تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أضض]:

صفحة 9 - الجزء 10

  والأَرْضُ: دُوَارٌ يَأْخُذُ في الرَّأْسِ عَنِ اللَّبَنِ فتُهرَاقُ له الأَنْفُ والعَيْنَانِ.

  يُقَال: بي أَرْضٌ فَآرِضُونِي، أَي دَاوُونِي.

  وشَحْمَةُ الْأَرْضِ: هي الْحُلْكَةُ تَفُوصُ في الرَّمْل، ويُشبَّهُ بها بَنَانُ العَذَارَى.

  ومن أَمْثَالهم: «آمَنُ منَ الْأَرْضِ»، و «أَجْمَعُ من الأَرْض»، و «أَشَدُّ من الأَرْضِ». و «أَذَلُّ من الأَرْضِ».

  ويُقَال: مَا آرَضَ هذا المَكَانَ، أَي مَا أَكْثَرَ عُشْبَهُ. وقيلَ: ما آرَضَ هذه الأَرْضَ: ما أَسْهَلَهَا وأَنْبَتَهَا وأَطْيَبَهَا. حكاهُ أَبُو حَنيفَةَ عن اللِّحْيَانيّ.

  ورَجُلٌ أَرِيضٌ بَيِّنُ الْأَرَاضَةِ، أَي خَلِيقٌ للخَيْر، مُتَوَاضِعٌ، وقد أَرُضَ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وتركَه المُصَنِّفُ قُصُوراً، وزَادَ الزَّمَخْشَرِيّ⁣(⁣١) وأَرُوضٌ كَذلِك. واسْتَأْرَضَتِ الْأَرْضُ، مثْل أَرُضَتْ، أَي زَكَتْ ونَمَت.

  وامرأَةٌ عَرِيضَةُ أَرِيضَةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ، على التَّشبيه بِالْأَرْضِ.

  وأَرْضٌ مَأْرُوضَةٌ: أَرِيضَةٌ، وكَذلِكَ مُؤْرَضَةٌ.

  وآرَضَ الرَّجُلُ إِيرَاضاً: أَقَامَ عَلَى الْإِرَاضِ. وبه فَسَّرَ ابنُ عَبَّاس

  حَديثَ أُمِّ مَعْبَد: «فَشَرِبُوا حَتَّى آرَضُوا» وقالَ غيْرُه أَي شَربوا عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ حَتَّى رَوُوا، من: أَرَاضَ الوَادِي إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: حَتَّى أَرَاضُوا، أَي نامُوا على الْإِرَاضِ، وهو البِسَاطُ⁣(⁣٢) وقيل: حَتَّى صَبُّوا اللَّبَنَ على الأَرْضِ.

  وقَال ابن بَرِّيّ: المُسْتَأْرِضُ: المُتَثاقِلُ إلى الأَرْضِ، وأَنشد لِساعِدَةَ يَصِفُ سَحَاباً:

  مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللِّيثِ أَيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجَا

  وتَأَرَّضَ المَنْزِلَ: ارْتَادَهُ، وتَخيَّرَهُ للنُّزُول، قال كُثِّيرٌ:

  تَأَرَّض أَخْفافُ المُنَاخَةِ مِنْهُمُ ... مَكَانَ الَّتِي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ⁣(⁣٣)

  واسْتَأْرَضَ السَّحَابُ: انبَسَطَ، وقيلَ: ثَبَتَ، وتَمَكَّن، وأَرْسَى.

  والْأَرَاضَةُ: الخِصْبُ وحُسْنُ الحَالِ.

  ويُقَال: مَنْ أَطاعَنِي كُنْتُ له أَرْضاً. يُرَادُ التَّوَاضُعُ، وهو مَجَاز. وفُلانٌ إِنْ ضُرِبَ فَأَرْضٌ، أَي لا يُبَالِي بضَرْبٍ، وهو مَجَازٌ أَيْضاً.

  ومن أَمثالهم «آكَلُ مِنَ الأَرَضَةِ». «وأَفْسَدُ من الأَرَضَةِ».

  [أضض]: الْإِضُّ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ كالإِصِّ، بالصَّاد⁣(⁣٤)، نقله الصَّاغَانِيّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

  والإِضَاضُ، بالكَسْرِ: المَلْجَأُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجز:

  لأَنْعَتَنْ نَعامَةٍ مِيفاضَا ... خَرْجاءَ ظَلَّتْ تَطْلُبُ الإِضَاضَا⁣(⁣٥)

  أَي تَلجأُ إِليه.

  ومن سَجَعاتِ الأَسَاس: ما كان سَبَبُ شِرَادِهِمْ وانْفِضَاضِهِم⁣(⁣٦)، إِلاّ الثِّقَةَ بمَصَادِهِمْ وإِضاضِهِم.

  والْإِضَاضُ: تَصَلُّق النّاقَةِ ظَهْراً لِبَطْنٍ عِنْدَ المَخَاضِ ووَجَدَتْ إِضَاضاً، أَي حُرْقَةً أَو كالحُرْقَة عِنْدَ نِتَاجِها.

  وأَضَّنِي الأَمْرُ أَضّاً: بَلَغَ مِنِّي المَشَقَّةُ، وأَحْزَنَنِي.

  وأَضَّنِي الفَقرُ إِلْيكَ: أَحْوَجَنِي وأَلْجَأَنِي، يَؤُضُّ ويَئِضُّ.

  والْأَضُّ: المَشَقَّةَ، قاله اللَّيْثُ.

  وأَضَّ الشَّيْءَ يَؤُضُّهُ أَضّاً: كَسَرَهُ، مثل هَضَّه، كما في الجَمْهرَة. وفي بَعْض نُسَخِهَا: الْأَضُّ: الكَسْرُ، كالهَضّ⁣(⁣٧).


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وزاد الزمخشري الخ لم نجد ذلك في نسخة الأساس التي بأيدينا، فلعله ذكره في كتاب آخر اه».

(٢) قال الأَزهري معقّباً: والقول ما قاله غيره (يعني غير ابن الأَعرابي): إنه بمعنى نقعوا ورووا.

(٣) أَزلأَمت: ذهبت فمضت.

(٤) في القاموس: الأَص، مثلثة، الأَصل.

(٥) في الأَساس:

خرجاء ظلت تبتغي الْإِضَاضَا

وفي اللسان:

تعدو تطلب الْإِضَاضَا

(٦) في الأَساس: وارفضاضهم.

(٧) عن اللسان وبالأَصل «كالعضّ».