تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زمخ]:

صفحة 275 - الجزء 4

  والعوَامّ يَنطقون به على وُجُوهٍ من الفَساد منها التصغير، ومنها التشديد، وكلّ ذلك خطأٌ، وهي صاحبَةُ يُوسُفَ الصِّدِّيق - عَلَيْه وعلى نَبِيّنا أَزْكَى السَّلام - فيما زعم المفسِّرُون. وجَزَمَ أَقوامٌ بأَنَّ اسمَها رَاعِيل.

  وزَلَّخَه تَزليخاً: مَلَّسَه.

  * ومما يستدرك عليه:

  أَزَلخَ البابَ، إِذا أَغلقَه بالمِزلاخ، ويقال: المزلاخ تُعَلَّق به الأَبوابُ ولا تُغَلَّق، كما في الأَساس⁣(⁣١).

  ومن المجاز: زَلَخَ الماءُ عن الصَّخرة⁣(⁣٢). وسَهمٌ زالِخٌ يَزْلَخ على وَجْهِ الأَرضِ ثم يَمِضي، وأَزْلَخَه صاحبُه. وفي مَثَل «لا خيرَ في سَهمٍ زَلخ» وزَلَخَ⁣(⁣٣) في مَشْبِه: أَسَرَع.

  وعَنَقٌ زَلّاخٌ: شديدٌ. قال:

  يَرِدْنَ قبل فُرَّطِ الفِرَاخِ

  بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلّاخِ

  ونَاقَةٌ زَلُوخٌ: سَرِيعةٌ. وتقول: «رُبَّ كَلمة عَورَاءَ زَلَخَتْ مِنْ فيك ثم زَلَّخَت قَدَمَكَ في مقام تلافيك»⁣(⁣٤).

  ورَجُلُ مُزَلَّخٌ⁣(⁣٥): لَئيم مُدفَّعٌ عن الكَرم مُزلَّقٌ عنه. ومنه عيشٌ مُزَلَّخ، وعطاءٌ مُزَلَّخٌ: دُونٌ.

  وعُقْبَةٌ زَلُوخٌ: طَويلةٌ بَعيدة.

  وزلَخَ رأْسَه زَلْخاً: شَجَّه، وهذه عن كراع.

  [زمخ]: زَمَخ بأَنْفه كمَنَعَ زَمْخاً، وشَمَخَ: تكَبَّرَ وتَاهَ.

  وأُنُوفٌ زُمَّخٌ: شُمَّخٌ والزَّامِخ: الشَّامِخ بأَنْفه.

  ومن المَجاز: الزَّامخ مِنَ الكَيْلِ: الوافِرُ. ومنه أَيضاً، عُقْبَةٌ⁣(⁣٦) زَمُوخٌ وزَمَخٌ، محرّكةً: بَعيدةٌ. وقال أَبو زيد: عُقْبَة زَموخٌ وحَجُون: شَدِيدةٌ. وقال ابنُ الأَعرابيّ: زَموخٌ وبَزُوخٌ: عَسِرَةٌ نَكِدة.

  وزُمَيْخُ، كقُبَّيْطٍ: كُورَةٌ ببَيْهَقَ.

  * ومما يستدرك عليه:

  جِبالٌ لها أُنُوفٌ زُمَّخٌ. قال الشّاعِر:

  أَجْوازُهنّ والأُنوفُ الزُّمَّخُ

  يَعنِي بالأَجوازِ أَوْساطَ الجبالِ. وأَنُوفُها الطِّوالُ. وهو مَجاز. وكذا قَولُهم: نِيَّةٌ زَموخٌ، أَي بعيدة، كما في الأَساس.

  [زنخ]: زَنِخَ الدُّهْنُ والسَّمْنُ، كفَرِحَ، يَزنَخ زَنَخاً: تغيّرَ تْ رائحتُه فهو زَنِخٌ، ككَتِفٍ، وفي الحديث: «أَنَّ النَّبيَّ ÷ دَعَاه رجُلٌ فقدّمَ إِلَيْه إِهَالَةً زَنِخَةً فيها عَرْقُ»، أَي مُتغيِّرة الرائحةِ. ويقال، سَنِخة، بالسين.

  وزَنِخَ السَّخْلُ: رَفَعَ رأْسَه عند الارتضاع مِنْ غَصَصٍ أَو يُبْس حَلْقٍ. وزَنَخَ، كنَصَر وضَرَبَ، يَزْنُخُ زُنُوخاً بالضَّمّ كزَنَّخَ تَزنِيخاً، واقتصرَ في الأساس⁣(⁣٧) على باب ظرف.

  والتّزَنُّخُ: التَّفَتُّحُ في الكَلامِ إِذا كان بملْءِ شِدْقَيْه، والتَّكَبُّر، مثل التَّزَمّخ.

  وإِبلٌ زَنِخَةٌ، كَفَرِحَة: ضاقَتْ بُطُونُهَا عَطَشاً والُذي عن كراع: عَطِشَتْ مَرَّةً بَعْدَ مرَّةٍ فَضَاقَتْ بُطُونُها.

  * ومما يستدرك عليه:

  عن أَبي عَمرٍو: زَنَخَ القُرَادُ زُنُوخاً، ورَتَخَ رُتُوخَا، إِذا تَشبَّثَ بمَن عَلِقَ به. وأَنشد:

  فقُمْنَا وزَيْدٌ راتخٌ في خِبَائِه

  رُتُوخَ القُرَادِ لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ

  هكذا أَوردَه الأَزهَرِيّ في زنخ، ويروي «إِذا رتَخ» ومعناهما واحد، وقد تقدّم.

  [زوخ]: زُوَاخ، بالضمّ: ع يمنع ويُصرف.


(١) وردت العبارة في الأساس في مادة (زلج): أزلج ... بالمزلاج ... المزلاج».

(٢) في الأساس: «الحنجرة» وشاهد قول ذي الرمة:

حتى إِذا أزلخت من كل حنجرة

إِلى الغليل ولم يقصعنه نغب

(٣) العبارة كلها وردت في الأساس في مادة (زلج): من ومن المجاز زلخ الماء ... إِلى هنا وقد ذكرت زلج بالجيم بدل الخاء في جميع العبارة.

(٤) العبارة أيضا وردت في الأساس في مادة زلج: تقول رب كلمة عوراء زلجت ... ثم زلجت ...».

(٥) العبارة في الأساس في مادة زلج: ورجل مزلج لئيم مدفّع عن المكارم، مزلّف عنها، ومنه عيش مزلّج، وعطاء مزلّج، وحبّ مزلّج: دُونٌ.

(٦) ضبطت عُقبة هنا في اللسان بضم العين، وضبطت في مادة (زلخ) فيه بفتح العين والقاف.

(٧) كذا بالأصل ولم ترد مادة زنخ في الأساس.