تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[همك]:

صفحة 675 - الجزء 13

  عن الصَّاغَانيّ. واسْتَعْمل أبو حَنِيْفة: الهَلَكَة في جُفُوفِ النباتِ. والهُلَّاكُ: الفُقَراءُ والصَّعاليك، وبه فسرَ قَوْل زِيادِ بنِ مُنْقِذ:

  تَرَى الأَرَامِلَ والهُلَّاكَ تَتْبَعُه ... يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَذِمُ⁣(⁣١)

  ومفَازَةٌ هالِكٌ: أي مُهْلِكَة، مَنْ تعرَّض فيها هَلَكَ.

  والهُلْكُ: بالضمِ الاسمُ من الهَلَاكِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقَوْلُه تعَالَى: {وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً}⁣(⁣٢)، أي لوقتِ هَلاكِهم أَجَلاً، ومن قَرَأَ لمَهْلَكِهم فمعْنَاه لإِهْلاكِهم.

  والمَهَالِكُ: الحُروبُ وهو مجازٌ. ومنه حدِيث أُمِّ زَرْعٍ: «وهو إِمامُ القَوْم في المَهَالِك»، أَرَادت أَنّه لِثِقَته بشجَاعَتِه يتقدَّمُ في الحُروبِ ولا يتخلَّفُ، وقيلَ: إِنَّه لعلْمِه بالطُّرُقِ يتقدَّمُ القومَ فيهدِيَهم وهم على أَثَرِه.

  والهَلاكُ: الجَهْد المُهْلِكُ. وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ: على المُبالغَةِ قالَ رُؤْبَةُ:

  من السِّنينَ والهَلاكِ المُهْتَلِكْ⁣(⁣٣)

  وفي العُبَابِ: المُتَهَلِّك. وهالِكُ أَهْلٍ: الذي يَهْلِكُ في أَهْلِه قال الأَعْشَى:

  وهالِك أَهْلٍ يَعودُونه ... وآخَرُ في قَفْرةٍ لم يُجَنْ⁣(⁣٤)

  وفي العُبَابِ: يَجْنونَه بدل يَعودُونه. ومرَّ يَهْتَلِكُ في عَدْوِه ويَتَهَالَكُ أي يَجدُّ، وهو مجازٌ، ومنه: القَطاةُ تَهْتَلِكُ أي تَجدُّ في طيرانِها. وفي حدِيثِ عَرَّامٍ: كُنْتُ أَتَهَلَّكُ في مفازَةٍ أي أَدُورُ فيها شِبْهَ المُتَحَيِّرِ، وكذلك اهْتَلَكَ قالَ:

  كأَنَّها قَطْرَةٌ جادَ السَّحابُ بها ... بين السَّماءِ وبين الأَرْضِ تَهْتَلِكُ⁣(⁣٥)

  واسْتَهْلَكَ الرَّجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه واهْتَلَكَ معه وقالَ الرَّاعِي:

  لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى ... خفيفَ الحَشا مُسْتَهْلِكُ الرِّبْح طامِعا⁣(⁣٦)

  أي يَجْهَدُ قَلْبَه في أَثَرِها. ويقالُ: أَنَا مُتَهَالِك في مَوَدَّتِك ومسْتَهْلِك، وتَهَالَكْتُ في هذا الأَمْرِ واسْتَهْلَكْت فيه كُنْتُ مجدّاً فيه مُتَعَجِّلاً وطريقٌ مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ من سَلَكَه؛ قال الحُطَيْئة يصفُ الطَّريقَ:

  مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قد جعَلَتْ ... أَيدي المَطِيِّ به عادِيَّةً رُكُبا⁣(⁣٧)

  الأُسْتِيُّ يعْنِي به السَّدَى شبَّه شَرَكَ الطَّريقِ بسَدَى الثَّوْبِ.

  وفي العُبَابِ: عادِيَّةً رُغُبا. وقالَ: أَي يَهْلِكُ هذا الطَّريقُ مَنْ طَلَبَ الماءَ لبُعْدِه أي هو طريقٌ ممتَدّ كسَدَى الثوبِ.

  وتَهَالَكَ على الشيْءِ اشْتَدَّ حرْصَه عليه.

  والهَلْكَى: الشَّرِهُونَ من النِّساءِ والرِّجالِ. وهو هالِكٌ وهي هالِكَةٌ. ويقالُ للمُزاحِمِ على الموائِدِ: المُتَهالِكُ والمُلاهسُ فإِذا أَكَل بيدٍ ومَنَعَ بيدٍ فهو جَرْدَبانُ. والهالِكَةُ من السَّحابِ الذي يَصُوبُ المَطَرَ ثم يُقْلِعُ فلا يكون له مَطَر، عن شَمِرٍ.

  والهَلَكُ: محرَّكَةً الجُرْفُ وبه فسِّرَ قَوْلُ ذِي الرِّمَّةِ السَّابِقِ.

  [همك]: هَمَكَهُ في الأَمْرِ يَهْمكُه هَمْكاً فانْهَمَكَ وتَهَمَّكَ فيه لَجَّجَهُ فَلَجَّ وجَدَّ وتَمَادَى فيه. والانْهِمَاكُ: التَّمَادِي في الشيْءِ واللَّجاجُ والتَّوغلُ فيه، وزيادَةُ التَّقيّدِ في الاسْتِكْثارِ منه برغْبَةٍ وحرص وقال أَبو عُبَيْدة: فَرَسٌ مَهْمُوكٌ المَعَدَّيْنِ أي مُرْسَلُهُما قالَ أَبُو دُوَاد الإِيادِيُّ:

  سَلِطُ السُّنْبُكِ لأْمٌ فَصُّه ... مُكْرَبُ الأَرْساغِ مَهْموكُ المَعَدّ⁣(⁣٨)

  وقال ابنُ السِّكِّيتِ: اهْمَاكَّ فلانٌ اهْمِيكاكاً إِذا امْتَلأَ غَضَباً وكذلك اهْمَأَكَّ واصْمَأَكَّ وازْمَأَكَّ فهو مُهْمئِكٌّ ومُصْمئِكٌّ ومُزْمئِكٌّ.


(١) اللسان وفيه: «رزم» والأصل كالصحاح.

(٢) سورة الكهف الآية ٥٩.

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٥ واللسان والتهذيب.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٧٦ برواية: «مستهلك القلب» وانظر تخريجه فيه.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٢ برواية: ... «كالأسدي ...... عادية رغبا» وانظر تخريجه فيه.

(٨) اللسان والتكملة.