تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرجس]:

صفحة 38 - الجزء 9

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الهَاجِسُ: الخَاطِرُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ غَلَبَةَ الأَسماءِ، والجَمْعُ الهَوَاجِسُ.

  [هجنس]: الهِجَنْسُ، كَهِزَبْرٍ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وصاحبُ اللِّسَانِ، وأَوردَهُ الصّاغَانيُّ، وهو هكذا في سائر النُّسَخِ، بالنُّون بعد الجيم، ومثلُه في العُباب، والصَّوابُ الهِجَفْسُ، بالفَاءِ بعد الجِيمِ، كما في التَّكْمِلَةِ مُجَوَّداً مَضْبُوطاً. قال: وهو الثَّقِيلُ.

  [هدبس]: الهَدَبَّسُ، كعَمَلَّسٍ، أهمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: هو البَبْرُ الذَّكَرُ، أَو وَلَدُه، وأَنشدَ المُبرّد:

  ولقَدْ رَأَيْتُ هَدَبَّساً وفَزَارَةً ... والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَه⁣(⁣١) كالضَّيْوَنِ

  [هدرس]: الهَدَارِيسُ، أهمَلَه الجَوْهَرِيّ وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: الدَّهارِيسُ والهَدَارِيسُ، والدَّرَاهِيسُ: الدَّواهِي والشّدَائِدُ، وتَقَدّم عن ابن سِيدَه أَنّ وَاحِدَ الدَّهارِيسِ دِهْرِسٌ، ودهْرسٌ، فلَمْ أَدْرِ لِمَ ثَبَتَت الياءُ في الدَّهارِيسِ.

  [هدس]: الهَدَسُ، مُحَرّكَةً أهمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقال الأَزْهَرِيّ: هو شَجَر الآس، قال الصّاغانِيّ: في لُغَةِ أَهْلِ اليَمَن قاطِبَةً.

  وهَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً: طَرَدَه وزَجَرَه، يَمَانِيَة مُماتَة.

  [هرجس]: الهِرْجَاسُ، بالكَسْر: للجَسِيمِ، قال الصّاغَانيُّ، وهو غَلَطٌ للجَوْهَرِيّ وغَيْرِه، يَعْنِي به ابنَ فارِسٍ، وقد انْقَلَبَ عليهما، وإِنّمَا هُو الجِرْهاسُ، بِتَقْدِيمِ الجيم على الراء، وقد ذكَرَه في مَوْضِعِه، وقد ذَكَره ابن دُرَيْد⁣(⁣٢) واللَّيْثُ والأَزْهَرِيّ على الصِّحَّة.

  [هرس]: الهَرْسُ: الأَكْلُ الشَّدِيدُ، عن ابنِ دُرَيْد.

  والهَرْسُ، أَيضاً: الدَّقُّ العَنِيفُ والكَسْرُ، يُقَال: هَرَسَه يَهْرُسُه هَرْساً، إِذا دَقَّه وكَسَرَه. وقِيلَ: هو دَقُّكَ الشيءَ وبَيْنَه وبَيْنَ الأَرض وِقَايَةٌ. وقيل: هو دَقُّكَ إِيّاه بالشَّيءِ العَرِيضِ، ومنه الهَرِيسُ والهَرِيسَةُ. وقِيلَ: الهَرِيسُ: هو الحَبُّ المَهْرُوسُ قَبْلَ أَنْ يُطْبَخَ، فإِذا طُبخَ فهو الهَرِيسَةُ، وسُمِّيَت الهَرِيسةُ هَرِيسَةً لأَنّ البُرَّ الَّذي هي منه يُدَقُّ ثمّ يُطْبَخ.

  والهَرّاسُ، ككَتّانٍ: مُتَّخِذُه، وصانِعُه.

  والْمِهْرَاسُ: آلَةُ الهَرْسِ، وهو الهَاوُونُ يُهْرَسُ به وفيه الحَبّ.

  ومن المَجَاز: المِهْراسُ: حَجَرٌ مُسْتَطِيلٌ مَنْقُورٌ يُتَوَضَّأُ مِنْه، وهو حَجَرٌ ضَخْمٌ لا يُقِلُّه الرِّجَالُ ولا يُحَرِّكُونه لِثِقَلِه، يَسَعُ ماءً كَثِيراً، شُبِّه بمِهْراسِ الحَبِّ، ومنه الحَدِيثُ عن أَبي هُرَيْرَة، رضي الله تَعَالى عنه، رَفَعَه: «إِذا أَرادَ أَحَدُكُم الوُضُوءَ فَلْيُفْرِغْ على يَدَيْهِ من إِنائِه ثَلاثاً. فقال له قَيْنٌ الأَشْجَعِيّ: فإِذا جِئْنَا إِلى⁣(⁣٣) مِهْرَاسِكُم كيفَ نَصْنَع؟» و في حديث أَنَس: «فقُمْتُ إِلى مِهْراسٍ لنا فضَرَبْتُهَا⁣(⁣٤) بأَسْفَلِه حتّى تَكَسَّرَتْ» عَنَى به الصَّخْرَةَ المَنْقُورَةَ» والمِهْرَاسُ: ماءٌ بأُحُدٍ، وبه فُسِّرَ الحَديثُ: «أَنَّهُ عَطِشَ يومَ أُحُدٍ فجَاءَه عَلِيٌّ، رضي الله تعالَى عنه، في دَرَقَةٍ بماءٍ من المِهْرَاس فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه»، وقال سُدَيْفُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بن مَيْمُونٍ:

  اذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ ... وقَتِيلاً بِجَانِبِ المِهْرَاسِ⁣(⁣٥)

  هكذا أَنْشَدَه الصّاغَانِيّ، والرّواية «واذْكُرَنْ مَصْرَعَ الحُسَيْن ...»، وأَوَّلَه:

  لا تُقِيلَنَّ عَبْدَ شَمْسٍ عِثَاراً ... واقْطَعَنْ كُلَّ رَقْلَةٍ وغِرَاسٍ⁣(⁣٦)

  أَقْصِهِم أَيُّهَا الخَلِيفَةُ واحْسِمْ ... عَنْكَ في الدَّهْرِ شَأْفَةَ الأَرْجَاسِ

  واذْكُرَنْ ...

  إِلى آخِره.


(١) في التكملة: فزرةً.

(٢) الجمهرة ٣/ ٣٢٣.

(٣) في النهاية: «جئنا مهراسكم هذا ...».

(٤) في النهاية: فضربته بأسفله.

(٥) في الكامل للمبرد ٣/ ١٣٦٧ «واذكروا» ونسبه لشبل بن عبد الله مولى بني هاشم. وانظر ما ورد بحاشيته.

(٦) عن معجم البلدان «المهراس» وبالأصل «وعراس» وفي الكامل للمبرد: «وأواسي» وجعل البيت ثالثا وأول الأبيات فيه:

أصبح الملك ثابت الأساس ... بالبهاليل من بني العباس