تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حفجل]:

صفحة 156 - الجزء 14

  واحْتفَلَ: تَزَيَّنَ، ومنه رُقْيَة النَّمْلَة: العَرُوس تَحْتَفِل وتَقْتَال وتَكْتَحِلُ، وكلُّ شيءٍ تَفْتَعِل غيرَ أَنَّها لا تَعْصِي الرَّجُلَ، وقد جاءَ ذِكْرُها

  في الحدِيثِ: قالَ ÷، لأَسْماء بنْت عُمَيْس على حَفْصَةَ رُقْيَة النَّمْلَة.

  والحَفْلُ اجْتِمَاع الماءِ في مَحْفِلِه؛ ومَحْفِلُه مُجْتَمَعُه.

  ومَدَامِعُ حُفَّل: كَثِيرةٌ قالَ كُثَيِّر:

  إِذا قلْت أَسْلُو غارَتِ العَيْنُ بالبُكى ... غِرَاءً ومَدَّتْها مَدامعُ حُفَّلُ⁣(⁣١)

  وكان حفيلة ما أَعْطَى دِرْهماً أَي مَبْلَغ ما أَعْطى.

  والحُفَالُ: كغُرابٍ بَقِيَّةُ التَّفَارِيقِ والأَقمَاع من الزَّبيبِ والحشَفِ.

  وحُفالَةُ الطَّعامِ ما يَخْرُجُ منه فيُرْمَى به.

  والمُحَافِلُ: المُكاثِرُ المُطَاولُ قال مُلَيْح:

  فإني لأَقْرِي الهَمَّ حين يَنُوبُني ... بُعَيْدَ الكَرَى منه ضَرِيرٌ مُحَافِلُ⁣(⁣٢)

  ومُحْتَفَلُ الأَمْرِ: مُعْظَمُه.

  والحفَائِليُّ: لَقَبُ القاضِي أَبي عَبْدِ الله مُحمَّد ابن القاضِي أَبي محمَّدٍ عَبْد الله ابن القاضِي الأَصَم عليّ بن عَبْدِ الله بنِ أَبي عَقامة، إِليه انْتَهَتْ رِياسَةُ مَذْهبِ الشَّافِعِيّ في اليَمَنِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  [حفجل]: الحَفَنْجلُ: كسَفَرْجَلٍ الأَفْحَجُ، نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ وقالَ: إِنَّ لامَهُ زائِدَةٌ.

  [حقل]: الحَقْلُ: قَراحٌ طَيِّبٌ يُزْرَعُ فيه، وقيلَ: هو الموضِعُ الجادِسُ أَي البِكْرُ الذي لم يُزْرَع فيه قطّ، زَادَ بعضُهم: كالحَقْلَةِ؛ ومنه المَثَلُ: لا يُنْبِتُ⁣(⁣٣) البَقْلَةَ إِلَّا الحَقْلَةُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وليْسَتِ الحَقْلَةُ بمعْرُوفَة وأُرَاهُم أَنَّثُوها في هذا المَثَلِ لتأْنِيثِ البَقْلَةِ أَو عَنَوا طائِفَةً منه. والذي في الصِّحاحِ والعُبَابِ: أَنَّ الحَقْلَةَ واحِدَةُ الحَقْلِ. قيلَ: يُضْرَبُ هذا المَثَلُ للكَلِمَةِ الخَسِيْسةِ تَخْرُجُ من الرجُلِ الخَسِيسِ.

  والحَقْلُ: الزَّرْعُ قد تَشَعَّبَ ورَقُهُ قَبْلَ أَنْ تَغْلُظَ سُوقُه، وظَهَرَ وكثُرَ أَو إِذا اسْتَجْمَعَ خُروجُ نَباتِهِ أَو ما دَامَ أَخْضَرَ أَقْوالٌ نَقَلَها ابنُ سِيْدَه.

  وقد أحْقَلَ في الكُلِّ، يقالُ: أَحْقَلَتِ الأَرْضُ صارَتْ ذات حَقْلٍ، وأَحْقَلَ الزَّرعُ.

  والمحاقِلُ المزارِعُ، منه الحدِيثُ: «ما تَصْنَعُون بمحَاقِلِكُم».

  وفي الحدِيثِ: نَهَى رَسُولُ الله، عنِ المُحَاقَلَةِ⁣(⁣٤)، واخْتُلِفَ فيه فقيلَ: وهو بَيْعُ الزَّرْعِ قبلَ بُدُوِّ صَلاحِهِ، أَو بَيْعُه في سُنْبُلِه بالحِنْطَةِ، أَو المُزارَعَةُ بالثُّلُثِ أَو الرُّبُعِ أَو أَقَلَّ أَو أَكْثَرَ أَو اكْتِراءُ الأَرْضِ بالحِنْطَةِ أَقُوالٌ نَقَلَها ابنُ سِيْدَه والصَّاغَانِيُّ.

  والحِقْلَةُ: بالكسرِ ما يَبْقَى في الحَوْضِ من الماءِ الصَّافي ولا تُرَى أَرْضُ الحَوْضِ من ورائِهِ؛ ويُثَلَّثُ واقْتَصَرَ ابنُ سِيْدَه على الكسرِ والفتْحِ.

  وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الحُقلة والحِقْلَةُ: بَقِيَّةُ اللَّبَنِ وليْسَتْ بالقَلِيلَةِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الحِقْلَةُ: حُشَافَةُ التَّمْرِ⁣(⁣٥) وما بَقِيَ من نُفايَاتِه. قالَ الأَزْهَرِيُّ: لا أَعْرفُ هذا الحَرْفَ.

  والحُقْلَةُ: بالكَسرِ والضمِ ما دونَ مِلْءِ القَدَحِ، ومنه قَوْلُهُم: احْقِلْ لي من الشَّرَابِ. وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الحِقْلَةُ: الماءُ القَليلُ.

  والحَقْلَةُ: بالفتحِ داءٌ في الإِبِلِ وهو مَغْس يأْخذُها في البَطْنِ يقالُ: جَمَلٌ مَحْقُولٌ وهو بمنْزِلَةِ الحقوة وقيلَ: من أَكْلِ التُّرابِ مَعَ البَقْلِ والجَمْعُ أَحْقالٌ قالَ رُؤْبَة:

  في بطْنِه أَحْقالُه وبَشَمُه⁣(⁣٦)

  قيلَ: هو أَنْ يشْربَ الماءَ مع التُّرابِ فيَبْشمَ.


(١) اللسان.

(٢) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٥٩ برواية: «حين يضيفني» واللسان.

(٣) في القاموس: «يُنْبِتُ» ومثله في اللسان.

(٤) ضبطت في القاموس بالضم.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «وحُسافَةُ التمر».

(٦) ديوانه ص ١٥٤ واللسان والتهذيب.