تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زعم]:

صفحة 316 - الجزء 16

  والمُزْرَئِمُّ: السّاكتُ؛ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  أَلْفَيْتُهُ غَضْبان مُزْرَئِمَّا ... لا سَبِطَ الكَفِّ ولا خِضَمَّا⁣(⁣١)

  [زردم]: زَرْدَمَهُ زَرْدَمَةً: خَنَقَه؛ وزَرْدَبَه كَذلِكَ؛ أَو عَصَرَ حَلْقَهُ، كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: زَرْدَمَهُ: ابْتَلَعَهُ.

  والزَّرْدَمَةُ: الغَلْصَمَةُ.

  وقيلَ: هي تحتَ الحُلْقُومِ واللِّسانُ مركَّبٌ فيها، وقيلَ: هي فارِسِيَّةٌ.

  قلْتُ: فإنْ كانَ مرِكَّباً من زرودمه، فإنَّ دمه هو النفسُ وزر هو الذَّهبُ، وإن كانَ مركَّباً مِن زرد ومه، فإنَّ زرد هو الأصْفَرومه هو القَمَرُ، فليُتأَمَّل ذلِكَ.

  أَو هو مَوْضِعُ الازْدِرَامِ والابْتِلاعِ، كما في الصِّحاحِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [زرقم]: الزُّرْقُمُ، بالضمِّ.

  قالَ اللَّيْثُ: إذا اشْتَدَّتْ زُرْقَه عينِ المرْأَةِ قيلَ: إنَّها لزَرْقاءُ زُرْقُمٌ.

  وقالَ بعضُ العَرَبِ زَرْقاءُ زُرْقُم بيدَيْها تَرْقُم، تحتَ القُمْقُم.

  قالَ الأَصْمَعيُّ: والمِيمُ زائِدَةٌ.

  وقد ذَكَرَه المصنِّفُ في زرق وكانَ يَنْبغِي أَنْ ينبِّهَ عليه هُنا على عادَتِهِ في أَمْثالِ ذلِكَ.

  [زرهم]: الزَّرَاهِمَةُ، كعُلابِطَةٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وهي الغليظةُ.

  وقيلَ: العتيقةُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [ززم]: ماءٌ زُوَزِمٌ وزُوازِمٌ، كعُلَبطٍ: وعُلابطٍ بينَ المِلْحِ والعَذْبِ. أَهْمَلَه الجماعَةُ وأَوْرَدَه ابنُ بَرِّي خاصَّةً.

  وذَكَرَ ابنُ خالَوَيْه: ماءٌ⁣(⁣٢) زوزمٌ بهذا المعْنَى.

  [زعم]: الزَّعْمُ، مُثَلَّثَةً: القولُ زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً: قالَ: نَقَلَ التَّثْلِيثَ الجوْهَرِيُّ، ويقالُ الضمُّ لُغَةُ بنِي تَمِيمٍ، والفتْحُ لغَةُ الحجازِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي زُبَيْدٍ الطائيّ:

  يا لَهْفَ نَفْسِيَ إن كان الذي زَعَمُوا ... حَقّاً وماذا يَرُدّ اليوم تَلْهِيفِي⁣(⁣٣)

  أَي قالوا وذَكَرُوا.

  وقيلَ: هو القولُ يكونُ الحقُّ ويكونُ الباطلُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابيّ في الزَّعْم الذي هو حقٌّ:

  وإِنِّي أدينُ لكُم أَنه ... سَيُجْزِيكُم ربُّكم ما زَعَمْ⁣(⁣٤)

  وأَكثرُ ما يقالُ فيما يُشَكُّ فيه ولا يتحقَّقُ؛ قالَهُ شَمِرٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُ أَهْلَ العربيَّةِ يقُولونَ إذا قيلَ ذَكَرَ فلانٌ كذا وكذا فإنَّما يقالُ ذلِكَ لأَمْرٍ يُسْتَيْقَنُ أَنَّه حَقُّ، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعلّه كَذِبٌ أَو باطِلٌ قيلَ: زَعَمَ فلانٌ.

  وقالَ ابنُ خالَوَيْه: الزَّعْمُ يُسْتَعْملُ فيمَا يُذَمّ كقَولِه تعالَى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا}⁣(⁣٥)؛ حتى قالَ بعضُ المُفَسِّرين: الزَّعْمُ أَصْلُه الكَذِبُ، فهو إذاً ضِدٌّ⁣(⁣٦).

  قالَ اللّيْثُ: وبه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {فَقالُوا هذا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ}⁣(⁣٧)؛ أَي بقَوْلِهم الكَذِب.

  والزُّعْمِيُّ، بالضمِّ: الكَذَّابُ؛ وأَيْضاً: الصَّادِقُ ضِدٌّ.


(١) اللسان.

(٢) عن اللسان وبالأصل «ما».

(٣) شعراء إسلاميون، شعر أبي زبيد ص ٦٥١ وانظر تخريجه فيه، واللسان.

(٤) اللسان والتهذيب وفيهما: «واني أُذينٌ ... سينجزكم ...».

(٥) التغابن الآية ٧.

(٦) هنا تصرف الشارح بعبارة القاموس، ونصها: القول الحق والباطل والكذب ضد وأكثر ما يقال فيما يُشكّ فيه.

(٧) الأنعام الآية ١٣٦.