تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صفع]:

صفحة 273 - الجزء 11

  وِتَصَعْصَعَ الرَّجُلُ، إِذا جَبُنَ، قالَهُ أَبُو السَّمَيْدَعِ.

  وِقال أَبو سَعِيد: تَصَعْصَعَ وتَضَعْضَع، إِذا ذَلَّ وخَضَع.

  وِيُقَال: تَصَعْصَعَتْ صُفُوفُهم في الحَرْبِ: زالَتْ عَنْ مَوَاقِفِها.

  وِكان أَبو بَكْرٍ ¥ يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: «أَيْنَ الَّذِينَ كانُوا يُعْطَوْنَ الغَلَبَةَ في مَوَاطِنِ الحُرُوب؟ قد تَصَعْصَعَ بِهِم الدَّهْرُ، فأَصْبَحُوا كَلا شَيْءٍ» أَي أَبَادَهُم وشَتَّتَهُم وبَدَّدَهُمْ وفَرَّقَهم؛ ويُرْوَى بالضَّادِ المُعْجَمَة، أَي أَذَلَّهُم وأَخْضَعَهُم.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الصَّعْصَعَةُ: الحَرَكَةُ والاضْطِرَابُ.

  وِالصَّعْصَاعُ: الصَّعْصَعَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  وِاضْطَرَّهُمْ من أَيْمُنٍ وأَشْؤُمِ ... صَرَّةُ صَعْصَاعِ عِتَاقٍ قُتَّمِ

  وِالصَّعْصَعَة: الجَلَبَةُ.

  وأَبو صَعْصَعَةَ: صَخْرُ بنُ صَعْصَعَةَ الزُبَيْدِيُّ، له صُحْبَةٌ.

  وِصَعْصَعَةُ بنُ صَوْحانَ العَبْدِيُّ: سَيِّدٌ شريفٌ.

  وِصَعْصَعَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَمُّ الفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ.

  وِصَعْصَعَةُ بنُ ناجِيَةَ بنِ عِقَالٍ المُجَاشِعِيُّ: جدُّ الفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ، رَوَى عَنْه ابنُه عِقَالٌ، وكانَ من أَشْرَافِ بَنِي مُجَاشِعٍ، له وِفَادَةٌ.

  وعَبْدُ الله بنُ صَعْصَعَةَ بنِ وَهْبٍ الخَزْرَجِيُّ: من بَنِي النَّجّارِ، أُحُدِيٌّ، قُتِلَ يومَ الجِسْرِ.

  [صفع]: صَفَعَهُ، كمَنَعَهُ، يَصْفَعَهُ صَفْعاً: ضَرَبَ قَفَاهُ بجُمْعِ كَفِّهِ لا شَدِيداً، أَي ضَرْباً ليسَ بالشَّدِيدِ، نَقَلَه اللَّيْثُ أَوْ [هو] * أَنْ يَبْسُطَ الرَّجُلُ كَفَّهُ فيَضْرِبَ بها قَفَا الإِنْسَانِ أَو بَدَنَه، فإِذَا جَمَع كَفَّه وقَبَضَها، ثُمَّ ضَرَبَ بِهَا، فليسَ بصَفْع، ولكِن يُقَالَ: ضَرَبَه بجُمْعِ كَفِّه، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ. أَو الصَّفْعُ: كَلِمَةٌ مُوَلَّدَة، كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومنه قَوْلُهم: رَجُلٌ صَفْعَانُ، إِذا كانَ يُفْعَلُ به ذلِكَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ورجلٌ مَصْفَعانِيٌّ: يُصْفَعُ مِثْلُ ذلِكَ، كما في اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ والعُبَابِ.

  وِنَقَلَ الأَزْهَرِيُّ عن ابْنِ دُرَيْدٍ: الصَّوْفَعَةُ: أَعْلَى العِمَامَةِ والكُمَّةِ، ويُقَالُ - الأَوْلَى إِسْقَاطُ الواوِ⁣(⁣١) -: ضَرَبَهُ عَلَى صَوْفَعَتِه، إِذا ضَرَبَه هُنَالِكَ. قال: والصَّفْعُ أَصلُه من الصَّوْفَعَة، إِلى هُنَا كَلام الأَزهريّ. أَو تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ بالقافِ، كما صَوَّبَه الصّاغَانِيُّ. قالَ: ولَمْ أَجِدْ ما نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن ابْنِ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَة، لا فِي الثُّلاثِيِّ، ولا فِي الرُّبَاعِيِّ، ولا في بابِ فَوْعَل. قلتُ: وهذَا الَّذِي حَمَلَه على تَصْوِيبِ القَافِ.

  [صقع]: صَقَعَهُ، كمَنَعَهُ: ضَرَبَه ببَسْطِ كَفِّه. أَو صَقَعَه: ضَرَبه عَلَى صَوْقَعَتِه، أَي رَأْسِه بأَيِّ شَيْءٍ كان، قالَ الصّاغَانِيُّ: هذَا هُوَ الأَصْلُ، ثمّ يُسْتَعَارُ لمُطْلَقِ الضَّرْبِ، ومنه الحَدِيثُ: «ومَنْ زَنَى مِن امْبِكْرٍ⁣(⁣٢) فاصْقَعُوه مِائةً، وضَرِّجُوه بالأَضَامِيم» أَي: اضْرِبُوه، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  وِعَمْرُو بن هَمّامٍ صَقَعْنَا جَبِينَه ... بشَنْعَاءَ تَنْهَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ

  وفي الحَدِيثِ: «إِنَّ مُنْقِذاً صُقِعَ آمَّةً في الجاهِلِيَّةِ» أَي شُجَّ شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ رَأْسهِ، وقد يُسْتَعَارُ ذلِكَ للظَّهْرِ أَيْضاً كصَوْقَعَهُ، أَي ضَرَبَ صَوْقَعَتَه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

  وِصَقَع الدِّيكُ صَقْعاً، وصَقِيعاً وصُقاعاً، بالضَّم: صاحَ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وصَقِيعاً عن غَيْرِه، وبالسِّينِ أَيْضاً.

  وِيُقَالُ: صَقَعَه بِكَيٍّ، أَي: وَسَمَهُ به على وَجْهِهِ، أَو رَأْسِهِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِصَقَعَ به الأَرْضَ: صَرَعَهُ وضَرَبَ به الأَرْضَ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

  قال: وصَقَعَ الحِمَارُ بضَرْطَةٍ: جاءَ بها مُنْتَشِرَةً رَطْبَةً.

  وِصَقَعَ فُلانٌ في كُلِّ النَّوَاحِي يَصْقَعُ: ذَهَبَ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  وِعَلِمْتُ أَنِّيَ إِنْ أَخَذْتُ بحَبْلَةٍ ... نَهِشَتْ يَدايَ إِلى وَجىً لم يُصْقَعِ


(*) ساقطة من الكويتية.

(١) وفي التهذيب: يقال، بدون واو.

(٢) قوله: من امبكر، لغة أهل اليمن، يبدلون لام التعريف ميماً.