرَّبٌ أَيضاً.

  والسَّوْذَقُ: الصَّقْرُ وقِيلَ: الشّاهِينُ ويُضَمُّ أَوّلُه عن يَعْقُوبَ.

  كالسَّيْذاقِ والسَّيْذُقانِ، كزَعْفَران ورَيْهُقانٍ وهو بالفارِسِيَّةِ «سَوْدَناه».

  والسَّوْذَقُ: حَلْقَةُ القَيْدِ مُشَبَّهٌ بالسُّوارِ، وهو مُعَرَّبٌ أَيْضاً.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: السَّوْذَقِيُّ: النَّشِيطُ الحَذِرُ المُحْتالُ هكذا بالحاءِ المُهْمَلة في النُّسَخ، وفي العُبابِ: المُخْتال بالخاءِ المُعْجمة⁣(⁣٢)، وهو يُناسِبُ مع النَّشِيط، والمُحْتالُ يُناسِبُ مع الحَذِر، وكأَنّه مَنْسُوبٌ إِلى السَّوْذَقِ، وهو الصَّقْرُ، وفيه حَذَرٌ واحْتِيالٌ.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:

  السِّيذاقُ، بالكسرِ: نَبْتٌ يُبَيِّضُ الغَزْلُ برَمادِه، ذَكَرَه الأَزْهَرِيُّ هنا.

  [سذنق]: السَّوْذَنِيقُ، كَزَنْجَبِيل أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِيُّ في «سذق» والمُصَنِّفُ كَتَبَه بالحُمْرَةِ، وفيه نَظَرٌ ويُضَمُّ أَوَّلُه وكذا السَّيْذَنُوقُ رُبّما قالُوا ذلِكَ، قالَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِي وأَنْشَدَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل:

  وحادِياً كالسَّيْذَنُوقِ الأَزْرَقِ

  قلتُ: الرَّجَزُ لحُمَيْدٍ الأَرْقَطِ وآخِرُه:

  لَيْسَ على آثارِها بمُشْفِقِ

  والسُّوذانِقُ، بضمِّ أَوَّلِه وفَتْحِه، وكَسْرِ النُّونِ وفَتْحِه ذَكَرَ الجَوْهَرِي ضَمَّ أَولَّهِ وكَسْرَ النُّونِ، وأَنْشَدَ للَبِيدٍ ¥:

  كَأَنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً ... أَجْدَلِيًّا كَرُّه غَيْرُ وَكِلْ⁣(⁣٣)

  والأَخِيرَةُ عن الفَرّاءِ، أَي: فتح السِّينِ والنُّون.

  وكَذا السَّذانَقُ، بفتحِ النُّونِ والسِّينِ وضَمِّه أَي: السِّين والسَّوْذِينَقُ⁣(⁣٤) بفتح السينِ مع كَسْر النُّون وفَتْحِها، كلاهما عن الفَراءِ: الصَّقْرُ، أَو الشّاهِينُ وقد ذَكَرنا آنِفاً أَنّ كُلَّ ذلِك مُعَرَّبٌ، وفارِسِيَّتُه: سَوْدَناه.

  [سردق]: السُّرادِقُ كعُلابِطٍ، وإِنّما أَهْمَلَهُ لشُهْرَتِه: الَّذِي يُمَدُّ فَوْقَ صَحْنِ، البَيْتِ وفي الصِّحاح: صَحْنِ الدّارِ، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: هو كُلُّ ما أَحاطَ بشَيءٍ: من حائِطٍ أَو مَضْرِبٍ أَو خِباءٍ ج: سُرادِقاتٌ قالَ سِيبَوَيْه: جَمَعُوه بالتّاءِ وإِن كانَ مُذَكَّراً حِينَ لم يُكَسَّرْ، وفِي التَّنْزِيلِ: {أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها}⁣(⁣٥) قال الزَّجّاجُ: أَي: صارَ عَلَيْهِم سُرادِقٌ من العَذابِ، أَعاذَنا اللهُ تَعالَى مِنْها.

  والسُّرادِقُ: البَيْتُ من الكُرْسُفِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ، وهكذا وَقَع في كتابِ سِيبَوَيْهِ، قالَ الصّاغانِيُّ: وليسَ لَهُ، وإِنَّما هُو للكَذّابِ الحِرْمازِيِّ:

  يا حَكَمُ بن المُنْذِرِ بنِ الجارُودْ ... أَنْتَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ المَحْمُودْ

  سُرادِقُ المَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودْ


(١) في التهذيب: «شذه».

(٢) وفي التكملة والتهذيب بالحاء المهملة.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٤٤ برواية: وكأني.

(٤) عن القاموس وبالأصل «السوذنيق».

(٥) سورة الكهف الآية ٢٩.