تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جعش]:

صفحة 74 - الجزء 9

  والأَجَشُّ: الغَلِيظُ الصَّوْتِ من الإِنْسَانِ، ومنه الحَدِيث: «أَنّه سَمِعَ تكْبِيرَ⁣(⁣١) رَجُلٍ أَجَشِّ الصّوْتِ». ومنَ الخَيْلِ، يُقَال: فَرَسٌ أَجَشُّ الصَّوْتِ: في صَهِيلِهِ جَشَشٌ، قالَ لَبِيدٌ:

  بأَجَشِّ الصَّوْتِ يَعْبُوبٍ إِذا ... طَرَقَ الحَيَّ مِنَ الغَزْوِ صَهَلْ

  قال ابنُ دُرَيْد: وهُوَ مِمَّا يُحْمَد في الخَيْلِ، قال النَّجَاشِيُّ:

  ونَجَّى ابنَ حَرْبٍ سَابِحٌ ذُو عُلَالَةٍ ... أَجَشُّ هَزِيمٌ والرِّمَاحُ دَوَانِي

  ومِنَ الرَّعْدِ وغيرِه. قال الأَصْمَعِيُّ: من السحّابِ: الأَجَشُّ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ، صَوْتِ الرَّعْدِ، ويُقَال: رَعْدٌ أَجَشُّ: شَدِيدُ الصَّوْتِ، قالَ صَخْرُ الغَيِّ:

  أَجَشَّ رِبَحْلاً لَهُ هَيْدَبٌ ... يُكَشِّفُ لِلْحَالِ رَيْطاً كَثِيفَا

  والأَجَشُّ: أَحَدُ الأَصْواتِ الَّتِي تُصاغُ مِنْهَا، وفي بَعْضِ الأُصُول الصَّحِيحَة عَلَيْهَا الأَلْحَانُ، وكانَ الخَلِيلُ يَقُول: الأَصْواتُ الَّتِي تُصاغُ بها الأَلْحَانُ ثَلاثَةٌ: مِنْهَا الأَجَشُّ، وهو: صَوْتٌ مِنَ الرَّأْسِ يَخْرُجُ مِنَ الخَيَاشِيمِ، فِيهِ غِلْظَةٌ وبُحَّةٌ، فيُتْبَعُ بِخَدِرٍ⁣(⁣٢) مَوْضُوعٍ عَلَى ذلِك الصَّوْتِ بِعَيْنِه، ثمَّ يُتْبَعُ بِوَشْيٍ مِثْلِ الأَوَّلِ، فَهِيَ صِيَاغَتُه، فهذا الصَّوْت الأَجَشُّ.

  والجَشّاءُ: الغَلِيظَةُ الإِرْنَانِ مِنَ القِسِيِّ. قال أَبو حَنِيفَةَ: هي التِي في صَوْتِهَا جُشَّةٌ عِنْدَ الرَّمْي، قال أَبو ذُؤَيْبٍ.

  ونَمِيمَةٍ مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ

  قال: أَجَشّ، فذَكَّرَ وإِنْ كَانَ صِفَةً للجَشْءِ، وهُوَ مُؤَنّث، لأَنَّهُ أَرَادَ العُودَ، وقال السُّكَّرِيّ: النَّمِيمَةُ: صَوْتُ الوَتَر، والجَشْءُ: قَضِيبٌ خَفِيفٌ، والأَجَشُّ: الغَلُيظُ الصَّوْتِ.

  والجَشّاءُ: السَّهْلَةُ ذاتُ الحَصْبَاءِ مِنَ الأَرَاضِي الصّالِحَةِ للنَّخْلِ، قال:

  مِنْ ماءِ مَحْنَيَةٍ جَاشَتْ بجَمَّتِهَا ... جَشّاءُ خَالَطَتِ البَطَحَاءَ والجَبَلَا

  ولَوْ قَال: السّهْلَةُ ذاتُ حَصْبَاءَ تُسْتَصْلَحُ للنَّخْلِ، لَكَانَ أَصَابَ في الاخْتِصَارِ وقال الأَصْمَعِيّ: أَجَشَّت الأَرْضُ وأَبَشَّت، إِذا الْتَفَّ نَبْتُهَا وحَشِيشُهَا، ولَيْسَ في نَصِّ الأَصْمَعِي هذِه الَّلفْظَةُ، وقِيل: أَنْبَتَت أَوَّلَ نَبَاتِهَا.

  * وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْه:

  جَشَّ القَوْمُ: نَفَرُوا واجْتَمَعُوا، قال العَجّاج:

  بجَشَّةٍ جَشُّوا بِهَا مِمَّن نَفَرْ

  وجُشَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ الوَازعِ بنِ عَبْدِ الله بن مُرٍّ الشاعِر، نقله الحَافِظُ.

  وحُصَيْنُ بنُ تَمِيمٍ الجُشَيْشِيّ، كانَ عَلَى شُرْطَةِ ابنِ زِيَاد.

  وأَجَشُّ: أُطُمٌ مِن آطامِ المَدِينَةِ.

  [جعش]: الجُعْشُوشُ، بالضَّمِّ: الطَّوِيلُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ⁣(⁣٣)، قالَ: والسِّينُ لُغَةٌ فيه.

  وقِيلَ: هُوَ القَصِيرُ الذَّرِيءُ القَمِيءُ، مَنْسُوبٌ إِلى قَمْأَةٍ وصِعرٍ وقِلَّةٍ، عن يعقوب، قالَ: والسِّينُ لُغَةٌ فيه، ضِدٌّ، وقيلَ: هو الدَّمِيمُ الحَقِيرُ، وقال شَمِرٌ: هُوَ الدَّقِيقُ النَّحِيفُ، وكَذلِك بالسِّين، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيَّ: هُوَ النَّحِيفُ الضّامِرُ، وأَنشد:

  يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَطِ ... لَيْسَ بجُعْشُوشٍ ولا بأَذْوَطِ

  والجَمْعُ الجَعَاشِيشُ، قَالَ ابنُ حِلِّزَةَ:

  بَنُو لُجَيْمٍ وجَعَاشِيشُ مُضَر

  كُلّ ذلِكَ يُقَالُ بالسِّين، لأَنَّ السِّينَ أَعَمَّ تَصَرُّفاً، وذلِكَ لِدُخُولِهَا في الوَاحِدِ والجَمْع جَمِيعاً، فضِيقُ الشِّينِ مع سَعَةِ السِّينِ يُؤْذِن بأَنّ⁣(⁣٤) الشِّينَ بَدَلٌ من السِّين.


(١) النهاية واللسان: تكبيرة.

(٢) الأصل واللسان وفي التهذيب: بحدر، بحاء مهملة وبسكون الدال.

(٣) في الصحاح: قال الأصمعي: رجلٌ جُعشُوش وجُعسُوس أي قصير دميم.

(٤) عن اللسان وبالأصل «على أن».