تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسر]:

صفحة 521 - الجزء 7

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  النَّزُور، كصَبُور: القَليلُ الكَلامِ لا يَتكلّم حتى تَنْزُرَه، قاله النَّضْرُ، وقد يُسْتَعْمل النَّزُورُ في الطَّيْر، قال كُثَيّر:

  بُغَاثُ الطَّيْرِ أَكثرُهَا فرَاخاً ... وأُمُّ الصَّقْر مِقْلاتٌ نَزُورُ⁣(⁣١)

  وقال الأَصْمعيّ: نَزَرَ فُلانٌ فُلاناً يَنْزُرُهُ نَزْراً، إِذا استَخرَج ما عنده قليلاً قليلاً.

  وقال أَبو زيد: رَجلٌ نَزْرٌ وفَزْرٌ، وقد نَزُرَ نَزَارَةً، إِذا كان قليلَ الخَيْر، وأَنْزَره الله، وهو رجلٌ مَنْزُورٌ، ويُقَال: أَعْطَاهُ عطاءً نَزْراً ومَنْزُوراً، إِذا أَلَحَّ عليه فيه. وعَطاءٌ غيرُ مَنْزُور، إِذا لم يُلِحَّ عليه فيه، بل أَعطاه عَفْواً، ومنه قَولُه:

  فَخُذْ عَفْوَ مَنْ⁣(⁣٢) آتَاكَ لا تَنْزُرَنَّه ... فعنْدَ بُلُوغِ الكَدْرِ رَنْقُ المَشَارِبِ

  وفرس نَزُورٌ: بَطيئةُ اللِّقاحِ. كذا في. اللّسَان.

  ونَزَرَ الشَّرابُ الإِنْسَانَ: أَسْكَرَه، قاله بنُ القَطّاع.

  ومَنْزَرُ كمَقْعَد: قَريَة باليَمَن من قُرى سِنْحَان⁣(⁣٣). ذكره ياقوت.

  [نسر]: النَّسْرُ: طائرٌ معروف، زعم أَبو حَنِيفَة أَنّه من العِتَاق. قال ابنُ سِيدَه: ولا أَدرِي كَيْف ذلك: وقال الجَوْهَرِيّ: يقال: النَّسْر لا مخْلَبَ له وإِنّمَا له الظُّفُر كظُفُر الدَّجاجَةِ والغُرابِ والرَّخَمَةِ، ثم إِنّ الفتح الذي دلَّ عليه كلامُ المصنّف هو المَشْهُور، وفي حاشية شَيْخ الإِسْلام زَكَرِيّا على تَفْسير البَيْضاوِيّ أَنّ النّسْر مثلّث النُّون والفتحُ أَفصَحُ وأَشهر، قال شَيْخُنَا: وهو غَرِيب جدًّا. ويقال: إِنّهُ إِنّمَا سُمِّيَ النَّسْر نَسْراً لأَنَّه يَنْسُرُ الشَّيْءَ ويَقْتَنصُه، وفي بعض النُّسخ: ويَبْتَلعُه، ج في العَدَدِ القَليل: أَنْسُرٌ، وفي التَّكْثير نُسُورٌ.

  وفي التَّنْزيل العَزيز: {وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً}⁣(⁣٤) قال الجَوْهَرِيّ: نَسْرٌ: صَنَمٌ كان لذِي الكَلَاع بأَرْضِ حِمْيَرَ وكان يَغُوثُ لِمَذْحجٍ، ويَعُوقُ لهَمْدَان من أَصنامِ قَوْمِ نوحٍ #، وبه أَرادَ العَبّاس ¥ في قوله:

  بَلْ نُطْفةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ وقَدْ ... أَلْجَمَ نَسْراً وأَهْلَهُ الغَرَقُ

  قالَه ابن الأَثِير وقال عَمْرُو بن عَبْدِ الجِنّ⁣(⁣٥):

  أَمَا ودِمَاءٍ لا تَزال كأَنَّهَا ... على قُنَّة العُزَّى وبالنَّسْر عَنْدمَا⁣(⁣٦)

  ومن المَجاز: النَّسْرَانِ: كَوْكَبَانِ في السماءِ معروفانِ، على التشبيه بالنَّسْر الطَّائر، يُقَالُ لكُلِّ وَاحدٍ منهما نَسْرٌ، ويَصِفُونَهُمَا فيقولُون: النَّسْرُ الواقعُ، والنَّسْرُ الطائرُ.

  والنَّسْر: لَحْمَةٌ صُلْبَة في باطِنِ الحافِرِ كأَنَّهَا حَصَاةٌ أَو نَوَاةٌ، أَو هو ما ارْتَفَعَ في باطِنِ حافِرِ الفَرَسِ مِن أَعْلاه، وقيل: هو باطنُ الحافِرِ، ج نُسُورٌ، ومنه قَوْلُهُم: حافِرٌ صُلْبُ النُّسُورِ. وفي التَّهْذِيب: ونَسْرُ الحافِرِ: لَحْمُه تُشَبّهِه الشُّعَرَاءُ بالنَّوَى، وقد أَقْتَمَهَا الحافِرُ، وجَمعُه النُّسُور، قال سَلَمَةُ بن الخُرْشُب:

  غَدَوْتُ⁣(⁣٧) بِهِ تُدَافعُنِي سَبُوحٌ ... فَرَاشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيمُ

  قال أَبو سعيد: أَراد بفَراش نُسُورِهَا حَدّها. وفَرَاشةُ كُلِّ شيءٍ: حَدُّه، فأَراد أَن ما يتقشَّر من نُسُورها مثْل العَجَمِ وهو النَّوَى. قال: والنُّسُور: الشَّواخِصُ اللَّوَاتِي في بَطْن الحَافِر، شُبِّهَت بالنَّوَى لصَلَابَتهَا، وأَنها لا تَمَسُّ الأَرضَ.

  والنَّسْر: الكَشْطُ، وقد نَسَرَه. والنَّسْر: نَقْضُ الجُرْحِ، كالتَّنَسُّر. والنَّسْر: نَتْفُ الطائرِ اللَّحْمَ بمِنْقَاره، يَنْسِرُه، بالكَسْر، ويَنْسُرُه، بالضَمِّ، نَسْراً، فِيهمَا.


(١) البيت من قصيدة مطلعها

ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد مزير

وقد نسبت إلى كثير وإلى عباس بن مرداس ونسبت أيضاً إلى معود الحلماء معاوية بن مالك انظر شرح الحمامة للتبريزي واللسان.

(٢) عن الأساس وبالأصل «ما آتاك».

(٣) عن معجم البلدان، وبالأصل «سيحان».

(٤) سورة نوح الآية ٢٣.

(٥) عن معجم المرزباني، وهو: عمرو بن عبد الجن التنوخي شاعر جاهلي قديم. وبالأصل «عبد الحق» تحريف.

(٦) روايته في معجم المزرباني ص ٢١٠

أما ودماء ماثرات تخالها ... على قلة العزى أو النسر عندما

وبعده:

وما قدس الرهبان في كل هيكل ... أبيل الأبيلين عيسى بن مريما

(٧) عن التهذيب وبالأصل «عدوت» وفي التهذيب «جريرُ» بدل «جريم» وفي اللسان فكالأصل.