تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جرر]:

صفحة 179 - الجزء 6

  [جرر]: الجَرُّ: الجَذْبُ جَرَّه يَجُرُّه جَرّاً، وجَرَرْت الحَبْلَ وغيرَه أَجُرُّه جَرّاً.

  وانْجَرَّ الشيْءُ: انْجَذَبَ.

  كالاجْتِرارِ. يقال: اجْتَرَّ الرُّمْحَ، أَي جَرَّه. والاجْدِرارِ، قَلبُوا التاءَ دالاً، وذلكَ في بعض اللُّغاتِ، قال:

  فقلْتُ لصاحِبِي لا تَحْبِسَنَّا ... بِنَزْع أُصُولهِ واجْدَرَّ شِيحَا

  ولا يقال في اجْتَرَأَ: اجْدَرَأَ، ولا في اجْتَرح اجْدَرَح.

  والاسْتِجْرارِ والتَّجْرِيرِ، شدَّدَ الأَخِيرَ للكثْرَةِ والمبالغةِ.

  وجَرَّرهَ، وجَرَّر به، قال:

  فقلْت لها: عِيثِي جَعَارِ وجَرِّرِي ... بلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليومَ ناصِرُهْ

  والجَرُّ: ع بالحِجَاز في دِيار أَشْجَعَ، كانت فيه وَقْعَةٌ بينهم وبين سُليْم.

  وعَيْن الجَرِّ: د، بالشّام⁣(⁣١) ناحية بَعْلبَكَّ.

  والجَرُّ: جَمْع الجَرَّةِ من الخَزَف: كالجِرَار، بالكسر.

  وفي الحديث: «أَنّه نَهَى عن شُرْبِ نَبِيذِ الجَرّ». قال ابن دُرَيْد: المعروف عند العربِ أَنّه ما اتُّخِذ من الطِّين، وفي رواية: «عن نَبِيذِ الجِرَار»، قال ابن الأَثِير: أَرادَ بالنَّهْي⁣(⁣٢) الجِرّارَ المَدْهُونة؛ لأَنها أَسرَع في الشِّدَّة والتَّخْمِير. وفي التَّهْذِيب: الجَرُّ: آنِيَةٌ⁣(⁣٣) مِن خَزَفٍ، الواحِدَة جَرَّةٌ، والجَمْع جَرٌّ وجِرَارٌ.

  والجِرَارَةُ: حِرْفَةُ الجَرّار.

  والجرُّ: أَصْلُ الجبَل وسَفْحُه: والجمعُ جِرَارٌ، قال الشاعر:

  وقد قَطَعْتُ وَادِياً وجَرّاً

  وفي حديث عبدِ الرحمن: «رأَيْتُه يومَ أُحُدٍ عند جرِّ الجَبَل»، أَي أَسْفله. قال ابن دُرَيْد: هو حيثُ عَلَا من السَّهْل إِلى الغِلَظ: قال:

  كم تَرَى بالجَرِّ من جُمْجُمَةٍ ... وأَكُفٍّ قد أُتِرَّتْ وجَرَلْ

  وهو مَجازٌ، كما يقال: ذَيْلُ الجَبَل، أَو هو تَصْحيفٌ للفَرّاءِ، والصَّوابُ الجُرَاصِلُ، كعُلَابطٍ: الجَبَلُ، والعَجَبُ من المصنِّف حيثُ لم يذكر الجُرَاصِلَ في كتابه هذا، بل ولا تَعَرَّضَ له أَحدٌ من أَئمَّة الغَريب، فإِذاً لا تَصْحِيفَ كما لا يَخْفَى.

  والجَرُّ: الوَهْدَةُ من الأَرض، والجمْع جِرَارٌ.

  والجَرُّ أَيضاً: جُحْرُ الضَّبُعِ والثَّعْلَب واليَرْبُوع والجُرَذ، وحَكَى كُراع فيهما جميعاً: الجُرّ، بالضّمّ، ويقال في قول الشاعر:

  أَعْيَا فنُطْنَاه مَنَاطَ الجَرِّ ... دُويْنَ عِكْمَىْ بازلٍ جِوَرِّ

  أَرادَ بالجَرِّ الزَّبِيل يُعَلَّقُ من البعِير، وهو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرةِ.

  والجَرُّ: شيءٌ يُتَّخَذُ مِن سُلاخَة عُرْقُوبِ البَعِير، وتَجْعَلُ المرأَةُ فيه الخَلْعَ، ثم تُعَلِّقُه⁣(⁣٤) مِنْ مؤَخَّرِ عِكْمِهَا فيتَذَبْذَبُ أَبداً، وبه فُسِّرَ قَولُ الراجِز أَيضاً.

  والجَرُّ: حَبْلٌ يُشَدُّ في أَدَاةِ الفَدّانِ.

  والجَرُّ: السَّوْقُ الرُّوَيْدُ، والسَّحْبُ الهُوَيْنَا، يقال: فلانٌ يَجُرُّ الإِبلَ، أَي يسوقُها سَوْقاً رُوَيْداً، قال ابنُ لَجَإِ:

  تَجُرُّ بالأَهْوَنِ مِن إِدْنائِها ... جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْي مِنْ خِفائِها⁣(⁣٥)

  والجَرُّ أَن ترعى الإِبلُ وهي تَسِيرُ، عن ابن الأَعرابيّ، وأَنشد:


(١) معجم البلدان: جبل بالشام من ناحية بعلبك.

(٢) النهاية: النهي.

(٣) كذا بالأصل والتهذيب، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: آنية من خزف، كذا بخطه تبعاً للسان، وكان الظاهر: أوانٍ، بلفظ الجمع».

(٤) التكملة: ثم تعلقه عند الظعن من مؤخر.

(٥) قبلهما في التكملة:

فوردت قبل إنى ضحائها

قال: وسمع جرير الأرجوزة التي منها هذه المشاطير فقال: بئس ما قال، حين وصف الناقة الكريمة بالعجوز وثني الخفاء، أفلا قال:

جرّ الفتاة كنفى ردائها