تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نثو]:

صفحة 216 - الجزء 20

  وقال ابنُ سِيدَه في قولِ القُطامي: إنَّه موضِعٌ بالشامِ⁣(⁣١) دونَ السّرْ، وقال نَصْر: النَّبِيُّ، كغَنِىِّ: بالجَزيرَةِ مِن دِيارٍ تَغْلب النَّمرِ بنِ قاسِطٍ، ويقالُ: هو كسُمَيِّ؛ وأَيْضاً: موضِعٌ مِن وادِي ظَبِي على القبْلَةِ منه إلى أهيل⁣(⁣٢)، وأَيْضاً وادٍ بنجْدٍ.

  قالَ ياقوتُ: ويُقَوِّي ما ذهَبَ إليه الزجَّاجِي قولُ عَدِيّ ابن زِيْدٍ:

  سقى بطن العقيق إلى أُفاق ... ففاثُور إلى البيت الكثيب

  فروّى قلة الأوجال وَبْلاً ... ففَلْجاً فالنبيَّ فذا كَريب⁣(⁣٣)

  والنّباوَةُ: طَلَبُ الشَّرَفِ والرِّياسَةِ والتَّقدّمِ؛ ومنه قولُ قتادَةَ في حميدِ بن هِلالٍ: ما بالبَصْرَةِ أعْلَم منه غَيْر أنَّ النَّباوَة، أَضَرَّت به.

  ونُبَيٌّ، كسُمَيٍّ: رمْلٌ قُرْبَ ضريَّةَ شَرْقي بِلادِ عبدِ الله ابنِ كِلَابٍ؛ عن نَصْر.

  وذُو نَبَوانِ: موضِعٌ في قولِ أَبي صَخْرٍ الهُذَلي:

  ولها بذِي نَبَوانِ مَنْزَلَةٌ ... قَفْرٌ سِوى الأرواح والرَّهْمِ⁣(⁣٤)

  [نتو]: ونَتَا: أَهْملَهُ الجَوْهرِي هنا وأوْرَدَ في الهَمْزةِ.

  وقالَ ابنْ سِيدَه: نَتَا عُضْوُهُ يَنْتُو نَتْواً، بالفتح، ونُتُوًّا، كعُلُوِّ، فهو ناتٍ: وَرِمَ.

  وَنَقَلَه الأزْهري كَذلكَ عن بعضِ العَرَبِ. وتقدَّمَ للمصنِّفِ في الهَمْزةِ نَتَأَتِ القرْحةُ وَرِمَتْ.

  والنَّوَتاةُ، محرَّكةً: الرَّجُلُ القَصِيرُ، ج النَّواتِيُّ، بتَشْديدِ⁣(⁣٥) الياءِ. وقالَ ابنُ الأعْراب أَنْتَى إذا تَأَخَّرَ.

  وأَيْضاً: كَسَرَ أَنْفَ إنْسانٍ فَوَرَّمَهُ.

  قال وأنْتَى فلاناً: وَافَقَ شكْلَهُ وخُلُقَهُ؛ كلُّ ذلكَ عن ابنِ الأعْرابي.

  وتَنَتَّى: تَبَرَّى⁣(⁣٦)؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ: تَنَزَّى، كما هو نَصُّ التكْملةِ.

  واسْتَنْتَى الدُّمَّلُ: اسْتَقْرَنَ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَثَلُ تَحْقِرُه ويَنْتُو؛ قالَ اللّحْياني: أَي تَسْتَصْغِرُه وَيَعْظم؛ وقيلَ: مَعْناه: تَحْقِرُه ويَنْدَرِئُ عليك؛ وقد، تقدَّمَ في الهَمْز لأنَّه يقالُ فيه: يَنْتُو ويَنْتَأُ بهَمْزٍ وغَيْر هَمْز.

  ونَتا، بالفتح: قرْيةٌ بشَرْقي مِصْرَ بها قَبْرُ المِقْدَاد بنِ الأسْوَدِ يُزارُ.

  [نتي]: ي النَّواتِي: المَلَّاحُونَ، واحِدُهم نُوتيُّ، بالضم؛ كما في الصِّحاحِ ذَكَرَه هنا بتَشْديدِ الياءِ على أنَّه مُعْتل وسَبَق له في ن وت أَيْضاً؛ وهُناك مَضْبوطٌ بتَخْفيفِ الياءِ فهو مِن ناتَ يَنُوتُ؛ وقالَ: هو مِن كَلامِ أهْلِ الشام؛ وصَرَّح غيرُهُ بأنَّها مُعرَّبَة، وسَبَقَ الكَلامُ هناكَ فراجِعْه. والمصنِّفُ تَبِعَه في المَوْضِعَيْن؛ ووجدْتُ بخطِّ أبي زَكريا في هامِشِ الصِّحاح ما نَصّه: ذِكْره هنا إيَّاه سَهْوٌ لأنَّه قد ذَكَرَه في «ن و ت».

  [نثو]: ونَثَا لحَدِيثِ والخَبَرَ يَنْثُوه نَثْواً: حَدَّثَ به وأَشاعَهُ وأَظْهَرَهُ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي للخَنْساء:

  قامَ يَنْثُو رَجْعَ أخْبارِي⁣(⁣٧)

  وفي حديثِ أبي ذرِّ: «فجاءَ خالُنا فنَثَا عَلَينا الذي قيلَ له»، أَي أَظْهَرَه إلينا وحَدَّثَنا به.

  وفي حديثِ مازن:


(١) ضبطت بالتصغير في اللسان نقلاً عن ابن سيدة.

(٢) في ياقوت: الهَيْل.

(٣) معجم البلدان «النبي» وفيه: «إلى لبب الكثيب» وصدر الثاني فيه:

فروّى قلّة الأدحال وبلاً

(٤) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٧٢ ومعجم البلدان «نبوان».

(٥) في القاموس: بتخفيفها.

(٦) في القاموس: تَنَزَّى.

(٧) جزء من عجز بيت للخنساء، ديوانها ط بيروت ص ٥٨ وتمامه:

وقد سمعت فلم أبهج به خبراً ... مخبراً قام ينمي رجع أخبارِ

فعلى هذه الرواية فلا شاهد فيها، والمثبت كرواية اللسان.