تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأدل]:

صفحة 709 - الجزء 15

  وفي حدِيْث أَبي موسَى أَنَّه قالَ لأَنَس: «عُجِّلَت لنا الدُّنْيا⁣(⁣١) وعُيِّبَت الآخِرَةُ، أَمَا واللهِ لو عايَنُوها ما عَدَلوا ولا مَيَّلوا.

  قالَ شَمِرٌ: أَي لم يَشُكُّوا ولم يَتَرَدَّدوا، وهو مجازٌ؛ وقالَ عمْرانُ بنُ حِطَّان:

  لمَّا رَأَوا مَخْرَجاً من كُفْرِ قومِهم

  مضوا فما مَيَّلوا فيه وما عَدَلوا⁣(⁣٢)

  وإذا مَيَّل بينَ هذا وهذا فهو شاكٌّ، وما عَدَلوا أَي ما ساوَوْا بها شيئا.

  وفي حدِيْث أَبي ذَرٍّ: دَخَلَ عليه رجُلٌ فقرَّبَ إليه طعاماً فيه قِلَّةٌ فَمَيَّل فيه لقِلَّتِه، فقالَ أَبو ذَرٍّ: إنَّما أَخَافُ كثْرتَه ولم أَخَفْ قِلَّته؛ مَيَّل أَي تَرَدَّدَ هل يأْكُلُ أَو يَتْرك؛ تقولُ العَرَبُ: إنِّي لأُمَيِّل بين ذَيْنِك الأَمْرَيْن أَيُّهما آتِي.

  ومن المجازِ: هو لا تَميلُ عليه المِرْبَعَةُ أَي هو قوِيُّ والمِرْبَعَة، هي التي تُرفَعُ بها الأَحْمالُ كما تقدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَمايَلَ في مِشْيَتِه تَمَايُلاً. والتَّمْيِيلُ بينَ الشَّيْئين: كالتَّرْجِيْحِ بَيْنهما، وكذلِكَ المُمَايَلَةُ والمُمَايَطَةُ.

  وبَيْنَهم تَمايُلٌ أَي تَفاتُنٌ وتَحارُبٌ، وهو مجازٌ.

  وأَلِفُ الإمالَةِ: هي التي تجدُها بينَ الأَلفِ والياءِ.

  ورجالٌ مِيَلُ الطُّلَى مِن النُّعاسِ، بالكسرِ.

  وتَمَيَّلَت في مَشْيَتِها كتَمَايَلَتْ.

  وتَمَايَل الجلُّ عن الفَرَسِ.

  واسْتَمَالَ ما في الوعاءِ: أَخَذَه.

  والدَّهرُ مِيلٌ، كعِنَبٍ: أَطْوارٌ.

  وأَمَلْت بالفَرَسِ يَدِي: أَرْخَيْت عِنانَه وخَلَيَّتُ له طَريقَه⁣(⁣٣). وفلانٌ يُتَمَيَّلُ في ظلالِهِ ويُتَقَيَّأُ.

  ومالَ عليَّ: ظَلَمَنِي.

  ومالَ معه ومايَلَهُ: مَالأَهُ.

  ومالَ إِليه: أَحَبَّه.

  ووَقَعَتِ المِيْلَةُ في الناسِ: الموتان. قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: سماعيٌّ مِن العَرَبِ.

  ومالَ به: غَلَبَه.

  ومَالَ النَّهارُ أَو اللَّيلُ⁣(⁣٤): دَنا مِن المُضِيِّ.

  وأَبو مائِلَةَ: مِن كنَاهم.

  والمَيَّالُ: الكثيرُ المَيْلِ.

فصل النون مع اللام

  [نأل]: نَأَلَ، كمَنَعَ، نَأْلاً، بالفتحِ ونَأَلَاناً، محرَّكةً، ونَئِيلاً، كأَميرٍ: مَشَى ونَهَضَ برأْسِه يُحَرِّكُه إلى فَوْقُ كمَنْ يَعْدُو وعليه حِمْلٌ يَنْهَضُ به.

  وقد صَحَّفَ اللّيْثُ النَّأَلَان فقالَ: التَّأَلَان.

  قالَ الأزْهَرِيُّ: وهو تَصْحِيفٌ فاضِحٌ.

  ونَأَلَ الفَرَسُ يَنْأَلُ نَأْلاً، أَو الضَّبُعُ: اهْتَزَّ في مَشْيِهِ فهو نَؤُولٌ، كصَبُورٍ؛ قالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّة:

  لها خُفَّان قد ثُلِبا ورأْسٌ

  كرأْسِ العُودِ شَهْرَبةٌ تَؤُولُ⁣(⁣٥)

  ويقالُ أَيْضاً: رجُلٌ نَؤُولٌ إذا فَعَلَ ذلِكَ.

  ونَأَلَ الرَّجُلَ نَأْلاً: حَسَدَه.

  ونَأَلَ أَنْ يَفْعَلَ أَي يَنْبَغي، كما في المُحْكَمِ.

  [نأدل]: النِئْدِلُ، كزِبْرِجٍ: أَهْمَلَه الجماعَةُ. وهي الدَّاهِيَةُ كالنِئْطِل، بالطاءِ.


(١) في اللسان: «عُجِّلت الدنيا».

(٢) ديوان شعر الخوارج، في شعر عمران ص ١٦٨ واللسان والتهذيب والتكملة.

(٣) في الأساس: عن طريقه.

(٤) الأساس: والليل.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٢١٥ برواية: «شهبرة نؤول» واللسان.