تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مأل]:

صفحة 680 - الجزء 15

  وأَبو اللَّيْل: كُنيَةُ عطاف بن يوسف بنِ مطاعن الحسني جَدُّ الليول بالحجازِ.

فصل الميم مع اللام

  [مأل]: المأْلُ، بالفتحِ والمَئِلُ ككَتِفٍ: أَهْمَلَه الجْوهَرِيُّ والصَّاغانِيُّ.

  وفي اللّسانِ: هو الرَّجُلُ السَّمينُ التارُّ الضَّخْمُ، وهي بهاءٍ مَأْلَةٌ ومَئِلَةٌ.

  وقد مَأَلَ كَمَنَعَ إذا تَمَلَّأَ.

  وفي التَّهْذِيبِ: مَئِلَ مئْل عَلِمَ وكَرُمَ مُؤُولَةً بالضمِ ومَآلَةً، كسحَابَةٍ.

  ويقالُ: جاءَ هـ أَمْرٌ ما مَألَ له مَأْلاً، وما مَأَلَ مَأْلَهُ، والأخيرَةُ عن ابنِ الأعْرَابيَّ، أَي: لم يَسْتَعِدَّ له ولم يَشْعُرْ به.

  وقالَ يعَقْوب: ما تَهَيَّأَله.

  والمَأْلَةُ: الرَّوضَةُ؛ وأَيْضاً: الرَّحى ج مِئالٌ، بالكسْرِ.

  وأَمَّا مؤالَةَ⁣(⁣١): اسمُ رجُلٍ فيمَنْ جَعَلَه مِنْ هذا البابِ؛ وهو عِنْدَ سِيْبَوَيْه مَفْعَل شاذّ، وتَعْليلُه مَذْكورٌ في مَوْضِعِه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الْمُتْمَئِلُّ، كمُشْمَعِلٍّ: الطويلُ المُنْتَصبُ مِن الرِجالِ.

  والمألُ: المَلْجأُ، قالَهُ اللّيْثُ.

  [متل]: مَتَلَهُ مَتْلاً: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢): أَي زَعْزَعَهُ وحَرّكَهُ، وكذلِكَ مَلَتَه مَلْتاً.

  [مثل]: المِثْلُ بالكسْرِ والتَّحْريكِ وكأَميرٍ: الشِّبْهُ؛ يقالُ هذا مِثْلُه ومَثَلُه، كما يقالُ شِبْهُه وشَبَهُه.

  قالَ ابنُ بَرِّي: الفَرْقُ بينَ المُمَاثَلَةِ والمُساوَاة أَنَّ المُساوَاةَ تكُونُ بينَ المُخْتَلِفَيْنِ في الجنْسِ والمُتَّفِقَيْن، لأنَّ التَّساوِي هو التَّكافؤُ في المِقْدارِ لا يزيدُ ولا ينقصُ، وأَمَّا المُمَاثَلَة فلا تكونُ إلَّا في المُتَّفِقَيْن، تقولُ: نحوُه كنحوه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلوْنِه وطعمُه كطعمِه فإذا قيلَ: هو مِثْلُه على الإطْلاق فمعْناه أَنَّه يسدُّ مسدَّه وإذا قيلَ: هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دُوْن جهةٍ، انتهى.

  وقَرَأْت في الرِّسالةِ البَغْدادِيَّة للحاكِمِ أَبي عبدِ اللهِ النَّيْسابورِي وهي عنْدِي ما نَصّه: أَنَّ ممَّا يلْزمُ الحديثيِّ مِن الضَّبْط والاتْقانِ إذا ذَكَر حدِيثاً وساقَ المَتْن، ثم أَعْقبه بإسْنادٍ آخَر يفرقَ بينَ أَنْ يقولَ: مِثْلُه أَو نحوُه، فإنَّه لا يحلّ له أَنْ يقولَ: مِثْلُه إلَّا بعْد أَن يقفَ على المَتْنَيْن والحدِيْث جَمِيعاً فيَعْلم أَنَّهما على لَفْظٍ واحِدٍ، فإذا لم يميِّز ذلِكَ حلَّ له أَنْ يقولَ: نحوُه فإنَّه إذا قالَ: نحوُه فقد بيَّن أَنَّه مثل مَعَانِيه، وقَوْلُه تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ العَليمِ}⁣(⁣٣) أَرَادَ ليسَ مِثْلَه لا يكون إلَّا ذلِكَ، لأنَّه إن لم يَقُلْ هذا أَثْبَتَ له مِثْلاً، تعالَى اللْهُ عن ذلِكَ؛ ونَظِيرُه ما أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه:

  لَواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

  ج أَمثالٌ. وقوْلُهُم: فلانٌ مُسْتَرادٌ لِمِثْلِهِ، وفلانَةٌ مُسْتَرادَةٌ لِمِثْلِها أَي مِثلهُ يُطْلَبُ ويُشَحُّ عليه؛ وقيلَ: معْناه مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها، واللَّامُ زائِدَةٌ.

  والمَثَلُ محرَّكةً: الحجَّةُ؛ وأَيْضاً الحَديثُ نفْسُه؛ وقوْلُه، ø: {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى}⁣(⁣٤) جاءَ في التفْسِيرِ: أَنَّه قَوْلُ لا إله إلَّا اللهُ، وتأْويلُه أَنَّ اللهَ أَمَرَ بالتَّوحيدِ ونَفَى كلَّ إلهٍ سِواهُ، وهي الأَمْثالُ. وقد مَثَّلَ به تَمْثيلاً وامْتَثَلَه وتَمَثَّلَهُ وتَمَثَّلَ به، قالَ جريرُ:

  والتَّغْلَبيُّ إذا تَنَحْنَح للِقِرى

  حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا

  على أَنَّ هذا قد يجوزُ أَن يُريدَ به تمثَّلَ بالأَمْثالِ ثمَّ حَذَف وأَوْصَل.

  والمَثَلُ أَيْضاً: الصِّفَةُ، كما في الصِّحاحِ.


(١) في اللسان: مَوْألَة.

(٢) الجمهرة ٢/ ٢٩.

(٣) الشورى الآية ١١، وفي الآية: {السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

(٤) النحل الآية ٦٠.