تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كلو]:

صفحة 131 - الجزء 20

  هل تَعْلَمونَ غدَاةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ ... بالسَّفْح بينَ كُلَيَّةٍ وطِحالِ؟⁣(⁣١)

  وكَلَّى تَكْلِيَةً: أَتَى مَكاناً فيه مُستَتَرٌ؛ هكذا جاءَ به أَبُو نَصر غَيْرَ مَهْمِوزٍ.

  ومِن مجازِ المجازِ: كُلَى الوادِي: جَوانِبُه وأَسافِلُه.

  يقالُ: حَلَلْنا على رَكَايا في كُلَى الوادِي.

  ومِن المجازِ: لَقِيتُه بشَحْمِ كُلاهُ: أَي بحِدْثانِهِ ونَشاطِهِ.

  وكُلَيَّانُ، كعُلَيَّانَ: ع؛ قالَ المُقتلُ⁣(⁣٢) الكِلابيُّ:

  لَظَبْيَة رَبْعٌ بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ⁣(⁣٣)

  أَنْشَدَه ابنُ سِيدَه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الكُلْيَتانِ: ما عن يمينِ نَصْلِ السَّهْمِ وشِمالِه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه.

  وفي الأساسِ: فلانٌ لا يفرقُ بينَ كُلْيَتِي السَّهْم وكُلْيَتِي القَوْسِ.

  ودَبرَ البَعيرُ في كُلاهُ: أَي في خاصِرَتَيْه؛ وهو مجازٌ.

  والكُلَى: رِيشاتٌ أَرْبعٌ في آخر جَناحِ الطائرِ يَلِينَ جَنْبَه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والقالِي.

  واكْتلاهُ: أَصابَ كُلْيَتَه؛ عن الزمخشرِي، فهو لازِمٌ متعدٍّ.

  وكُلِيَ الرَّجل، كعُنِيَ: أَصَابَهُ وَجَعُ الكُلَى عن ابنِ القطَّاع. وقولُ أَبي حيَّة النميري:

  حتى إذا شَربَتْ⁣(⁣٤) عَلَيْهِ وبَعَّجَتْ ... وَطْفاء سارِيةُ كُلِيِّ مَزادِ

  قالَ ابنُ سِيدَه: يُحْتَمل كَوْنه جَمع كُلْيَة على كُلِيِّ كَما جاءَ حِلْيَة وحُلِيٍّ في قولِ بعضِهم لتَقارُبِ البِناءَيْن، ويُحْتَمل كَوْنه جَمَعَه على اعْتِقادِ حذْفِ الهاءِ كبُرْدٍ وبُرُودٍ.

  وكُلْيةُ، بالضم: مَوْضِعٌ في دِيارِ تَمِيمٍ، عن نَصْر.

  [كلو]: وكِلَا، بالكسْرِ: موضوعةٌ للدَّلالةِ على اثْنَيْنِ ككِلْتا.

  قالَ شيْخُنا: ظاهِرُه أَنَّهما بمعْنًى مُطْلقاً، وقد تقرَّرَ أَن كِلَا للمُذَكَّرَيْن وكِلْتا للمُؤَنَّثَتَيْنِ، فما هذا التَّشْبيهِ، انتَهَى.

  وقد رَدَّ عليه صاحِبُنا الفاضِلُ العلَّامةُ الشَّهاب أحمدُ ابنُ الشَّيْخِ العلَّامة أَحمدَ السجاعي الشافَعِيّ، حَفِظَهُمَا اللهُ تعالى، فقالَ: الإنْصافُ أنَّ مِثْلَ هذا لا يعدُّ مِن سَقَطاتِ المصنِّفِ إذ المُشَبَّه لا يُعْطَى حُكْم المُشَبَّه به مِن كلِّ وَجْه على التَّنزلِ وإرْخاءِ العَنانِ، وإلَّا فالظاهِرُ أنَّ مرادَهُ أَنَّ كِلا ككِلْتا في اسْتِعْمالِه للمُثَنَّى كما لا يَخُفى، انتَهَى.

  وقد بَسَّطَ فيه الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه والأزْهرِي غايَةَ البسطِ فقالَ الجَوْهرِي: كِلا في تَأْكِيدِ الاثْنَيْن نَظِير كُلِّ في المَجْمُوعِ، وهو اسْمٌ مُفْردٌ غَيْر مُثَنَّى؛ فإذا ولي اسْماً ظاهِراً كانَ في الرفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على حالةٍ واحِدَةٍ بالألفِ، تقولُ: رَأَيْتُ كِلا الرَّجُلَيْن، وجاءَنِي كِلا الرَّجُلين، ومَرَرْتُ بكِلا الرَّجُلَين، فإذا اتَّصَل بمُضْمر قَلَبْت الألفَ ياءً في موضِعِ الجَرِّ والنَّصْبِ، فقُلْتُ: رَأَيْت كِلَيْهِما، ومَرَرْت بكِلَيْهما، كما تقولُ عليهما وَلَدَيْهما، وتَبْقى في الرفْع على حالِها.

  وقال الفرَّاء: هو مُثَنًّى وهو مَأْخُوذ مِن كلِّ فخفِّفَتِ اللامُ وزِيدَتِ الألِفُ للتَّثْنِيَةِ، وكذلكَ كِلْتا للمُؤَنَّث ولا يكونانِ إلَّا مُضافَيْن.

  وفي المُحْكم: لا يَنْفَصِلانِ عن⁣(⁣٥) الإضافَةِ.

  قال الجَوْهرِي: قالَ الفرَّاء: ولا يُتَكَلَّم منهما بواحِدٍ ولو تكلِّم به لقيلَ كِلٌّ وكِلْتٌ، واحْتَجَّ بقولِ الراجزِ يصفُ نَعامَةً:


(١) ديوانه ط بيروت ٢/ ١٦٥ وروايته:

لو تعلمون غداة يطرد سيبكم ... بالسفح بين مليحة وطحال

والمثبت كرواية اللسان.

(٢) في اللسان ومعجم البلدان: «اللكيبين»: القتّال.

(٣) اللسان. وفي ياقوت: «بالكليبين» وعجزه فيهما:

فبرق نعاج غيرته الروامس

وفي ياقوت: «فبرق فعاج ...» والذي ذكره في اسم الموضع الكليبين قال: بلفظ تثْنية الكليب تصغير كلب: موضع في قول الفتّال الكلابي.

(٤) في اللسان: سربت.

(٥) في القاموس: من.