تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قير]:

صفحة 428 - الجزء 7

  والقَهْقَرُّ، بالفَتْح مُشَدَّدَةَ الراءِ، فيما يُقَال: التَّيْسُ، وقال النَّضْر: هو العَلْهَبُ، وهو التَّيْسُ المُسِنُّ. قال الأَزهريّ: أَحْسَبُهُ القَرْهَبُ. والقَهْقَرُّ المُسِنّ من التُّيُوسِ، في قَوْل النَّضْرِ.

  والقَهْقَرُّ: الحَجَرُ الأَمْلَسُ الصُّلْبُ الأَسْوَدُ، كالقَهْقارِ، عن أَحمَدَ بنِ يَحْيَى وَحْدَه. وقال غَيْرُه: هو القُهْقُرٌ، بالضَّمّ وتَشْدِيد الرّاءِ. وقال الجَعْدِيّ:

  بأَخْضَرَ كالقَهْقَرِّ يَنفُضُ رَأْسَهُ ... أَمامَ رِعَالِ الخَيْلِ وهْي تُقَرَّبُ

  وقال اللَّيْث: هو القُهْقُور.

  والقُهْقُرُّ بالضمّ مع شَدّ الرَاءِ: قِشْرَةٌ حَمْرَاءُ تكُون على لُبِّ النَّخْلَةِ، قاله ابنُ السِّكِّيت، وأَنشد:

  أَحْمَرُ كالقُهْقُرِّ وَضّاحُ البَلَقْ

  والقُهْقُرّ⁣(⁣١): الصَّمْغُ، نقله الصاغَانيُّ.

  والقَهْقَرُ، كجَعْفَر: الطَّعَامُ الكَثِيرُ المَنْضُودُ في الأَوْعِيَةِ⁣(⁣٢)، قاله شَمِرٌ، ونَصُّه: «في العَيْبَة» بَدَلُ «الأَوْعِيَة»، وأَنشد:

  باتَ ابنُ ادْمَاءَ يُسَامِي القَهْقَرَا

  كالقَهْقَرَى، مَقْصُورَةً.

  وقال أَبو خَيْرَةَ: القَهْقَرُ: مَا سَهَكْتَ به الشيءَ. وفي عِبَارَةٍ أُخْرَى: هو الحَجَرُ الَّذِي يُسْهَكُ به الشَّيْءُ. قال: والفِهْرُ أَعْظَمُ منه، كالقُهاقِرِ، بالضَّمّ، قال الكُمَيْتُ ابنُ مَعْرُوفٍ يصف ناقَةً.

  وكَأَنَّ خَلْفَ حِجَاجِهَا مِنْ رَأْسِهَا ... وأَمَامَ مَجْمَعِ أَخْدَعَيْهَا القَهْقَرُ⁣(⁣٣)

  والقَهْقَرُ: الغُرَابُ الشَّدِيدُ السَّوادِ، ويُوصَفُ بِه فيُقَالُ: غُرَابٌ قَهْقَرٌ.

  والقَهْقَرَى: الرُّجوعُ إِلى خَلْفٍ فإِذا قُلْتَ: رَجَعْتُ الرُّجُوعَ الذِي يُعْرَف بهذا الاسْمِ، لأَنّ القَهْقَرَى ضَرْبٌ من الرُّجُوع. ونَقَلَ الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَنْبَارِيّ قال: القَهْقَرَى تَثْنِيَتُهُ القَهْقَرَانِ، وكذلِك الخَوْزَلَى تَثْنِيَتُهُ الخَوْزَلانِ، بحَذْفِ الياءِ فِيهِمَا اسْتِثْقَالاً لها مع أَلِفِ التَّثْنِيَة وياءِ التَّثْنِيَة.

  وقَهْقَرَ الرَّجُلُ قَهْقَرةً: رَجَعَ على عَقِبِهِ.

  وتَقَهْقَرَ: رَجَعَ القَهْقَرَى، وذلك إِذا تَرَاجَعَ عَلَى قَفَاهُ من غَيْرِ أَن يُعِيدَ وَجْهَهُ إِلى جِهَةِ مَشْيِه، قِيلَ: إِنّه من بابِ القَهْرِ، ولِذَا أَفرَدَهُمَا الجوهريّ والصاغَانيّ في مادّة واحِدة، ولا عِبْرَةَ بكِتَابَة المُصَنّف إِيّاهَا بالحُمْرةِ. وقد جاءَ في حَدِيثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عن ابنِ عَبّاسٍ عن عُمَرَ: أَنّ النبيّ قال: «إِنّي لأُمسِكُ⁣(⁣٤) بحُجَزِكم: هَلُمَّ عن النّارِ، وتَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الفَرَاشِ، وتَرِدُون عَلَيَّ الحَوْضَ، ويُذْهَبُ بِكُمْ ذاتَ الشِّمَالِ، فأَقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتِي، فيُقَال: إِنّهُم كانُوا يَمْشُونَ بَعْدَكَ القَهْقَرَى». قال الأَزهريّ: مَعْنَاهُ الارْتِدادُ عَمّا كانُوا عَلَيْه.

  والقُهَيْقِرَانُ، كزُعَيْفِرانٍ: دُوَيْبَةٌ تَمْشِي القَهْقَرَى.

  والقَهْقَرَةُ: الحِنْطَةُ⁣(⁣٥) الَّتِي اسْوَدَّتْ بَعْد الخُضْرَة، نقله الصاغانيّ عن أَبي حَنِيفَةَ عن بَعْض الرُّواة.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  القَهْقَرَةُ: الصَّخْرَةُ الضَّخْمَة.

  [قير]: القِيرُ - بالكَسْرِ - والقَارُ، لُغَتَان: وهو صُعُدٌ يُذَابُ فيُسْتَخْرَجُ منه القَارُ، وهو شيءٌ أَسْوَدُ يُطْلَى بِه السُّفُنُ يَمْنَعُ الماءَ أَنْ يَدْخُلَ، وكذا الإِبِلُ عند الجَرَبِ؛ ومنه ضَرْبٌ تُحْشَى به الخَلاخِيلُ والأَسْوِرَةُ، أَو هُمَا الزِّفْتُ، وأَجْوَدُهُ الأَشْقَر.

  يقال: قَيَّرَ الحُبَّ والزِّقَّ، إِذا طَلَاهُمَا به.

  والقارُ: شَجَرٌ مُرٌّ، تَقَدَّم ذِكْرَه في «قور».

  وحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ: هذا أَقْيَرُ منه، أَي أَمَرُّ، أَي أَشَدُّ مَرَارَةٌ. أَعادَه ثانِياً إِشارَةً إِلى الاخْتِلافِ في أَنّه وَاوِيٌّ ويائيٌّ.

  والقَيُّورُ، كتَنُّورٍ: الخامِلُ النَّسَبِ.


(١) عن التكملة وبالأصل «القهقرى».

(٢) ومثلها في اللسان والتكملة.

(٣) وردت في اللسان: «القهقرا».

(٤) اللسان: إني أُمسك.

(٥) في التهذيب والمحكم: حنظلة.