تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لوين]:

صفحة 517 - الجزء 18

  ومنهم المُسْلمونَ، والغالِبُ عليهم النّصرانِيَّة، وفيهم غِلَظٌ وقَساوَةٌ ومَلِكُهم يقالُ له كنداج، وبينَ مَمْلَكةِ اللَّانِ وَجَبَلِ القَبقِ قلْعَةٌ وقَنْطرَةٌ على وادٍ عَظيمٍ؛ يقالُ لهذه القلْعَةِ قَلْعَةُ بابِ اللَّان، وهي على صخْرَةٍ صمَّاء لا سَبيلَ إلى الوُصُولِ إليها إلَّا بإذْنِ مَنْ بها، ولها ماءُ عَيْنٍ عَذْبَةٍ وكانَ مَسْلمةُ بنُ عبدِ المَلِكِ وَصَلَ إليها وفتَحَها ورَتَّبَ فيها رِجالاً مِنَ العَرَبِ يَحْرسُونَها، بَيْنها وبينَ تقليس مَسِيرَةُ أَيَّامٍ.

  وعَلَّانٌ، بالعَيْنِ، من لَحْنِ العامَّةِ قَلَبُوا الألِفَ عَيْناً.

  وأَبو عبدِ اللهِ اللَّانِيُّ: مُعَلِّمُ الأُمَراءِ، رَوَى عن أَبي القاسِمِ البَغَويِّ، وآخَرُون نُسِبُوا إلى اللَّانِ هذه المَمْلَكةِ.

  والْوَنَّ، كاسْوَدَّ: تَلَوَّنَ، وكِلاهُما مُطاوعُ لَوَّنَه تَلْوِيناً.

  ولُوَيْنٌ، كزُبَيْرٍ، ولَوْنٌ: لَقَبا أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ حَبيبٍ الأسدِيّ المصيصي الحافِظِ عن مالِكٍ وطَبَقتِه، وعنه أبو دَاوُد والنّسائيُّ وابنُ صاعِدٍ؛ وإنَّما لُقِّبَ به لأنَّه رُوِي أنَّه كانَ دُلَّالاً في سوقِ الخَيْلِ فكانَ يقولُ: هذا الفَرَسُ له لُوَيْن، وهذا الفَرَسُ له قُدَيْد؛ وكان يقولُ: قد لَقَّبُوني لُوَيْناً وقد رَضِيتُ به.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [لوين]: التَّلْوِينُ: تَقْديمُ الأَلْوانِ مِن الطّعامِ للتَّفَكُّهِ والتَّلَذُّذِ؛ ويُطْلَقُ على تَغْييرِ أُسْلوب الكَلامِ إلى أسْلوبٍ آخَر، وهو أَعَمُّ مِن الالْتِفاتِ.

  ولَوَّنَ البُسْرُ تَلْوِيناً: بدا فيه أَثَرُ النُّضْجِ.

  ويقالُ: كيفَ تَرَكْتُمُ النَّخِيل؟ فيُقالُ: حينَ لَوَّنَ أَي أَخَذَ شيئاً مِنَ اللَّوْنِ الذي يَصيرُ إليه وتَغَيَّرَ عمَّا كانَ.

  وجِئْتُ حينَ صارَتِ الألْوانُ كالتَّلْوينِ وذلِكَ بعْدَ الغُرُوبِ أي تغيَّرَتْ عن هَيْآتِها لسَوادِ اللَّيْلِ؛ وبه فَسَّرَ الأصْمعيُّ قَوْلَ حُمَيْد الأَرْقَط:

  حتى إذا أَغْسَتْ دُحَى الدُّجُونِ ... وشُبِّه الألْوانُ بالتَّلْوينِ⁣(⁣١)

  ولَوَّنَ الشيْبُ فيه ووشَّع: بدا في شَعَرِه وَضَحُ الشَّيْبِ.

  والتَّلْوِينُ عنْدَ الصُّوفيةِ: تَنَقُّل العَبْد في أَحْوالِه؛ قالَ ابنُ العَرَبيّ وهو عنْدَ الأَكْثَر مَقامُ نَقْصٍ، وعنْدَنا أَعْلى المَقامَاتِ، وحالُ العَبْدِ فيه حالُ كلِّ {يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}.

  ولَوانٌ، كسَحابٍ، في قوْلِ أَبي دُوَاد، عن ياقوت⁣(⁣٢).

  [لهن]: اللُّهْنَةُ، بالضَّمِّ: ما يُهْدِيهِ المُسافِرُ إذا قَدِمَ مِن سَفَرِه.

  وأَيْضاً: اللُّمْجَةُ والسُّلْفَةُ، وهو الطَّعامُ الذي يُتَعلَّلُ به قَبْل الغِذَاءِ؛ وفي الصِّحاحِ: قَبْلَ إدْراكِ الطَّعامِ؛ قالَ عطيةُ الدُّبَيْرِيُّ:

  طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلّ

  وقد لَهَّنَهُم ولَهَّنَ لهم فيهما، أَي في المَعْنَيْينِ، تَلْهيناً فتَلَهَّنَ.

  وأَلْهَنَهُ أَهْدَى له شيئاً عنْدَ قُدومِه من سفَرٍ.

  وفي الصِّحاحِ: لَهِنَّكَ، بكسْرِ الهاءِ وفتْحِ الَّلامِ: كَلمَةٌ تُسْتَعْملُ تأْكِيداً، أَي عنْدَ التَّأْكِيدِ، وأَصْلُها لأَنَّكَ فأُبْدِلَتِ الهَمْزَةُ هاءً كإيَّاكَ وهِيَّاكَ؛ قالَ: وإنَّما جُمِعَ بينَ تَوْكِيدَيْنِ اللَّامِ وإنَّ، لأنَّ الهمْزَةَ لمَّا أُبْدِلَتْ هاءً زالَ لفظُ إنَّ فصارَتْ كأَنَّها شيءٌ آخَرُ؛ وأَنْشَدَ الكِسائيُّ:

  لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ ... على هَنَواتٍ كاذبٍ مَنْ يَقُولُها⁣(⁣٣)

  اللامُ الأُولى للتَّوْكيدِ، والثانِيَةُ لامُ إنَّ؛ أَرادَ الله إنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ، فحذَفَ اللامَ الأُوْلى من اللهِ والأَلِفَ من إنَّكِ؛ والقوْلُ الأوَّلُ أَصَحُّ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: وذَكَرَ الجوْهرِيُّ لَهِنَّك في فصْلِ لَهَنَ، وليسَ منه، لأنَّ اللامَ ليْسَتْ بأَصْلِ، وإنَّما هي لامُ الابْتِداءِ، والهاءُ بَدَلٌ من همْزَةِ إن، وإنَّما ذَكَرَه هنا لمَجِيئِه


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) كذا والعبارة في معجم البلدان: لوان ... موضع في قول أبي دؤاد:

ببطن لوان أو قرن الذهاب

(٣) اللسان والصحاح.