[صيح]:
  جَلَبْنَا الخَيْلَ مِن تَثْليثَ حتَّى
  كأَنَّ على مَنَاسِجِها صُوَاحَا
  هكذا رواه ابنُ خالَويه منصوباً، قال: شَبَّه عَرَقَ الخَيْل لمّا ابْيَضَّ بالصُّوَاح، وهو الجصّ. والصُّوَاحُ أَيضاً: عَرَقُ الخَيلِ. وأَنشد الأَصمعيّ:
  جَلبْنَا(١) الخَيْلَ دامِيَةً كُلاهَا
  يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّوَاحُ
  وفي رواية: يسيل؛ كذا في الصّحاح، والبيت الأَوّل من التّهذيب. والصُّوَاح: مَا غَلَبَ عليه الماءُ من اللَّبَنِ؛ قاله أَبو سعيدٍ، وهو الضَّيَاحُ والشَّهَابُ. والصُّوَاح: الرِّخْوَةُ، وفي اللّسَان(٢): النَّجْوَةُ من الأَرْضِ. والصُّوَاح: طَلْعُ النَّخْل حين يَجِفّ فَيَتناثَر؛ عن أَبي حَنيفةَ.
  وتقول: هذه السّاحة كأَنّها الصّاحَة: وهي أَرْضٌ لا تُنْبِت شيئاً أَبداً، أَي لا خَيْرَ فيها.
  والصُّوَّاحة كرُمّانة(٣): ما تَشقَّفَ من الشَّعَرِ وما تَناثَر منه، وكذا من الصُّوف.
  ومن المَجاز: انْصَاحَ القَمَرُ انْصِياحاً، إِذا اسْتَنارَ.
  وانْصاحَ الفَجْرُ والبرْقُ: أَضاءَ. وأَصلُه الانْشِقاق.
  والمُنْصَاحُ في قول عَبيدٍ يَصف مَطراً قد ملأَ الوِهَادَ والقَراراتِ:
  فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً
  ما بَيْن مُرْتتِقٍ منها ومُنْصاحِ(٤)
  هو الفَائِض الجارِي على وَجْهِ الأَرْضِ كذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ. قال شَمِرٌ: ويروَى: «مُرتفقٍ»، وهو المُمْتَلِئُ.
  والمرْتتِق من النباتِ: الّذِي لم يَخْرُجْ نَوْرُه وزَهْرُه من أَكْمَامِه. والمُنْصاحُ: الّذِي قد ظَهَرَ زَهْرُه(٥). ورُوِيَ عن أَبِي تَمّام الأَسَديّ أَنه أَنشده:
  من بَيْن مُرْتفِقٍ منها ومِنْ طَاحِي
  والطّاحِي: الّذي فاض وسالَ وذَهَبَ.
  وصاحَاتُ: جِبالٌ بالسَّراةِ.
  وصاحَتَانِ: ع.
  وصَاحَةُ: مَوْضعٌ، وجَبَلٌ. قال بِشْر بن أَبي خازم:
  تَعرُّضَ جَأْبَةِ المِدْرَى خَذُولٍ
  بِصَاحَةَ في أَسِرَّتِهَا السِّلَامُ
  وقال ابن الأَثير: الصَّاحَةُ هِضَابٌ حُمْرٌ قُرْبَ عَقِيقِ المَدِينَةِ وقد جاءَ ذِكْرُهَا في الحديث.
  والصُّوحَانُ، بالضّمّ: اليابِسُ، وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ. ونَخْلةٌ صُوحانَةٌ: كَزَّةُ السَّعَفِ يابِستُه.
  وصُحْتُه أَصُوحُه، أَي شَقَقْتُه. فانْصاحَ. أَي انْشَقّ.
  وبنو صُوحانَ، من بني عبدِ القَيْس. وزَيْدُ بن صُوحَانَ بنِ حَجَرِ بنِ الحارِثِ أَبو سليمانَ، وقيل: أَبو عائشةَ، أَسلَمَ في عهد النّبي ÷، وله تَرجمةٌ حَسنةٌ. وأَخوه صَعْصَعةُ بن صُوحانَ، وسيَحْانُ بنُ صُوحَانَ. قال:
  قَتَلْتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي(٦)
  وابْناً لصُوحانَ على دِينِ عَلِي
  [صيح]: الصَّيْحُ، والصَّيَحَةُ، والصِّياحُ، بالكسر والضّمّ، والصَّيْحَانُ، محرّكةً: الصَّوْتُ. وفي التّهذيب: صَوْتُ كلِّ شيْءٍ إِذا اشتدَّ. وقد صَاحَ يَصِيحُ وصَيَّحَ: صَوّتَ بأَقْصَى الطّاقَةِ، يكون ذلك في النّاس وغيرهم. قال.
  وصَاحَ غُرَابُ البَيْنِ وانْشَقَّتِ العَصَا
  كما ناشدَ الذِّمَّ الكَفِيلَ المُعَاهدُ(٧)
(١) في اللسان وإِحدى نسخ الصحاح «جلبن» بنون النسوة.
(٢) وفي إِحدى نسخ القاموس أَيضاً «النجوة» ومثلها في التكملة.
(٣) في القاموس: «كالرمّانة» وفي اللسان: على تقدير فُعَّالة.
(٤) ويروى لأوس بن حجر كما في التكملة، وشعراء النصرانية ٤/ ٤٩٣.
(٥) وقوله «منها» يريد من نبتها فحذف المضاف وأقام المضاف إِليه مقامه. أي مرتتق من نبتها.
(٦) بالاصل «الجمل» وما أثبت عن الطبري. وقائله عمرو بن يثربي من بني ضبة. وعلباء هو علباء بن الهيثم وابن صوحان يريد به زيد. وقد أسر عمرو بعد قتلهم يوم الجمل فضرب علي رض عنقه بيده صبراً.
(٧) كذا رواية البيت بالأصل واللسان، وفي المحكم رواية أخرى هي:
وصاح غراب البين وانشقت العصا
ببين كما شق الأديم الصوانعُ
وقال بعده: وقال الهذلي:
يصيح بالأسحار في كل صارة
كما ناشد الذم الكفيل المعاهدُ.
وقد ورد البيت الأول في اللسان في مادة شق ونسبه إِلى قيس بن ذريح، وفيه وناح بدل وصاح.