تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بذح]:

صفحة 8 - الجزء 4

  تابِعيّ، يَرْوِي عن أَبيه، روى عنه أَهلُ المَدينة، مات سنة ١١٧⁣(⁣١).

  وبُدَيحٌ كزُبَيْرٍ: اسم مَوْلًى لعبدِ الله بنِ جَعفر الطَّيّارِ بنِ أَبي طالب يَرْوِي عن سَيِّده، وعنه عيسى بن عُمَرَ بن عيسى، كذا في كِتَاب الثِّقَات لابن حِبَّانَ. قلت: من وَلَدِه أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن إِسحاقَ بنِ إِبراهيم بنِ أَسْبَاطٍ الدِّينَوَريّ الحافظ، وحَفيده أَبو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ محمّد بنِ أَبي بَكْرٍ، وَلِيَ قَضَاءَ أَصْبهانَ. ومن المجاز بُدَيحٌ: اسمُ مُغَنٍّ سُمِّيَ به لأَنه كان إِذا غَنَّى قَطَعَ غِنَاءَ غيرِه، لحُسْنِ صَوْتِه، هكذا باللام، وفي أُخرى: «بحسن صوته»، مأْخوذٌ من بَدَحَه: إِذا قَطَعَه.

  والأَبدَحُ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ، وعنْ أَبي عَمْرٍو: هو العَريضُ الجَنْبَيْنِ من الدَّوابّ. قال الرّاجز:

  حتى تُلاقِي ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ

  بمُرْهَفِ النَّصْلِ رَغِيبِ المَجْرَحِ

  والبَدْحاءُ من الدَّوابِّ⁣(⁣٢): الواسعةُ الرُّفْغِ.

  وبَدَحَ الشّىْءَ بَدْحاً: رَمَاه.

  والتَّبادُحُ: التَّرامِي بشيْءٍ رِخْوٍ كالبِطِّيخِ والرُّمّان عَبَثاً.

  في حديثِ بَكرِ بن عبد الله: وكان الصَّحابةُ - وفي نُسخة من بعض الأُمّهات: كان أَصحابُ محمّد ÷ يَتمازَحون حَتَّى، وفي بعض النُّسخ: ويَتبادَحون، بالواو بدل حتّى، بالبِطِّيخ، أَي يَتَرامَوْن به فإِذا حَزَبَهم أَمرٌ، وفي بعض الأُمَّهات الحَدِيثيّة: فإِذا جاءَت الحَقائقُ كانوا هُم الرِّجالَ، أَي أَصحابَ الأَمرِ⁣(⁣٣).

  وقال الأَصمعيّ في كتابه في الأَمثال، يَروِيه أَبو حاتمٍ له: يُقال: أَكَلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ، وكلّهم قال: بفتحِ الدَّالِ الثانيةِ وضمّ الأُولى. قال الأَصمعّي: إِنّما أصله دُبَيْحٌ، ومعناه أَي أَكَله بالبَاطِل، ورواه ابن السِّكِّيت: أَخَذَ مالَهُ بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ، يُضْرَب مَثَلاً للأَمْرِ الّذي يَبْطُل ولا يكون. وأَوردَه المَيْدَانيّ في مَجْمَع الأَمثال، وقال: كأَنّ معنى المثل أَكلَ مالَه بسُهولةٍ من غير أَن نَالَه نَصَبٌ. ونقَلَ المَيْدَانيّ عن الأَصمعيّ أَيضاً ما نَصُّه: قال الحَجّاجُ الثَّقَفيّ لجَبَلَةَ بن الأَيْهَمِ الغَسّانيّ⁣(⁣٤): قُلْ لفلانٍ، هكذا بالنُّون في سائر النُّسخ الّتي بأَيدينا إِلّا ما شذّ بالحاءِ بدل النُّون، نقله شيخنا، وهو تَحريف: أَكَلْتَ مالَ الله بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ. فقال له جَبَلَةُ: خُوَاسْتَه بضمّ الخاءِ، وتحريك الواو، وسكون السِّين المهملة، وبعدها تاءٌ مثنَّاة فوقيّة مفتوحة، لفظة فارسيّة. وقد أَخطأَ في ضَبطه ومعناه كثيرٌ مّمن لا دِرايَة له في اللِّسَان، إِيزَدْ بكسر الأَوّل، وسكون المثنّاة التّحْتِيّة، وفتح الزّاي، وسكون الدّال المهملة: من أسماءِ الله تعالى، وقد يُكْسَر الزاي. ومعنى خواستة إِيزَد، وهو تركيبٌ إِضافيّ، أَي ما رَضِيَ به الله تعالى وَطَلَبه بِخْوَرْدي بكسر الموحّدة، وسكون الخاءِ المعجمة أَي آكُلُه بَلاشْ ماشْ⁣(⁣٥)، بفتح المُوَحَّدَة، وإِعْجام الشّين فيهما: أَي بالحِيلة. ووُجد في بعض النّسخ بالسِّين المهملة فيهما، وسيأْتي في يدح.

  [بذح]: بَذَحَ لِسَانَ الفَصيلِ، كمنَعَ بَذْحاً: فَلَقَه أَو شَقَّه لئلّا يَرْتَضِعَ، كذا في التهذيب قال: وقد رأَيت من العُرْبَانِ⁣(⁣٦) مَنْ يَشُقُّ لِسانَ الفَصِيلِ اللّاهِجِ بثنَاياه فيَقْطَعه، وهو الإِحزازُ عند العَرب. وبَذَحَ الجِلْدَ عن العِرْقِ، إِذا قَشَرَه.

  والبِذْحُ، بالكسر: قَطْعٌ في اليدِ. والذي جاءَ عن أَبي عَمْرٍو: أَصَابه بَذْحٌ في رِجْله: أَي شَقٌّ، وهو مثل الذَّبْح، وكأَنه مقلوب، وفي رِجلِ فُلانِ بُذوحٌ: أَي شُقوقٌ.

  والبَذْحُ، بالفتح: موْضِعُ الشَّقِّ، ج بُذُوح، قال:

  لأَعْلِطَنّ حَرْزَماً بعَلْطِ

  بلِيتِهِ عند بُذُوحِ الشَّرْطِ

  والبَذَحُ، بالتّحريك: سَحَجُ الفَخِذَيْنِ.

  ويقال: لو سأَلَتهم ما بَذَحَوا بشيْءٍ: أَي لم يُغْنُوا شَيئاً وتَبَذَّحَ السَّحابُ: إِذا مَطَرَ، وإِهمال الدّال لغة فيه.


(١) في تقريب التهذيب: مات سنة عشر ومئة وقيل بعد ذلك.

(٢) التكملة: النساء.

(٣) انظر النهاية واللسان (بدح).

(٤) كذا. وجبلة مات سنة ٢٠ هـ (الأعلام للزركلي).

(٥) في التكملة: «بُخوَرْدِي بِلَاشْ ماشْ» وبهامشه: بخوردي: فطنة حكمة، وبلاش: مهارة، وماش: فقير.

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الرعيان.