تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جلحب]:

صفحة 376 - الجزء 1

  والْيَنْجَلِبُ على صيغةِ المضارعِ: خَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ أَي يُؤَخَّذُ بها الرِّجَالُ، أَو هي لِلرُّجُوع بَعْدَ الفِرَارِ، وقد ذكرها الأَزهريُّ في الربَاعيِّ فقال: ومن خَرَزَاتِ الأَعراب: اليَنْجَلِب، وهو للرُّجُوعِ⁣(⁣١) بعد الفِرَارِ، وللعَطْفِ⁣(⁣١) بَعْدَ البُغْضِ، وحكى اللحْيَانِيّ عن العَامِرِيَّةِ: إِنَّهُن يَقُلْنَ:

  أَخَّذْتُهُ بِاليَنْجَلِبْ ... فَلَا يَرِمْ وَلَا يَغِبْ

  وَلَا يَزَلْ عِنْدَ الطُّنُبْ

  قلتُ: وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ، قال: تَقُولُ العربُ.

  أُعِيذُهُ باليَنْجَلِبْ ... إِنْ يُقِمْ وإِنْ يَغِبْ

  والتَّجْلِيبُ: المَنْعُ، يقال: جَلَّبْتُه عن كذَا وكَذَا تَجْلِيباً، أَي مَنَعْتُه. والتَّجْلِيبُ: أَنْ تُؤْخَذَ صُوفَةٌ فتُلْقَى عَلَى خِلْفِ بالكسر النَّاقَةِ فتُطْلَى بِطِينٍ أَو نحْوِه كالعَجِينِ لِئَلَّا يَنْهَزَه، وفي نُسخة لسان العرب: لِئَلَّا يَنْهَزَهَا الفَصِيلُ، يقال: جلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتِكَ.

  والتَّجَلُّبُ: الْتِمَاسُ المَرْعَى ما كَانَ رَطْباً، هكذا رُوِيَ بالجيم⁣(⁣٢).

  والدَّائِرَةُ المجْتَلَبَة، ويقال: دائِرَةُ المُجْتَلَبِ مِنْ دَوَائِرِ العَرُوضِ، سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ أَبْحُرهَا لِأَنَّ الجَلْبَ مَعْنَاهُ الجَمْعُ أَوْ لِأَنَّ أَبْحرَهَا مُجْتَلَبَةٌ أَي مُسْتَمَدَّةٌ ومُسْتَوِقَة. وقد تقدَّمَ.

  وجُلَيْبِيبٌ مُصَغَّراً كَقُنَيْدِيلٍ، وفي نسخة شيخنا جِلْبِيبٌ مُكَبَّراً كقِنْدِيلٍ، ولذا قال: وهذا غَرِيبٌ، ولعلَّه تَصَحَّفَ على المصنّف، وإِنما تَصَحَّفَ على ابنِ أُخْتِ خَالَتِه، فإِنّه هكذا في نُسَخِنَا وأُصولِنا المُصَحَّحَةِ مُصَغَّراً: صَحَابِيُّ، وفي عبارة بعضهم أَنْصَارِيٌّ ذكره الحافظُ بن حَجَر في الإِصابة وابن فهد في المعجم وابن عَبْدِ البَرِّ في الاستيعاب، جاءَ ذكره في صحيح مسلم.

  وذَكَرَ شيخُنَا في آخر هذه المادة تَتِمَّةً ذكر فيها أُموراً أَغْفَلَها المصنفُ فذكر منها المَثَلَ المشهور الذي ذكره الزمخشريُّ والميداني «جَلَبَتْ جَلْبَةً ثُمَّ أَمْسَكَتْ» قالوا: ويُرْوَى بالمُهْمُلَةِ أَي السَّحَابَةُ تُرْعِدُ ثُمَّ لا تُمْطِرُ، يُضْرَبُ للجَبَانِ يَتَوَعَّدُ ثم يَسْكُتُ، ومنها أَن البَكْرِيَّ في شرح أَمالي القالي قال: جِلِخْ جِلِبْ: لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ العَرَبِ.

  ثم ذَكَر: رَعْدٌ مُجَلِّبٌ، ومَا فِي السَّمَاءِ جُلْبَةٌ، أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا، واليَنْجَلِبَ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ هذا الذي ذكره وأَمثالَه مذكورٌ في كلام المؤلّف نَصًّا وإِشارةً فكيفَ يكونُ من الزِّيَادَات؟ فتأَمَّل.

  [جلحب]: الجِلْحَابُ بالكسر، والجِلْحَابَةُ بهاءٍ هو الشَّيْخُ الكَبِيرُ المُوَلِّي الهَرِمُ⁣(⁣٣)، وقيل: هُوَ القَدِيمُ والضَّخْمُ الأَجْلَحُ، كالجَلْحَبِ⁣(⁣٤) مثل جَعفرٍ والجُلَاحِبُ بالضمّ، نقله ابن السكّيت وجِلْحَبٌّ كقِرْشَبٍّ هو الرجلُ الطويلُ القَامَةِ، قالَه أَبو عمرٍو، والجِلْحَبُّ أَيضاً: القَوِيُّ الشَّدِيدُ، قال:

  وَهْيَ تُرِيدُ العَزَبَ الجِلْحَبَّا ... يَسْكُبُ مَاءَ الظَّهْرِ فيهَا سَكْبَا

  والمُجْلَحِبُّ: المُمْتَدُّ، قال ابن سِيده: وَلَا أَحُقُّه، وفي التهذيب: الجِلْحَابُ: فُحَّالُ النَّخْلِ.

  ويقال إِبِلٌ مُجْلَحِبَّةٌ أَي مُجْتَمِعَةٌ⁣(⁣٥) نقله الصاغانيُّ.

  وجَلْحَبٌ كجَعفرٍ اسمٌ من أَسمائهم.

  [جلخب]: اجْلَخَبَّ بالخاءِ المُعْجَمَةِ، أَهمله الجوهريُّ والصاغانيُّ، وفي اللسان: يقال: ضَرَبَهُ فاجْلَخَبَّ أَي سَقَطَ على الأَرْضِ.

  [جلدب]: الجَلْدَبُ كجَعْفَرٍ أَهمله الجوهريُّ، وقال ابنُ دريدٍ هو الصُّلْبُ الشَّدِيدُ من كلِّ شيءٍ، كما يُفْهَم من الإِطلاقِ.

  [جلعب]: الجَلْعَبُ كجَعْفَرٍ والجَلْعَابَةَ بفَتْحِهِمَا والجَلَعْبَى كَحَبَنْطَى ويُمَدُّ، كُلُّه بمعْنَى الرَّجُلِ الجَافِي⁣(⁣٦) الشِّرِّيرِ أَي الكثير الشرِّ، قال ابن سِيده وهِيَ مِنَ الإبلِ ما طَالَ في


(١) اللسان: الرجوع ... والعطف.

(٢) في اللسان: رواه بالجيم كأنه في معنى أحنائه. وفي التهذيب: رواه بالجيم كأنه في معنى أجتليه.

(٣) الصحاح: أي كبيرٌ هِمٌ.

(٤) في الأصل: كالجلحب تحريف.

(٥) اللسان: طويلة مجتمعة.

(٦) في إحدى نسخ القاموس: الجلعب بالفتح، والجلعبي كحبنطي ويمد. والجلعباء والجلعابة بالفتح: الجافي.