تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رغط]:

صفحة 264 - الجزء 10

  [رغط]: رُغَاطٌ، كغُرَابٍ، بالمُعْجَمَةِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو ع، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان.

  [رقط]: الرُّقْطَةُ بالضَّمِّ سَوادٌ يَشُوبُه نُقَطُ بَياض. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَوْ عَكْسُه، كما في المُحْكَمِ، وفي الأَسَاس: الرُّقْطَةُ: نُقَطٌ صِغَارٌ من بَيَاضٍ وسَوَادٍ، أَو حُمْرَةٍ وصُفْرَةٍ، في الحَيَوَانِ⁣(⁣١)، وقد ارْقَطَّ ارْقِطاطاً، وارْقاطَّ ارْقِيطَاطاً، فهو أَرْقَطُ بَيِّنُ الرُّقْطَةِ، وهي رَقْطاءُ.

  وارْقَطَّ عُودُ العَرْفَجِ وارْقاطَّ، إِذا خَرَجَ وَرَقُه رَأَيْتَ في متَفَرِّق عِيدَانِهِ وكُعُوبِه مِثْلَ الأَظَافِير، وقِيل: هو بعدَ التَّثْقِيب والقَمَلِ، وقَبْلَ الإِدْباءِ والإِخْواصِ.

  وفي الحَدِيث: «أَغْفَرَ بَطْحاؤُهَا، وارْقَاطَّ عَوْسَجُهَا» قال القُتَيْبِيُّ: أَحْسبُه «ارْقاطَّ عَرْفَجُهَا، يُقَال إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلَانَ عُودُه: قد ثَقَّبَ عُودُه فإِذا اسْوَدَّ شَيْئاً، قِيل: قد قَمِلَ، فإِذا زَادَ، قيل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زادَ، قيل: [قد]⁣(⁣٢) أَدْبَى.

  والأَرْقَطُ: النَّمِرُ، لِلَوْنِه، صِفةٌ غالِبَةٌ غَلَبَةَ الاسْمِ، قال الشَّنْفَرَى:

  ولِي دُونَكُم أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفَاءُ جَيْأَلُ⁣(⁣٣)

  والأَرْقَطُ مِنَ الغَنَمِ: مثلُ الأَبْغَث.

  ومن المَجَاز: الأَرْقَطُ: لَقَبُ حُمَيْدِ بنِ مالِكٍ الشَّاعِر، أَحَدُ بني كُعَيْبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ مالِكِ بن زيْدِ مَنَاةَ⁣(⁣٤) بنِ تَمِيمٍ، كما في العُبَابِ، سُمِّيَ بذلِكَ لآثارٍ كانَتْ بوَجْهِهِ، كما قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، ووُجِد في نُسَخِ الصّحاحِ، وحُمَيْد بنُ ثَوْرٍ الأَرْقَط، هكَذَا هو في الأَصْلِ المَنْقُولِ منه بخطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيّ، وهو غلطٌ نَبّه عليه أَبُو زَكَرِيّا، والصّاغَانِيُّ، فإِنَّ حُمَيْدَ بنَ ثَوْرٍ غيرُ الأَرْقَطِ، وهو من الصَّحابَةِ شاعِرٌ مُجِيدٌ، والأَرْقَطُ رَاجِزٌ متأَخِّرٌ، عاصر العَجّاجَ. ولم يُنَبِّهْ عليه المُصَنِّفُ، وهو نُهْزَتُه، مع أَنَّه كثيراً ما يَعْتَرِضُ على الجَوْهَرِيِّ في أَقَلَّ من ذلِك.

  ومن المَجَاز: الرَّقْطَاءُ: من أَسماءِ الفِتْنَة: لتَلَوُّنِهَا، وفي حَدِيثِ حُذَيْفَة: «لَتَكُونَنَّ فيكم أَيَّتُهَا الأمَّةُ أَرْبعُ فِتَنٍ: الرَّقْطَاءُ والمُظْلِمَةُ وفُلانَةُ وفُلانَةُ» يعني فتنةً شَبَّهَهَا بالحَيَّةِ الرَّقْطاءِ: الَّتِي لا تَعُمُّ، يعني أَنَّهَا لا تَكُونُ بَالِغَةً في الشَّرِّ والابْتِلاءِ مَبْلَغ المُظْلِمَةِ.

  والرَّقْطَاءُ: لَقَبُ الهِلَالِيَّةِ الَّتِي كانَتْ فيها قِصَّةُ المُغِيرَة ابنِ شُعْبَةَ؛ لتَلَوُّنٍ كان في جِلْدها، وفي حَدِيثِ أَبي بكْرَةَ وشَهَادَتِه على المُغِيرَة: «لو شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ رَقَطاً كان عَلَى فَخِذَيْهَا» أَي فَخِذَيِ المَرْأَةِ التَّي رُمِيَ بها، هكَذَا ذَكَرُوه.

  وقد راجَعْتُ في مُبْهَماتِ الصَّحِيحَيْنِ فلم أَجِدْ لها اسْماً.

  والرَّقْطَاءُ: المُبَرْقَشَةُ من الدَّجَاجِ، يُقَال: دَجَاجةٌ رَقْطاءُ، إِذا كان فيها لُمَعٌ بِيضٌ وسُودٌ.

  قلت: وقد يَتَطَلَّبُهَا أَهْلُ السِّحْرِ والنِّيرَنْجِيَّاتِ كثيراً في أَعْمالِهِم، وهي عَزِيزَةُ الوُجودِ.

  ومن المَجازِ: الرَّقْطَاءُ: الكَثِيرَةُ الزَّيْتِ والسَّمْنِ من الثَّرِيدِ، نقله الصّاغَانِيّ.

  وعَبْدُ الله بنُ الأُرَيقِطِ اللَّيْثِيُّ، ويُقَال: الدِّيلِيُّ، والدِّيلُ ولَيْثٌ أَخَوانِ، دَلِيلُ النَّبِيِّ في الهِجْرَةِ. وفي العُبَاب زَمَنَ الهِجْرَةِ.

  ومن المَجَاز: يُقَال: «تَرَقَّطَ ثَوْبُه» ترَقُّطاً، إِذا تَرَشَّشَ عليه نُقَطُ مِدَادٍ أَو شِبْهِه⁣(⁣٥).

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الرَّقْطُ: النَّقْطُ، وجَمْعُه أَرْقَاطٌ، قال رُؤْبَةُ:

  كالحَيَّةِ المُجْتابِ بالأرقاطِ

  كما في العُبَاب.

  ورَقَّطْتُ على ثَوْبِي مثل نَقَّطْتُ، كما في الأَسَاسِ، وهو مَجازٌ.

  والسُّلَيْلَةُ⁣(⁣٦) الرَّقْطَاءُ: دُوَيْبَّةٌ، وهي أَخْبَثُ العَظَاءِ إِذَا دَبَّتْ عَلَى طَعَامٍ سَمَّتْه.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ، والزَّمَخْشَريُّ: كان عُبَيْد اللهِ بنُ زِيَادٍ أَرْقَطَ شَدِيدَ الرُّقْطَةِ فَاحِشَهَا.


(١) الذي في الأساس: «تكون في الشاء والدجاج والحيات» بدل قوله: في الحيوان.

(٢) زيادة عن النهاية.

(٣) مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٥٩٨ وبالأصل «ذهلول» والمثبت عن المختار. والزهلول: الأملس.

(٤) بالأصل: «بن زيد بن مناة» والمثبت عن جمهرة ابن حزم.

(٥) في التهذيب واللسان: نقط مداد أو غيره، فصار فيه نقط.

(٦) في اللسان: «والسُّلَيْسِلَة».