تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حطن]:

صفحة 155 - الجزء 18

  قالَ الإِمامُ العَسْكَريُّ: وكانَ يبخل، وفيه يقولُ زيادُ الأَعْجم:

  يَسدُّ حُضَينُ بابَهُ خشْيَة القِرى ... باصْطَخْرَ والشَّاةُ السَّمِيْنُ بدرهمِ

  قالَ الحافِظُ أَبو الحجَّاجِ المغْرِبيُّ: لا يُعْرَفُ في رُواةِ العلْمِ مَن اسْمه حُضَيْن غَيْره.

  * قُلْتُ: وقد ذَكَرَه هكذا العَسْكَريُّ في التَّصْحِيفِ، وابنُ فارِس قالَ: ورُبَّما صَحَّفهُ المصَحِّفُ بالصَّادِ المُهْمَلةِ.

  قالَ الحافِظُ: وابْنُه يَحْيَى بنُ حُضَيْن له خَبَرٌ مَعَ الفرَزْدقِ.

  * قُلْتُ: وفي رِجالِ البُخَارِيِّ حُضَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ الأَنْصارِيُّ السُّلَميُّ؛ زَعَمَ أَبو الحُسَيْنِ القابسيُّ أَنَّه هكذا بالمُعْجمةِ، وقد رَدَّ عليه أَبو عليِّ الجيانيُّ، وأَبو الوليدِ الفرَضِيُّ، وأَبو القاسِمِ السّهَيْليُّ، وقالوا: كُلّهم: كانَ القابِسيُّ يهمُّ في هذا.

  ويقالُ: أَصْبَحَ فلانٌ بحُضْنَة سُوءٍ، بالضَّمِّ، إِذا أَصابَتْهُ هُضَيمَةٌ فلم يَنْتَصِرْ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الاحْتِضانُ: احْتمالُكَ بالشَّيءِ وجَعْلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ وَلَدَها فتَحْملُه في أَحَدِ شِقَّيْها. ومنه الحدِيثُ: أَنه خَرَجَ مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، أَي حامِلاً له في حِضْنِه.

  والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:

  عَرِيضةُ بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمُ الحَشا شَخْتةُ المُحْتَضَنْ⁣(⁣١)

  وحَمامةٌ حاضِنٌ، بِلا هاءٍ. والحُضَّانُ، كرُمَّانٍ: الكافِلُونَ المُرَبُّونَ، جَمْعُ حاضِنٍ.

  وأَحْضَنَه مِنَ الأَمْر: أَخْرَجَه منه، لُغَةٌ مَرْدودةٌ في حَضَنَه. وأَخَذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه: أَي قَسْراً.

  وحَضَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وهو حَضَنُ بنُ إِنسانِ بنِ هصيصِ القضَاعِيُّ، ذَكَرَه الأَميرُ وبخطِّ ابنِ نقْطَةَ: حَضَنُ ابنُ سنان؛ قالَ:

  يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون

  وأَعْطاهُ حِضْناً مِن زَرْعٍ: أَي قَدْر ما يَحْتَمِلُه في حِضْنِه؛ وهو مجازٌ كما في الأَساسِ.

  وهو مِن حَضَنَةِ العِلْمِ، مُحرَّكَة: أَي علمته، وهو مجازٌ.

  وأبو الحُضَيْن، كزُبَيْرٍ: تابِعيٌّ عن ابنِ عُمَر، وعنه العمريُّ.

  قالَ الحافِظُ: وهكذا وُجِدَ مَضْبوطاً بخطِّ ابنِ نقْطَةَ في حاشِيَةِ الإِكْمالِ.

  وحَضَنٌ، مُحرَّكَة: مِنْ جبالِ سلمى؛ وأَيْضاً: جَبَلٌ مُشْرفٌ على السيِّ إِلى جانِبِ دِيارِ سليم؛ قالَهُ نَصْر.

  وحَضَنٌ: بَطْنٌ مِن بَنِي القَيْنِ عن ابنِ السمْعانيّ.

  * قلْتُ: وهو الذي تَقَدَّمَ ذِكْرُه.

  وعبدُ الغَفَّار بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُضَيْنيُّ: مُقْرئُ وَاسِط، تلْميذُ ابنِ مُجاهِد.

  وحاضِنَةُ الرَّجلِ: امْرَأَتُه؛ والصَّادُ لُغَةٌ فيه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [حطن]: الحِطَّانُ، بالكسْر: التَّيسُ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: إِن كانَ فِعَّالاً مِن حطن، فالنُّونُ أَصْلِيَّةٌ، وإِن جَعَلْتَهُ فِعْلاناً فهو مِن الحطِّ. وقد ذُكِرَ في الطَّاء المُهْملةِ، واللهُ تعالَى أَعْلَم.

  [حفن]: الحَفْنُ: أَخْذُكَ الشَّيءَ بِراحَتَيْكَ والأَصابعُ مَضْمومَةٌ؛ كذا في المُحْكم. أو هو الجَرْفُ بكِلْتَا اليَدَيْنِ، ولا يكونُ إِلَّا مِن الشَّيءِ اليابِسِ كالدَّقيقِ أَو الرَّمْلِ ونَحْوه؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٦ واللسان والصحاح والأساس والمقاييس ٢/ ٧٤ والتهذيب.