تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[همذن]:

صفحة 589 - الجزء 18

  قالَ الأزْهرِيُّ: وهذا على قِياسِ العربيَّةِ صَحِيحٌ.

  أَو بمَعْنَى الأمِينِ، وأَصْلُه مُؤَيْمِن مُفَيْعِل مِن الأمانَةِ؛ أَو المُؤْتَمنِ، نُقِلَ ذلِكَ عن ابنِ عباسٍ، رضِيَ اللهُ تعالى عنهما؛ أَو هو قَرِيبٌ مِن ذلِكَ. أَو الشَّاهِدِ، وبه فُسِّر قَوْلُ العباس، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، يمدحُ النبيَّ :

  حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من ... خِنْدِفَ عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ بَرِّي: أَي بَيْتُكَ الشاهِدُ بشَرَفِك.

  والهِمْيانُ، بالكسْرِ، ذَكَرَه هنا وأَعادَهُ في هَمَى إشارَةً إلى القَوْلَيْن: أنَّ النُّونَ زائِدَةٌ أَو أَصْلِيَّةٌ. وأَشارَ صاحِبُ المِصْباح إلى القَوْلَيْن؛ واخْتُلِفَ فيه فقيلَ: هو التِّكَّةُ للسَّراوِيل.

  وأَيْضاً: المِنْطَقَةُ.

  وأَيْضاً: كِيسٌ للنَّفَقَةِ يُشَدُّ في الوَسَطِ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: والهِمْيانُ دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ؛ والعَرَبُ قد تَكلَّمُوا به قَدِيماً فأعْربُوه.

  ويقالُ: له هِمْيانٌ أَعْجَزُ وهُمايِينُ عُجْرٌ.

  وقد جاءَ ذِكْرُ لَفْظِ الجَمْع في حدِيثِ النّعمانِ يَوْمَ نَهاوَنْدَ: تَعاهَدُوا هَمايِنكم في أَحْقِيكُم وأَشْساعَكُم في نِعالِكُم.

  وهِمْيانُ بنُ قُحافَةَ السَّعْدِيُّ، ويُضَمُّ أَو يُثَلَّثُ، شاعِرٌ مَشْهورٌ.

  وهَمانِيَةُ، كعَلانِيَةٍ⁣(⁣٢)، ويقالُ: همانية مُمَالَة، ويقالُ: همينيا: ة ببَغْدادَ في وَسَطِ البَرِّيَّةِ بَيْنها وبينَ النّعْمانِيَةِ، ليسَ بقُرْبِها شيءٌ من العَمارَاتِ، كَبيرَةٌ كالبَلْدَةِ على ضفَّةِ دجْلَة، والنِّسْبَةُ إليها همانيٌّ⁣(⁣٣)؛ منها: أَبو الفَرَجِ الحَسَنُ ابنُ أَحمدَ بنِ عليٍّ البَغْداديُّ الهمانيُّ، رَوَى عنه عبْدُ العَزيزِ الأزْجِيّ. وكجُهَيْنَةَ: هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفٍ، أَو خالدٍ، الخزَاعِيَّةُ، صَحابِيَّةٌ هاجَرَتْ إلى الحَبَشَةِ مع زَوْجِها.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المُهيَمِناتُ: القَضايَا.

  والمُهَيْمِنُ: القائِمُ بأُمورِ الخَلْقِ.

  وقالَ الكِسائيُّ: هو الشَّهِيدُ.

  وقالَ أَبو مَعْشرٍ: هو القَبَّانُ على الشيءِ، والقائِمُ على الكُتُبِ.

  والمُهَيْمِنيةُ: الأمانَةُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [همذن]: هَمَذَانُ، محرّكةً والذَّالُ مُعْجمة: مَدينَةٌ كَبيرَةٌ بالعَجَمِ مَشْهورَةٌ، منها: سِيفَنَةُ، الذي ذَكَرَه المصنِّفُ، ¦ في سَفَنَ.

  وأَبو الفضْلِ أَحمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيَى بنِ سعِيدٍ المُلَقَّبُ بالبَدِيعِ أَحدُ الفُضَلاءِ الفُصَحاء لم تُخرِّجْ هَمَذَان بَعْدَه مِثْلَه؛ عن ابنِ فارِسَ اللّغَويّ، وعنه القاضِي أبو محمدٍ النَّيْسابُوريُّ، ماتَ، ¦، بهَراةَ مَسْموماً⁣(⁣٤) سَنَة ٣٥٣.

  [هنن]: هَنَّ يَهِنُّ: بَكَى بُكاءً مِثْل الحَنِينَ؛ قالَ:

  لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا ... وكادَ أن يُظْهِرَ ما أَجَنَّا⁣(⁣٥)

  وهَنَّ هَنِيناً: حَنَّ؛ قالَ:

  حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ ... وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ⁣(⁣٦)


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) قيدها ياقوت بفتح الهاء، ضبط قلم. وفي اللباب: هُمان.

(٣) ضبطت في ياقوت واللباب بضم الهاء. أضاف ياقوت: وربما قيل هُمَنّي بغير ألف.

(٤) قيد ابن الأثير وفاته بالحروف سنة ثمان وتسعين وثلاثمئة.

(٥) اللسان والصحاح والأول في المقاييس ٦/ ١٥ والتهذيب.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: حنت ولات هنت، كذا في اللسان والصحاح بواو بعد حنت والذي في التكملة بحذفها وعليها يستقيم وزن هذا الشطر من الهزج وقد دخله الخرم والحذف»، ونسبه الصاغاني للأعشى، تبعاً للجوهري، ثم قال: وليس البيت للأعشى وإنما هو لمازن بن مالك. وفي الصحاح بدون نسبة.