تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سمه]:

صفحة 47 - الجزء 19

  فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه ... وإِن تَراغَبَ إلّا مُسْفَهٌ تَئِقُ⁣(⁣١)

  ومِن المجازِ: ناقَةٌ سَفِيهَةُ الزِّمامِ: إِذا كانتْ خَفِيفَةَ السَّيْرِ.

  ومِن المجازِ: طَعامٌ مَسْفَهَةٌ ومسفهة⁣(⁣٢) إِذا كانَ يَبْعَثُ على كَثْرَةِ شُرْبِ الماءِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إِذا كانَ يَسْقِي الماءَ كَثيراً.

  وسَفَهَ صاحِبَهُ، كنَصَرَ: غَلَبَهُ في المُسافَهَةِ⁣(⁣٣). يقالُ: سافَهَهُ فسَفَهَهُ.

  ومِن المجازِ: تَسَفَهَّتِ الرِّياحُ الغُصونَ إِذا فَيَّأَتْها؛ وهذا قد مَرَّ قريباً فهو تكْرارٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  السافهُ: الأحْمقُ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  وسَفَّه الجهلُ حِلْمَهُ: أَطاشَهُ وأَخَفَّه، قالَ:

  ولا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها ... أَحلامَنا وشَريبُ السَّوْءِ يَضْطرِمُ⁣(⁣٤)

  وقد سفهتْ أَحْلامهم.

  و {سَفِهَ نَفْسَهُ}: خَسِرَها جَهْلاً.

  وأَسْفَهْتُه: وَجَدْتُه سَفِيهاً.

  وتَسَفَّهَتِ الرِّياحُ: اضْطَرَبَتْ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: أَمَّا قوْلُ خَلَفِ بنِ إِسْحاقِ البَهْرانيّ:

  بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ ... تَسافَهُ أَشْداقُها في اللُّجُمْ⁣(⁣٥)

  فإِنَّه أَرادَ أَنَّها تَتَرامَى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَةً، كقَوْلِ الجَرْمي:

  تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ ... فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا⁣(⁣٦)

  فهو مِن تَسافُهِ الأشْداقِ لا تَسافُهِ الجُدُلِ. وأَمَّا المُبَرِّدُ فجَعَلَه مِن تَسافُه الجُدُلِ، والأَوَّلُ أَظْهَر.

  وأَسْفَهَ اللهُ فلاناً الماءَ: جَعَلَهُ يُكْثِرُ مِن شُرْبِه، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ. ورجُلٌ سافِهٌ وساهِفٌ: شَدِيدُ العَطَشِ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.

  وتَسَفَّهْتُ عليه: إِذا أَسْمَعْته؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ. وفي المَثَلِ: قَرارَة تَسَفَّهَتْ قَرَارَة⁣(⁣٧)؛ وهي الضَّأْنُ؛ كما في الأساسِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [سله]: سَلِيهٌ مَلِيح لا طَعْمَ له، كقَوْلكَ: سَلِيخٌ مَلِيخٌ؛ عن ثَعْلَب؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقالَ شَمِرٌ: الأَسْلَهُ الذي يقولُ أَفْعل في الحَرْبِ وأَفْعَل، فإذا قاتَلَ لم يُغْنِ شيئاً؛ وأَنْشَدَ:

  ومن كلِّ أَسْلَهَ ذي لُوثَةٍ ... إِذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لا يُقْدِمُ⁣(⁣٨)

  نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.

  [سمه]: سَمَهَ البَعيرُ والفَرَسُ في شَوْطِه، كمَنَعَ، سُمُوهاً، بالضمِّ: جَرَى جَرْياً لا يَعْرفُ الإِعْياءَ؛ كما في الصِّحاحِ؛ وفي المُحْكَم: ولم يَعْرف الإِعْياءَ، فهو سامِهٌ، ج سُمَّهٌ، كرُكَّعٍ؛ أَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لرُؤْبَة:

  يا لَيْتَنا والدَّهْرَ جَرْيَ السُّمَّهِ⁣(⁣٩)

  أَرادَ: لَيْتَنا والدَّهْر نَجْرِي إِلى غيرِ نهايَةٍ. وهذا البَيْتُ أَوْرَدَه الجوْهرِيُّ:


(١) اللسان.

(٢) في اللسان: ومسهفة.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: ووادٍ مُسْفَهٌ بضم الميم: مملوءٌ.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.

(٧) في الأساس: «قراراً».

(٨) اللسان.

(٩) ديوانه ص ١٦٥ واللسان والتهذيب وفي الصحاح برواية:

ليت المنى والدهر جري السمه

وجزء منه في المقاييس ٣/ ٩٨.