تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأد]:

صفحة 268 - الجزء 5

  قلت: ومَيْدَان الغَلَّةِ: مَحَلَّةٌ بِمصرَ.

  والمَيْدَانانِ: مَحَلَّتَانِ بِبُخارَى.

  والمَيْدَانُ بدِمَشْقَ اثنانِ.

فصل النون مع الدال المهملة

  [نأد]: النَّأَدُ، كسَحَابٍ، النَّآدَى، كحَبَالَى، عن كراع، والنَّؤُودُ، كصَبُورٍ، اسم الدَّاهِيَة، قال الكُمَيت:

  فَإِيَّاكُمْ ودَاهِيَةً نآدَى ... أَظَلَّتْكُمْ بِعَارِضِها المُخِيلِ

  نَعَتَ به الدَّاهِيَة، وقد يكون بَدَلاً، وأَنشد:

  أَتَانِي أَنَّ دَاهِيَةً نَآداً⁣(⁣١) ... أَتَاكَ بِهَا عَلَى شَحْطٍ مَيُونُ

  قال أَبو منصور: ورواها غيرُ الليثِ: أَنَّ دَاهِيَةً نَآدَى.

  على، فَعَالى كما رواه أَبو عُبَيْدٍ والنَّأْدُ، بالفَتْحِ، - قال شيخنا: ذِكرُ الفَتْحِ مُستدرك -: النَّزُّ، وقيل: لُثْغَة، قاله ابنُ دُريدٍ والنَّأْدُ: الحَسَدُ، نَأَدَه، كَمَنَعَه: حَسَدَه. ونَأَدَتِ الأَرْضُ: نَزَّتْ. ونَأَدَتِ الدَّاهِيَةُ فُلَاناً: دَهَتْهُ، وفي الأَساس: فَدَحَتْه⁣(⁣٢) وبَلَغَتْ منه. وفي حديث عُمَر والمَرْأَةِ العَجُوزِ «أَجَاءَتْنِي النَّآئِدُ، إِلى اسْتِيشَاءِ⁣(⁣٣) الأَبَاعِدِ» النَّآئد: الدَّواهِي، جَمْعُ نَآدَى، تريد أَنَّهَا اضْطَرَّتها الدّواهي إِلى مسأَلة الأَباعِد:

  * ومما يستدرك عليه:

  [نبد]: نَبِدَ الشيْءُ، كفَرِحَ⁣(⁣٤): سَكَنَ، عن الزّمخشريّ، وبه رَوَى حديث عُمَر الآتي: والنِّبَادِيَّةُ: جَرَّةُ الخَمْرِ والخَلّ، عَامِّيَّة.

  [نثد]: نَثِدَ⁣(⁣٥) الشيْءُ، كَفَرِحَ، نُثُوداً، كَنَثَط نُثُوطاً، أَهْمَلَه الجوهريّ، وقال الصاغانيُّ: أَي سَكَنَ وَرَكَدَ ونَثَدْتُه ونَثَصْتُه: سَكَّنْتُهُ، هكذا في الأَفعال لابن القطَّاع، وكلامه يقتضي أَن يكون من حَدّ نَصَر، وفي النهاية⁣(⁣٦) وفي حديث عُمَر: «وحَضَر طعَامُه فجاءَتْه جارِيَةٌ بِسَوِيقٍ فناوَلَتْه إِيّاه. قال رجلٌ: فجَعَلْتُ إِذا أَنَا حَرَّكْتُه ثَارَ له قُشَارٌ وإِذا تَرَكْته نَثِدَ» القُشَارُ: القِشْرُ⁣(⁣٧)، قال الزمَخْشَريُّ: أَي سَكَنَ ورَكَدَ، ويُروَى بالبَاءِ المُوَحَّدَة، وقال الخَطَّابِيُّ: لا أَدْرِي ما هُو، وأُراه رَثَد، بالراءِ، أَي اجْتَمَعَ في قَعْرِ القَدَحِ، ويجوز أَن يكون نَثَطَ فأَبْدلَ الطاءَ دالاً للمَخْرَج.

  ونَثِدَت الكَمْأَةُ: نَبَتَتْ. عن الصاغانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  نَثَدَ الشَّيءَ بيدِه: غَمَزَهُ، عن ابنِ القَطَّاع.

  [نجد]: النَّجْدُ: ما أَشْرَفَ من الأَرضِ وارتَفَعَ واسْتَوَى وصَلُب وغَلُظَ، ج أَنْجُدٌ جمع قِلّة كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وأَنْجَادٌ، قال شيخنا: وقد أَسْلَفْنا غيرَ مَرَّةٍ أَن فَعْلاً بالفتح لا يُجْمَع على أَفْعَالٍ إِلَّا في ثلاثةِ أَفْعَالٍ مَرَّت ليس هذا منها، ونِجَادٌ بالكسر، ونُجُود ونُجُدٌ بضمهما، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد:

  لَمَّا رَأَيْتُ فِجَاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ ... وَلَاحَ مِنْ نُجُدٍ عَادِيَّةٌ حُصُرُ

  ولا يكون النِّجَادُ إِلَّا قُفًّا أَوْ صَلَابَةً من الأَرضِ في ارتِفاعٍ مثل الجَبلِ مُعْتَرِضاً بين يَدَيْكَ يَرُدُّ طَرْفَك عَمَّا وراءَه، ويقال: اعْلُ هاتِيكَ النِّجادَ وهاذاك النِّجادَ، يُوَحّد وأَنشد:

  رَمَيْنَ بِالطَّرْفِ النِّجَادَ الأَبْعَدَا⁣(⁣٨)


(١) بالأصل «نآدى» وما أثبت عن اللسان.

(٢) في الأساس: قدحته.

(٣) عن النهاية، وبالأصل «استنشاء».

(٤) في النهاية «نَبَدَ» وقد ذكره في «نبد» وأعاده في «نثد» وذكره الزمخشري في «نثد» انظر الفائق ٣/ ١٨٥.

(٥) في النهاية واللسان «نَثَدَ» ضبط قلم.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي النهاية الخ ما ذكره الشارح نقله من التكملة والذي في النهاية فيه بعض مغايرة لما فيها».

(٧) في المطبوعة الكويتية: «وإذا تركته نثد القشار» [القشار:] القشر. جعل القشار من أصل الحديث، وفي النهاية في مادتي: «نبد» و «نثد» ينتهي الحديث في: «إذا تركته نبد» «وإذا تركته نثد» فلا ضرورة تقتضي الزيادة.

(٨) للفرزدق من أرجوزة، وقبله:

قلائص إذا علون فدفدا

ويروى:

يرمين بالطرف النجاء الأبعدا

فلا شاهد فيه.