تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رهق]:

صفحة 183 - الجزء 13

  ويُقال: هُو مُراوِقِي أَي: رُواقُه بحِيالِ رُواقِي أَي: رُوَاقُ بَيْتِه بحِيالِ رُواقِ بَيْتِي، كما في العُبابِ⁣(⁣١)، وفي الأَساسِ: هو جارِي مُراوِقِي: إِذا تَقابَلَ الرُّواقانِ.

  ورِيوَقانُ، بالكَسْرِ: ة، بمَرْوَ منها: أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُقْبَةَ الرِّيوَقانِيُّ، يُقال: إِنَّ إِسحقَ بنَ راهَوَيْهِ مَولاهُم.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  حَرْبٌ ذاتُ رَوْقَيْنِ⁣(⁣٢)، أَي: شَدِيدَةٌ، وهو مَجازٌ.

  ورَماهُ بأَرْواقِه: إِذا رماهُ بثِقَلِه.

  وأَرْواقُ الرَّجُلِ: أَطْرافُه وجَسَدُه.

  وأَلْقَى علينا أَرْواقَه: إِذا غَطّانا بنَفْسِه.

  وفي نوادِرِ الأَعْرابِ: رَوْقُ المَطَرِ والجَيْشِ والخَيْلِ: مُقَدَّمُه.

  ورَوْقُ الرَّجُلِ: شَبابُه.

  ولَيْلٌ مُرَوَّقٌ: مُرْخَى الرُّواق، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ اللَّيْلَ - وقِيلَ الفَجْر -:

  وقَدْ هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءَهُ ... ولكِنّه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ

  ورُبّما قالُوا: رَوَّقَ اللَّيْلُ: إِذا مَدَّ رُواقَ ظُلْمَتِه، وأَلْقَى أَرْوِقَتَهُ.

  ورُوقَةُ المُؤْمِنينَ، بالضَّمِّ: خِيارُهُم وسَراتُهم، جمعُ رائِقٍ.

  واسْتَعارَ دُكَيْنٌ الرّاوُوقَ للشَّبابِ، فقال:

  أُسْقَى براوُوقِ الشَّبابِ الخاضِلِ

  وتَرَوَّقَ الشَّرابُ: صفَا من غَيْرِ عَصْرٍ ورَجُلٌ مُرِيقٌ، وماءٌ مُراقٌ.

  وأَراقَ ماءَ ظَهْرِه، وهَراقَهُ، على البَدَلِ، وأَهْراقَهُ على العِوَض، كما ذَهَب إِليه سِيبَوَيْه في أَسْطاع.

  والإِراقَةُ: ماءُ الرَّجُلِ، وهي الهِراقَة، على البَدَلِ، والإِهْراقَةُ، على العِوَضِ.

  وهُما يَتَراوَقانِ الماءَ: يَتَداولانِ إِراقَتَه.

  ورَوَّق اللَّيْلُ: أَظْلم، وكذلك، أَرْوَقَ. والرُّواقُ، من السَّحاب: ما دارَ منه، كرُواقِ البَيْتِ.

  وسَنَةٌ رَوْقاءُ، وسَنَواتٌ رُوقٌ، وعاثَ فِيهم عامٌ أَرْوَقُ، كأَنّه ذِئَبٌ أَوْرَقُ.

  وشَرابٌ رائِقٌ: مُصَفًّى، ومِسْكٌ رائِقٌ: خالِصٌ.

  ورَوْقُ السَّحابِ: سَيْلُهُ، قالَ:

  مثل السَّحابِ إِذا تَحَدَّرَ رَوْقُه ... ودَنا أُمِرَّ وكانَ مما يُمْنَعُ

  [رهق]: رَهِقَهُ، كفَرِحَ: غَشِيَهُ ولَحَقَه يَرْهَقُه رَهَقاً، ومنه قولُ اللهِ تعالَى: {وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ}⁣(⁣٣) وفي الحَدِيثِ: «إِذا صَلّى أَحَدُكُم إِلى شَيْءٍ فلْيَرْهَقْهُ» أَي: فليُغَشِّهِ.

  أَو رَهِقَه رَهَقاً: إِذا دَنا مِنْهُ، ويُقال: رَهِقَ شُخُوصُ فُلانٍ، أَي: دنا وأَزِفَ، وطَلَبْتُ فُلاناً حَتّى رَهِقْتُه، أَي: حَتّى دَنَوْتُ منه سواءٌ أَخَذَه أَو لَمْ يَأْخُذْه. واخْتُلِفَ في قولِه تَعالى: {فَزادُوهُمْ رَهَقاً}⁣(⁣٤) قيلَ: الرَّهَقُ، مُحَرَّكَةً هو السَّفَهُ.

  وقِيلَ: هو النُّوْكُ والخِفَّةُ والعَرْبَدَةُ ورُكُوبُ الشَّرِّ عن أَبِي عَمْرٍو، وأَنْشَدَ في وَصْفِ كَرْمَةٍ وشَرابِها:

  لها حَلِيبٌ كَأَنَّ المِسْكَ خالَطَهُ ... يَغْشَى النَّدامَى عليه الجُودُ والرَّهَقُ

  وقالَ الفَرّاءُ - في قَوْلِه تَعالَى -: {فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً}⁣(⁣٥) إِن الرَّهَقَ هو الظُّلْمُ. وقِيلَ: هو غِشْيانُ المَحارِمِ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الرَّهَقَ: اسمٌ من الإِرْهاقِ، وهو أَن تَحْمِلَ الإِنْسانَ على ما لا يُطِيقُه. والرَّهَقُ أَيْضاً: الكَذِبُ وبه فُسِّرَ قولُ الشّاعِرِ:

  حَلَفَتْ يَمِيْناً غيرَ ما رَهَقٍ ... باللهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ وبِلالِ

  قالَهُ النَّضْرُ. والرَّهَقُ أَيضاً: العَجَلَةُ قال الأَخْطَلُ:

  صُلْبُ الحَيازِيم لا هَذْرُ الكَلامِ إِذا ... هَزَّ القَناةَ ولا مُسْتَعْجِلٌ رَهِقُ⁣(⁣٦)

  وفي الحَدِيثِ: «إِنَّ في سَيْفِ خالِدٍ رَهَقاً»، وقد رَهِقَ،


(١) ومثله في التكملة.

(٢) هي تفسير قول علي رض: .... بذات روقين لا يعفو لها أثر. وقد تقدم أثناء المادة.

(٣) سورة يونس الآية ٢٦.

(٤) سورة الجن الآية ٦.

(٥) سورة الجن الآية ١٣.

(٦) في الديوان: زهق بالزاي.