تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرك]:

صفحة 592 - الجزء 13

  وشبوكَةُ: مدينةٌ بفارِسَ. والشبكة قريةٌ بمِصْرَ وهي التَّلُ الأَحْمَر.

  وشَابِكٌ: كصَاحِبٍ مَوْضِعٌ مِنْ دِيارِ قضَاعَة بالشَّأْمِ ذَكَرَه نَصْر.

  والشَّبَائِكُ: الخُصُومَاتُ وشَبَكَه عنه شَبْكاً شَغَلَه.

  وشوبك بنُ مالك بنِ عمرٍو أَخُو سُرَيْك بن مالك بطن.

  والشوبك قريةٌ بمِصْرَ مِنْ أَعْمالِ اطفيح، وقَدْ رَأَيْتُها، وأُخْرَى بالشَّامِ يُضافُ إليها كرك، وأُخْرَى مِنْ أَعْمَالِ بَلْبيْسَ، وأُخْرَى بها تُعْرَفُ بشوبك أكراس.

  والشِّبَّاكُ: ككِتَّانٍ مَنْ يَعْمَلُ الشِّبَاكَ الوطِيئاتُ، وبه عُرِفَ أبو بَكْرٍ أَحْمَد بنُ محمَّد النَّهْرَوِيُّ، ومحمَّدُ بنُ حبيبٍ نَقَلَه الحافِظُ⁣(⁣١).

  [شحك]: شَحَكَ الجَدْيَ كَمَنَعَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنَا وذَكَرَه اسْتِطْرَاداً في ح ش ك. وقالَ اللَّيْثُ: أي جَعَلَ في فَمِهِ الشِّحاكَ ككِتابٍ وهو عُودٌ يُعْرَضُ في فمِهِ يَمْنَعُهُ من الرَّضاعِ كالحِشَاكِ. وقالَ الجَوْهَرِيُّ في حَشَكَ: والحِشَاكُ: الشَّبَامُ عن ابنِ دُرَيْدٍ؛ قالَ: ولم يُعْرَفْ أبو سَعِيْد الشّحاك بتقدِيم الشِّين فتأَمَّل ذلكَ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  [شخك]: شُوخناك⁣(⁣٢) بالضمِ قريةٌ بسَمَرْقَنْد منها أبو بَكْرٍ أحْمدُ بنِ خلفٍ رَوَى عن الدَّارِميِّ وعنه ابْنُه محمَّد.

  [شدك]: الشَّوْدَكانُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  وقالَ الصَّاغَانيُّ: هو الشَّبَكَةُ كذا في النسخِ والصَّوابُ: الشكة وأداةُ السِّلاحِ كما في العُبَابِ⁣(⁣٣).

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أبو أَيُّوب سُلَيْمن بن دَاوُد بن بشْر بن زِياد البَصْرِيُّ المنْقَرِيُّ الشَّادكونيُّ⁣(⁣٤) الحافِظُ مَنْسُوبٌ إلى شادكونه كانَ يتَّجِرُ إلى اليَمَنِ ويبيع المضربات الكبار وتسمَّى شادكونة فعُرِفَ بذلِكَ، ذَكَرَه غَيْرُ واحِدٍ والتَّنْبيه على مِثْل هذا واجِبٌ.

  [شاذك]: شاذَكُ كهاجَرَ أَهْمَلَه الجماعَةُ وهو والِدُ يُوسُفَ والصَّوابُ جَدُّ يوسف بن يعقوب بن شاذَك السِّجِسْتانِيُّ المُحَدِّثُ عن عليِّ بنِ خَشرم وغَيْره نَقَلَه الحافِظَان الذَّهبيُّ وابن⁣(⁣٥) حُجْر.

  [شرك]: الشِّرْكُ والشِّرْكَةُ بكسرهما وضمِّ الثاني بمَعْنًى واحِدٍ وهو مخالَطَةُ الشَّرِيكَيْن؛ قالَ شَيْخُنَا: هذه عبارَةٌ قِلقَةٌ قاصِرَةٌ، والمَعْرُوفُ أَنَّ كلًّا منهما بفتحٍ فكسرٍ وبكسرٍ أو فتحٍ فسكونٍ ثلاثَ لغَاتٍ حَكَاها غَيْرُ واحِدٍ من أَعْلامِ اللغَةِ كإِسْمَاعِيل بن هبة اللهِ على أَلْفَاظِ المهذب. وابن سِيْدَه في المُحْكَمِ. وابن القَطَّاعِ وشُرَّاح الفَصِيح وغيْرُهم. وهذا الضَّم الذي ذَكَرَه في الثاني غَيْرُ مَعْرُوفٍ فتأَمَّلْ.

  قُلْتُ: الضَّمُّ في الثاني لغَةٌ فاشِيَةٌ في الشَّأمِ لا يَكَادُون يَنْطِقُون بغَيْرِها.

  وشاهِدُ الشِّرْكِ حدِيثُ مَعَاذ: إِنَّه أَجَازَ بَيْن أَهْلِ اليَمَنِ الشِّرْكَ أي الاشْتِرَاكَ في الأَرْضِ، وهو أَنْ يدفَعَها صاحِبُها إلى آخَرَ بالنِّصْفِ أو الثُّلُثِ أو نَحْو ذلِكَ. وفي حدِيثِ عُمَر بن عَبْد العَزِيز: إِنَّ الشِّرْكَ جائِزٌ، وهو مِنْ ذلِكَ. وقد اشْتَرَكا وتَشارَكا وشارَكَ أحدُهُما الآخَرَ والاشْتِرَاكُ هنا بمَعْنَى التَّشَارك وقالَ النابغَةُ الجعْدِيُّ:

  وشارَكْنا قُرَيشاً في تُقاها ... وفي أَنْسابِها شِرْكُ العِنانِ⁣(⁣٦)

  والشِّرْكُ بالكسر والشَّرِيكُ كأَميرٍ المُشارِكُ قالَ المُسَيَّبُ أو غَيْرُه:

  شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه ... في طَوْدِ أَيْمَنَ في قُرَى قَسْرِ⁣(⁣٧)

  ج أشْراكٌ مِثْل شِبْرٍ وأَشْبَارٍ ويَجُوزُ أنْ يكونَ جَمْع شَرِيك كشَهِيْدٍ ويُجْمَعُ الشَّرِيكُ على شُرَكاءٌ كما يُقالُ: شَرِيفٌ وأَشْرَافٌ وشُرَفَاءُ قال تَعَالَى: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ}⁣(⁣٨) أي وادْعُوا شُرَكَاءَكم ليُعَاوِنُوكُم. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الشِّرْكُ يكونُ بمَعْنَى الشَّرِيْك وبمَعْنَى النَّصِيْب وجَمْعُهُ أَشْرَاكٌ كشِبْرٍ وأَشْبَارٍ وقالَ لَبِيْدُ:


(١) التبصير ٢/ ٧١٤ وضبطه بالفتح.

(٢) قيدها ياقوت شوخنان ... بعد الألف نون.

(٣) ومثله في التكملة.

(٤) في اللباب: المقري الشاذكوني، بالذال، وقال هذه النسبة إلى شاذَكونَة، بالذال أيضاً.

(٥) التبصير ٢/ ٧٦٤.

(٦) اللسان والصحاح.

(٧) اللسان.

(٨) سورة يونس الآية ٧١.