تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نبث]:

صفحة 269 - الجزء 3

  واعْتَرَفُوا بَعْدَ الفِرَارِ المِنْأَثِ⁣(⁣١) ... إِذْ أَبْطَأَ الحَافِرُ ما لَمْ يُنْبَثِ

  والمُنْأَثُ بالضّم: المُبْعَدُ، وقد أَنْأَثَهَ إِنْآثاً.

  [نبث]: النَّبْثُ: النَّبْشُ، قال الجوهريّ: نَبَثَ يَنْبُثُ، مثل نَبَشَ يَنْبُشُ، وهو الحَفْرُ باليَدِ وجمعُه: أَنْبَاثٌ⁣(⁣٢).

  أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  حتّى إِذا وقَعْنَ كالأَنْبَاثِ ... غَيرَ خَفِيفاتٍ ولا غِرَاثِ

  وقَعْن: اطمَأْنَنَّ بالأَرْضِ بعدَ الرِّيّ.

  كالانْتِباثِ، نَبَثَه، وانْتَبَثَه.

  والنَّبْثُ: الغَضَبُ، وهو مَجاز.

  وبالتحْرِيكِ: الأَثَرُ.

  وفي الأَساس و [ما رَأَيْتُ]⁣(⁣٣) بأَرْضِهِمْ نَبِيثاً⁣(⁣٤): أَثَرَ حَفْرٍ.

  وفي اللسان: ويقال: ما رأَيْتُ له عَيْناً ولا نَبْثاً كقولك: ما رأَيْتُ له عَيْناً ولا أَثَراً، قال الرّاجِز:

  فلا تَرَى عَيْناً ولا أَنْبَاثَا ... إِلّا مَعَاثَ الذِّئْبِ حينَ عاثَا

  فالأَنْبَاثُ: جمع نَبَث، وهو ما أُبْئِرَ⁣(⁣٥) وحُفِرَ، واسْتُنْبِثَ.

  والنَّبِيثَةُ: تُرَابُ البِئْرِ والنَّهْرِ، قال الشاعر أَبو دُلامةَ:

  إِنِ النّاسُ غَطَّوْنِي تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ ... وإِنْ بَحَثُونِي كان فِيهِم مَبَاحِثُ

  وإِنْ نَبَثُوا بِئرِي نَبَثْتُ بِئارَهُم ... فَسَوْفَ تَرَى ماذَا تُرَدُّ النَّبائثَ

  قال أَبو عُبَيْد: هي ثَلَّةُ البِئرِ ونَبِيثَتُهَا، وهو ما يُسْتَخْرَج من تُرابِ البِئْرِ إِذا حُفِرَت، وقد نُبِثَتْ نَبْثاً.

  وفي اللسان: نَبَثَ التُّرَابَ يَنْبُثُه نَبْثاً، فهو مَنْبُوثٌ، ونَبِيثٌ: استخرجه من بِئْرٍ أَو نَهْرٍ، وهي النَّبِيثَةُ، والنَّبِيثُ والنَّبَثُ.

  وذكر ابنُ سِيده، في خُطْبةِ كتابِه مما قَصَدَ به الوَضْعَ من أَبي عُبَيْدٍ القاسمِ بنِ سَلّامٍ في استِشهادِه بقولِ الهُذَلِيّ:

  لَحَقُّ بني شِعَارَةَ أَن يَقُولُوا ... لصَخْرِ الغَيِّ: ماذا تَسْتَبِيثُ؟

  على النَّبِيثَةِ التي هي كُنَاسَةُ البِئر، وقال: هيهاتَ الأَرْوَى من النَّعَامِ الأَرْبَد، وأَينَ سُهَيْلٌ من الفَرْقَد، والنَّبِيثَةُ من نَبَثَ، وتَسْتَبِيثُ من «بوث» أَو «بيث». انتهى.

  وقال زُهَيْر - يصِفُ عَيْراً وأُتُنَهُ:

  يَخِرُّ نَبِيثُها عن جانِبَيْهِ ... فلَيْسَ لوَجْههِ مِنْهَا وِقَاءُ

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: نَبِيثُهَا: ما نُبِثَ بأَيْدِيها، أَي حَفَرتْ مِن التُّراب، قال: وهو النَّبِيثُ والنَّبِيذُ والنَّجِيثُ⁣(⁣٦) كُلُّه واحدٌ.

  والانْتِبَاثُ: التّنَاوُلُ لِمِثْل العَصَا ونحوِها، وأَن يَرْبُوَ السَّوِيقُ ونَحْوُه في الماءِ، كالانْتِباذ، والتَّقْلِيصُ على الأَرْضِ حالةَ القُعُودِ، نقله الصّاغانيّ: ومن المجاز: فُلانٌ خَبِيثٌ نَبِيثٌ أَي شِرِّيرٌ، ومثله في الأَساس، وفي بعض النّسخ «إِتباع»، ومثله في الصّحاح.

  والأُنْبُوثَةُ: بالضَّمّ: لُعْبَةٌ للصِّبْيانِ، وذلك أَنهم يَدْفِنُون شَيْئاً في حَفِيرٍ، فَمَن اسْتَخْرَجَه غَلَبَ.

  ومن المجاز: نَبَثُوا عن الأَمْرِ: بَحَثُوا⁣(⁣٧).

  وهو يَسْتَنْبِثُ أَخاه عن سِرِّه: يَسْتَبْحِثُه.

  وأَبْدَى فُلانٌ نَبِيثَةَ القَوْمِ ونَبَائِثَهم.

  وبَيْنَهُم شَحْناءُ ونَبَائِثُ.


(١) ضبطت في التكملة «المنأث» بضم الميم ضبط قلم، كشاهد على المُنأث: المبعَد. وما ضبط هنا يوافق اللسان كشاهد على المِنأث: البطيء.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وجمعه أنباث إلى قوله: بعد الري، هي بخطه موضوعة هنا، وقد وضعت بالمطبوعة تبعاً للسان عقب قوله الآتي: والنبث.

(٣) زيادة عن الأساس.

(٤) عن الأساس، وبالأصل «نبث».

(٥) عن اللسان، وبالأصل «ما أثر» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ما أثر كذا بخطه، والذي في اللسان: ما أبثر».

(٦) اللسان: والنحيت.

(٧) في الأساس: بحثوا عنه.