تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بوض]:

صفحة 17 - الجزء 10

  والبَغِيضُ: لَقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِق، يُقَالُ لِوَلَدِهِ بَنُو البَغِيضِ.

  [بوض]: بَاضَ بَوْضاً، أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال ابن الأَعْرَابِيّ، أَي أَقَامَ بالمَكَانِ ولَزِمَ.

  وبَاضَ بَوْضاً إِذا حَسُنَ وَجْهُهُ بَعْدَ كَلَفٍ، ومِثْلُه بَضَّ يَبِضُّ.

  [بهض]: بَهَضَنِي هذا الأَمْرُ، كمَنَعَ، أَهملَهُ الجَوْهَرِيُّ، وكَذلِكَ أَبْهَضَنِي، بالأَلِفِ، وهي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ، كَذا نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ عن الخَارْزَنْجِيّ. وقال أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا من أَشْجَعَ يَقُولُ: بَهَضَنِي الأَمْرُ وبَهَظَنِي، أَي فَدَحَنِي. قَال الأَزْهَرِيّ: ولم يُتَابِعْهُ عَلَى ذلِكَ أَحَدٌ. قُلْتُ: ولِذَا قَالَ المُصَنِّفُ: وبالظَّاءِ أَكْثَرُ.

  وفي اللِّسَانِ: البَهْضُ: ما شَقَّ عَليْكَ، عن كُرَاع، وهي عَرَبِيَّةٌ البَتَّةَ.

  [بيض]: الأَبْيَضُ: ضِدُّ الأَسْوَدِ، من البَيَاضِ، يَكُونُ ذلِكَ في الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ وغيْرِ ذلِكَ مِمَّا يَقبَلُهُ غيْرُه، وحَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ في الماءِ أَيْضاً، ج بِيضٌ، بالكَسْرِ، قال الجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُهُ بُيْضٌ، بالضَّمِّ، أَبْدَلُوه بالكَسْرِ لتَصِحَّ الياءُ.

  والأَبْيَضُ، السَّيْفُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، أَيْ لِبَيَاضِهِ. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:

  شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عَنْه ... بأَبْيَضَ صَارِمٍ ذَكَرٍ إِباطِي

  والْأَبْيَضُ: الْفِضَّةُ، لِبَيَاضِهَا، ومِنْه الحَدِيثُ: «أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ» هُمَا الذَّهَبُ والفِضَّةُ⁣(⁣١).

  والْأَبْيَضُ: كَوْكَبٌ في حَاشِيَةِ المَجَرَّةِ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  ومن المَجَاز: الْأَبْيَضُ: الرَّجُلُ النَّقِيُّ العِرْضِ. قال الأزْهَريّ: إِذا قالَتِ العَرَبُ فُلانٌ أَبْيَضُ، وفُلانَةُ بَيْضَاءُ، فالمَعْنَى نَقَاءُ العِرْضِ من الدَّنَسِ والعُيُوبِ، من ذلِكَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنَانٍ:

  أَشَمُّ أَبْيَضُ⁣(⁣٢) فَيّاضٌ يُفَكِّك عَنْ ... أَيْدِي العُنَاةِ وعَن أَعْنَاقِهَا الرِّبَقَا

  وقال ابنُ قَيْس الرُّقيّاتِ في عَبْدِ العَزيزِ بْن مَرْوانَ:

  أَمُّكَ بَيْضَاءُ مِنْ قُضَاعَةَ في ال ... بَيْتِ الَّذِي يُسْتَظَلُّ في طُنُبِهْ

  قال: وهذا كَثِيرٌ في [كلامهم و] شِعْرِهم، لا يُرِيدُون به بَيَاضَ اللَّوْنِ، ولكِنَّهُم يُرِيدُون المَدْحَ بالكَرَمِ، ونَقَاءِ العِرْضِ من العُيُوبِ [والأدناس]⁣(⁣٣).

  وإِذَا قَالُوا: فُلانٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ، وفُلانَةُ بَيْضَاءُ الوَجْهِ، أَرادُوا نَقَاءَ اللَّوْنِ من الكَلَفِ والسَّوَادِ الشَّائِنِ. قَال الصَّاغَانِيّ: وأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِر:

  بِيضٌ مفارِقُنَا تَغْلِي مَرَاجِلُنَا. ... نَأْسُو بأَمْوالِنَا آثَارَ أَيْدِينا⁣(⁣٤)

  فإِنَّهُ قِيلَ فيه مِائَتا قَوْلٍ، وقد أُفْرِدَ لِتَفْسِيرِ هذَا البَيْتِ كِتَاب. والبَيْتُ يُروَى لِمِسْكِين الدَّارِميّ، وليْسَ لَهُ. ولِبَشامَةَ ابْن حَزْنٍ النَّهْشَلِيّ. ولبَعْضِ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَة، كذا في التَّكْمِلَةِ، وفي العُبَاب: سَمِعْتُ وَالِدِي، المَرْحُوم، بغَزْنَةَ في شُهُورِ سَنَةِ نَيِّفٍ وثَمَانِينَ وخَمْسَمائةٍ يَقُولُ: كُنتُ أَقْرَأُ كِتَابَ الحَمَاسَةِ لابِي تَمّامٍ على شَيْخِي بغَزْنَةَ، ففَسَّرَ لي هذا البَيْتَ، وأَوَّلَ لي قَولَهُ: بِيضٌ مَفَارِقُنا مِائَتَيْ تَأْوِيلٍ، فاسْتَغْرَبْتُ ذلِكَ حَتَّى وَجَدْتُ الكِتَابَ الَّذِي بُيِّنَ فيه هذِه الوُجُوهُ ببَغْدَادَ في حُدُودِ سَنَة أَرْبَعِينَ وسِتَّمِائةٍ، والحَمْدُ لله على نِعَمِه.

  قُلْتُ: وأَبْيَضُ الوَجْهِ: لَقَبُ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ ابن مُحَمَّدٍ، أَبِي البَقَاءِ جَلالِ الدين البَكْرِيّ المُتَوَفَّى سنة


القديم وقيل العظيم. وقوله: له قروء يقول: لعداوته أوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض.

(١) انظر النهاية: بيض، ١/ ١٧٢.

(٢) في الديوان: أغرّ أبيض.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) البيت في شرح ديوان الحماسة للتبريزي ١/ ٥٣ ونسبها لبعض بني قيس بن ثعلبة، قال: ويقال إنها لبشامة بن حزن النهشلي. من أبيات مطلعها:

إنا محبوك يا سلمى فحبينا ... وإن سقيت كرام الناس فاسقينا

ويروى: بيض معارقنا، قال: والأشهر بيض مفارقنا.