تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سنبك]:

صفحة 588 - الجزء 13

  [سنبك]: السُّنْبُكُ كقُنْفُذٍ كتَبَه بالحُمْرَةِ على أَنَّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيِّ وليس كذَلِكَ، بل النُّون عِنْدَه زائِدَةٌ؛ وأَوْرَدَه في تركيبِ س ب ك فالأَوْلَى كتبه بالسَّوادِ، وهو ضَرْبٌ من العَدْوِ قالَ ساعِدَةُ بنُ جؤَيَّةَ يَصِفُ أُرْوِيَّةً:

  وظَلَّتْ تَعَدَّى من سَرِيعٍ وسُنْبُكٍ ... تَصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ⁣(⁣١)

  والسُّنْبُكُ طَرَفُ الحافِرِ وجانِبَاه من قُدُمٍ والجمع سنابكٌ قال العجاج:

  سنابكُ الخيل يَصْدَعْنَ الأَيرْ ... من الصفا العاسي ويَدْهَسْنَ الغدرْ

  والسُّنْبُكُ من السَّيْفِ طَرَفُ حِلْيَتِهِ. وفي التَّهْذِيبِ: طَرَفُ نَعْلِه. والسُّنْبُكُ مِنَ المَطَرِ أوَّلُه وكذا مِن كلِّ شيْءٍ.

  ويُقالُ: أَصَابَنَا سُنْبُكُ السَّمَاءِ وقَوْل الأَسْوَد بن يَعْفُرَ أَنْشَدَه له الأَزْهَرِيُّ وليْسَ في دَالِيَّتِه:

  ولقد أُرَجِّلُ لِمَّتِي بعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ قبْل سَنابِكِ المُرْتادِ⁣(⁣٢)

  قيل: هي أَوَائِلُ أَمْرِه. والسُّنْبُكُ من البَيْضِ قَونَسُها ومِنَ البُرْقُعِ شِبامُهُ. والسُّنْبُكُ من الأَرْضِ الغَلِيظَةُ القَليلَةُ الخَيْرِ، ومنه حدِيْثُ أبي هُرَيْرَةَ ¥: «يُخْرِجُكم⁣(⁣٣) الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ مِنَ الأَرْضِ»، قِيلَ: وما ذاكَ السُّنْبُكُ؟ قالَ: حِسْمَي جُذامَ، شَبَّه الأَرْض التي يَخْرِجُون منها بالسُّنْبُكِ في غِلْظَتِه وقلَّةِ خيرهِ. وفي حدِيثٍ آخَرَ: «أَنَّه كَرِهَ أَنْ يُطْلَب الرزقُ في سَنابكِ الأَرْضِ» أي أَطْرَافِها كأَنَّه كرِهَ أَنْ يسافِرَ السَّفَرَ الطويلِ في طلبِ المَالِ.

  ويُقالُ: كانَ ذلك على سُنْبُكِهِ أي على عَهْدِهِ وأَوَّلِهِ ويُقالُ: سُنْبُكٌ من كذا أي مُتَقَدِّمٌ منه.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  السُّنْبُكُ: الخَرَاجُ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: سَنْبَكْتُ اللُّقْمَةَ وسَمْلَكْتُها ملَّسْتُها وطوَّلْتُها كما في العُبَابِ. والسُّنْبُوكُ: كعُصْفُورٍ السَّفِيْنَة الصَّغِيْرة حَكَاه الزَّمَخْشَرِيُّ في الكَشَّافِ، وهي لُغَةُ الحجازِ، ونَقَلَه الخَفَاجيُّ في شفَاء الغَلِيْل وقالَ: إِنَّه ليْسَ مِنَ الكَلامِ القديمِ وحَمَلَه على المَجَازِ من سنبك الدَّابة، نَقَلَه شَيْخُنَا.

  وكوم أبي سنابك قَرْيَةٌ قبلي مِصْرَ.

  [سهك]: السَّهَكُ مُحَرَّكَةً ريحٌ كريهَةٌ يَجِدُها الإِنْسانُ مِمَّنْ عَرِقَ تقولُ: إنَّه لَسَهِكُ الريحِ كما في اللِّسَانِ والمُحِيْطِ. سَهِكَ كفَرِحَ فهو سَهِكٌ والسَّهَكُ: أَيْضاً قُبْحُ رائِحَةِ اللَّحْمِ الخَنِزِ وأَيْضاً: ريحُ السَّمَكِ وصَدَأُ الحَدِيدِ قالَ النَّابغَةُ:

  سَهِكِينَ من صَدَإِ الحدِيدِ كأَنَّهم ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ حِنَّةُ البَقّارِ⁣(⁣٤)

  كالسَّهْكَةِ بالفتحِ وكهُمَزَةٍ في الكُلِّ نَقَلَه الفرَّاءُ: يُقالُ: يَدِي مِنَ السَّمكِ ومن صَدَإِ الحدِيدِ سَهِكَة، كما يُقالُ: من اللَّبَنِ والزُّبْدِ وَضِرَةٌ، ومِنَ اللَّحْم غَمِرةٌ. وسَهَكَتِ الريحُ التُّرابَ عن وَجْهِ الأَرْضِ تَسْهَكُهُ سَهْكاً أَطَارَتْهُ وذلك إذا مَرَّتْ مَرَّاً شديداً قالَ الكُمَيْتُ:

  رَماداً أَطارَتْهُ السَّوَاهِكُ رِمْدَدا⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَهَكَ الشيءَ سَهْكاً لُغَةٌ في سَحَقَهُ إلَّا أنَّ السَّهْكَ دُونَ السَّحْقِ كانَ السَّهْكُ أَجْرَش مِنَ السَّحْقِ.

  قالَ: وسَهَكَ العَطَّارُ الطِّيْبَ عَلَى الصلاءَةِ إِذا رَضَّهُ ولما يَسْحَقْه فكأنَّ السَّهْكَ قبْل السَّحْقِ. وسَهَكَتِ الدَّابَةُ سُهُوكاً جَرَتْ جَرْياً خَفيفاً وقيلَ: سُهُوكُها استِنانُها يميناً وشمالاً، وأساهِيكُها ضُروبُ جَرْيِها واسْتِنانِها يميناً وشمالاً وأَنْشَدَ ثَعْلَبُ:

  أَذْرَى أَسَاهِيكَ عَتِيقٍ أَلِّ⁣(⁣٦)

  أَرَادَ ذِي ألٍّ وهو السُّرعةُ وريحٌ ساهِكَةٌ وسَهُوكٌ كصَبُورٍ وسَيْهَكٌ كصَيْقَلٍ وسَيْهُوكٌ كحَيْزُومٍ ومَسْهَكَةٌ بالفتحِ وكذلِكَ سَهُوج وسَيْهجَ وسَيْهُوجٌ عاصِفَةٌ قاشِرَةٌ شَدِيدَةُ المرورِ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:


(١) البيت في شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٣٨ في زيادات شعر ساعدة بن جؤية. واللسان.

(٢) التهذيب واللسان.

(٣) اللسان: «تخرجكم» وفي التهذيب: «لتخرجنكم».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٦٠ واللسان «سهك وسنر» والتهذيب ومقاييس اللغة ٣/ ١١٠.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان.