تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لولب]:

صفحة 412 - الجزء 2

  وأَلَابَ الرَّجُلُ، فهو مُلِيبٌ: إِذا عَطِشَتْ، أَي حامَتْ إِبِلُهُ حَوْلَ الماءِ من العَطَشِ؛ وأَنشدَ الأَصْمَعِيُّ:

  صُلْبٍ مُلِيبِ وِرْدِهِ مُحِرِّهِ ... وإِنْ يُصَرِّرْها انْطَوَتْ لِصِرِّهِ⁣(⁣١)

  * وممّا يُسْتَدرَكُ عليه: اللُّوبُ: موضعٌ في بلاد العربِ، قال مُنْقِذُ بْنُ طَرِيفٍ:

  كَأَنَ رَاعِيَنَا يَحْدُو بِنَا حُمُراً ... بيْنَ الأَبَارِقِ من مكْرَانَ فاللُّوبِ

  كذا في المُعْجَم، في: مَكَرانَ.

  [لولب]: المُلَوْلَبُ، بفتح لامَيْهِ، عَلى وزنِ مُفَوْعَلٍ أَوّلُهُ مِيمٌ مضمومة، كأَنّه اسْمُ مفعولٍ من لَوْلَبَ. المِرْودُ، وفي بعضها: على فَعَوْعَلٍ، بالفاءِ المفتوحة في أَوله، وقد صحّحه جماعة.

  وذكر الجوْهَرِيّ، في آخِرِ مادّةِ لوب، ما نَصُّه: وأَمّا المِرْوَدُ ونحوُه، فهو المُلَوْلَبُ، على مُفوْعَلٍ. ووجدتُ في هامشه ما نصُّهُ: وبخَطِّ أَبي زَكَرِيّا: مفعوعل، وهو سَهْوٌ.

  قلت: وذِكرُهُ هنا ترجمة مستقِلَّة، فيهِ ما فيه، أَوَّلاً، فإِنّه ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ، فلا يكونُ زيادةً عليه، وثانياً: إِن كانتِ الميمُ زائدةً عليه، وثانياً: إِن كانتِ الميمُ زائدةً، فمَحَلُّ ذِكْرِهِ في لَوْلَب، وقد صحَّحه جماعةٌ. والظّاهرُ أَنّه غَيْرُ عَرَبِيٍّ، كما قيلَ.

  واللَّوْلَبُ: مرَّ ذكرُهُ في ل ب ب وهُنَا ذَكَرَهُ ابْنُ منظورٍ، وجماعةٌ.

  [لهب]: الّلهْبُ بفتح فسكون، واللهَبُ محرّكةً، واللهِيبُ كَأَمِيرٍ، واللُّهَابُ بالضَّمِّ، واللهَبَانُ مُحَرَّكةً: اشتِعالُ النَّارِ: إِذَا خَلَصَ من الدُّخَانِ. الأُولى: لُغَةٌ في الثّانِيَة، كالشَّمَعِ والشَّمْع، والنَّهَر والنَّهْر، ومنه قِراءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ: تَبَّت يَدا أَبِي لَهْبٍ⁣(⁣٢)، أَوْ لَهَبُها: لِسانُها، ولَهِيبُها: حَرُّها. وقد أَلْهَبَها فالْتَهَبَتْ، ولَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ، أَي: اتَّقَدَتْ، وأَلْهَبْتُهَا: أَوْقَدْتُهَا، قال:

  تَسْمَعُ مِنْهَا في السَّلِيقِ الأَشْهَبِ⁣(⁣٣) ... مَعْمَعَةً مِثْلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ

  وعن ابْنِ سِيدَهْ: اللهَبَانُ: شِدَّة الحَرِّ في الرِّمْضَاءِ، ونحْوِها. وقال غيرُهُ: هو تَوقُّدُ الجَمْرِ بغيرِ ضِرَامٍ، وكذلك لَهَبَانُ الحَرِّ الرَّمْضَاءِ؛ وأَنشد:

  لَهَبانٌ وَقَدَتْ جِرَابُهُ ... يَرْمَضُ الجُنْدَبُ فيه فيَصِرّ⁣(⁣٤)

  واللهَبَانُ: اليَوْمُ الْحَارُّ، قال:

  ظَلَّتْ بِيَومٍ لَهَبَانٍ ضَبْحِ ... يَلْفَحُهَا المِزْرَمُ أَيَّ لَفْحِ

  تَعُوذُ مِنْهُ بِنَوَاحِي الطَّلْح

  واللهَبَانُ: العَطَشُ، كالُّلهَابِ واللُّهْبَةِ، بضمّهما مع التّسكينِ في الثّاني، قالَ الرّاجِزُ:

  وَبَرَدَتْ منهُ لِهَابُ الحَرَّهْ

  وقد لَهِبَ، كفَرِح، يَلْهَب، لَهَباً، وهوَ لَهْبَانُ، وهي أَي: الأَنثَى لَهْبَى، كسَكْرَانَ وسَكْرَى، ج لِهَابٌ بالكسر.

  وفي الأَساس: من المَجَاز: رجلٌ لَهْبَانُ ولَهْبَانُ ولَهْثَانُ، أَي عَطْشَانُ.

  واللُّهْبَةُ، بالضَّمِّ: بياضٌ ناصعٌ نَقِيٌّ، نقله الصاغانيُّ، وهو إِشراقُ الَّلونِ من الجَسَد.

  واللهَبَةُ، بالتَّحْرِيك: قَبِيلَةٌ من غامِدٍ، من الأَزْدِ، واسْمُهُ مالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ قُرَيعِ بْنِ بَكْرِ بْن ثَعْلَبَةَ بنْ الدُّولِ بْنِ سَعْدِ مَنَاةَ بْنِ غامِدٍ، كذا في أَنساب الوزير. وفي الإِيناس: كان اللهَبَةُ هذا شَرِيفاً، وفيه يقول أَبو ظَبْيَانَ الأَعْرَجُ⁣(⁣٥) الوافد على رسولِ الله، :


(١) بهامش المطبوعة المصرية: قوله صلب الخ كذا بخطه وفي التكملة ورده بالضمير مضافاً إليه مليب. وقوله محرة ولصرة فيها أيضاً محرّة ولصرّه» وما أثبتناه عن التكملة: وكانت في الأصل: وردة محرة ... لصرة

(٢) سورة أبي لهب الآية ١.

(٣) بالأصل «الأسهب» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله الأسهب كذا بخطه وفي اللسان الأشهب بالمعجمة».

(٤) كذا بالأصل «جرابه» وبهامش المطبوعة المصرية: كذا بخطه وهو غير مستقيم «فليحرر» وفي التهذيب واللسان: جُزَّاته بدل «جرابه».

(٥) واسمه عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جثم ... بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد، وهو صاحب راية قومه يوم القادسية (عن الاشتقاق - جمهرة ابن حزم).