تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نشب]:

صفحة 431 - الجزء 2

  ونَسَبُ خاتُون بنت المَلكِ الجوَاد، رَوَتْ عن إِبراهيمَ بْنِ خَلِيل.

  والنَّسَابَةُ، بالفتح: كالقَرَابَةِ.

  [نشب]: نَشبَ العظْمُ فيه، كَفَرِحَ، نَشَباً محركَة، ونُشُوباً، ونُشْبَةً بالضَّمّ فيهما، وعلى الأَوسطِ اقتصَر الجوهريّ: أَي عَلِقَ فيه، ولم يَنْفُذْ.

  وأَنْشَبَه، فانْتَشَب، ونَشَّبَه بالتشْديد: أَعْلَقَه، قال:

  هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا في صُدُورِهِمْ ... وبِيضاً⁣(⁣١) تَقِيضُ البَيْضَ مِن حَيْثُ طائرُهْ

  ومن المَجَاز: في الحديث: «لم يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ مات» قال ابْنُ الأَثِيرِ: لم يَلْبَثْ، وحَقيقتُهُ: لم يتَعلَّقْ بشيْءٍ غيرهِ ولا بِسِوَاه⁣(⁣٢). ومثلُه في الفائق.

  ونَشَّبَ في الشَّيْءِ: ابتدأَ، ك نَشَّمَ بالتّشْدِيد، حكاه اللِّحيانيُّ بعد أَن ضعّفَها. قلتُ: وهكذا هو مضبوطٌ في نُسْخَتِنا. ولَمّا غفَلَ عن ذلك شيخُنا، قال: هو تفسيرُ معلومٍ بمجهول.

  وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ: قالَ الحارثُ بْنُ بَدْرٍ الغُدَانِيّ: كنت مرَّةً⁣(⁣٣) نُشْبَةً بالضَّمّ، فَصِرْتُ اليومَ عُقْبَةً: أَي كُنْتُ مرّةً إِذا نَشِبْتُ وعَلِقْتُ بإِنْسَان، لَقِيَ مِنِّي شَرًّا، فقد أَعْقَبْتُ اليَوْمَ ورَجَعْتُ عنه. يُضْرَب لمَنْ ذَلّ بعدَ عِزَّتهِ. وقد أَغفله الجَوْهَرِيُّ. قال شيخُنا. وقولُه نُشْبَة: كان حَقُّها التَّحْرِيك.

  يقالُ رَجلٌ نُشَبَةٌ: إِذا كان عَلِقاً، فخَفَّفَه لازْدِواج عُقْبَة، والتَّقْدِير: ذا عُقْبَةٍ، وهذا الّذِي فسَّرَه به المصَنِّف هو عبارةُ النَّوادرِ بعَينِها، فلا يُنْسَبُ له القُصُورُ لفظاً ومَعنًى كما قيلَ.

  قلت: وسيأْتي النُّشبة⁣(⁣٣) بالضَّمّ في كلام المصنّف ما يُناسب أَن يُفسَّرَ به في هذا المَثل، فلا يُحْتَاجُ إِلى ضبطه بالتَّحريك ثمّ دعوى الازدِواج، كما هو ظاهرٌ.

  وأَنشد ابْنُ الأَعْرَابيّ:

  وتِلْكَ بَنُو عَدِيٍّ قدْ تَأَلَّوْا ... فيا عَجَباً لِناشِبَةِ المَحالِ

  فسّرَه فقالَ: ناشِبَةُ المَحَالِ⁣(⁣٤): البَكَرَةُ، محرَّكَةً، الّتي لا تجْري، أَي: امتَنَعُوا مِنّا، فلم يُعِينُونا. شَبَّهَهَم في امتناعِهم عليه بامتناعِ البَكَرةِ من الجَرْي. كذا في لسان العرب وغيره، فالمصنِّف أَطلقَ في مَقامِ التَّقييد.

  والنُّشّابُ، بالضَّمّ: النَّبْلُ، الواحِدَةُ بهاءٍ، وبالفَتْحِ: مُتَّخِذُهُ، وصانِعُهُ.

  وقَوْمٌ نَشّابَةٌ، بالفتح والتّشديد، وناشِبَةٌ: يَرْمُونَ بِهِ. كُلُّ ذلك على النَّسَبِ، لأَنّهُ لا فِعْلَ له. والنَّاشِبُ: صاحِبُه⁣(⁣٥)، ومنه سُمِّيَ الرَّجُلُ ناشِباً.

  والنُّشّابُ: السِّهَامُ، واحِدَتُهُ نُشّابَةٌ قاله الجَوْهَرِيُّ، وجمعه نَشاشِيبُ، كالكُتَّاب وكَتاتيب.

  والنَّشَبُ والنَّشَبَةُ، مُحَرَّكَتَيْن، والمَنْشَبَةُ: المالُ. قال ابْنُ دُرَيْدٍ: ولم يَقُلْه غيرُ أَبي زيد. وقال غيرُهُ: هو المالُ الأَصِيلُ من النّاطِقِ والصّامِتِ. قال أَبُو عُبَيْدٍ: ومن أَسماءِ المال عندَهُم: النَّشَبُ [والنَّشَبَة]⁣(⁣٦) يقال: فُلانٌ ذو نَشَبٍ، وفُلانٌ مَالَه نَشَبٌ. النَّشَبُ: المالُ والعَقَارُ. ومن سَجَعَات الأَساس: «لكمْ نَسَبٌ، وما لَكُمْ نَشَبٌ، ما أَنْتُمُ إِلَّا خَشَبٌ». وقد جَعَل شيخُنَا هذِه العبارةَ نُسْخةً في الكتاب، فلا أَدْرِي من أَيْنَ نقلَها؟

  ونقل عن أَئمّة الاشتقاق: أَنّ النَّشَب أَكثرُ ما يُستعملُ في الأَشياءِ الثّابتة الّتي لا بَرَاحَ بها، كالدُّورِ والضِّياعِ. والمالُ أَكثرُ ما يستعملُ فيما ليس بثابتٍ، كالدّراهم والدنانير.

  والعُرُوضُ اسمُ المالِ، وربما أَوْقَعُوا المالَ على كُلِّ ما يَمْلِكُه الإِنسانُ، وربّما خَصُّوه بالإِبِل، وسيأْتي بيانُ ذلك في مَحَلِّه.

  وأَنْشَبَتِ الرِّيحُ بمعنى أَنسبَت بالسّين المُهْمَلَة، أَي: اشتدَّتْ وسَافَتِ التُّرَابَ، كما تقدّم، فقولُ شيخِنا: ولو أَتَى به لكان أَوْلى وأَظْهرَ، غَيْرُ مناسِبٍ لطريقته.

  وعن اللَّيْث: نَشِبَ الشَّيْءُ في الشَّيْءِ نَشَباً، كما يَنْشَب الصَّيْدُ في الحِبَالَةِ.


(١) عن اللسان، وبالأصل «وبيض».

(٢) في النهاية: ولا اشتغل بسواه.

(٣) كذا بالأصل، ولعله «للنشبة».

(٤) في إحدى نسخ القاموس: المحالة.

(٥) أي صاحب النُّشَّاب، كالرامح صاحب الرمح.

(٦) زيادة عن اللسان.