تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كلع]:

صفحة 425 - الجزء 11

  مِن الحَرَكَةِ، وزَعَمُوا أَنَّ الفَتْحَ المَرْوِيَّ في مُضارِع كَعَّ ليسَ هو مُضَارِعَ المَفْتُوحِ، بل هُو مُضارِعُ المَكْسُورِ، كما أَوْضَحْتُه في مُصَنِّفاتِ الصَّرْفِ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ كَعُّ الوَجْهِ أَي: رَقِيقُه ولا يُقَالُ لغَيْرِ الوَجِهِ.

  وِأَكْعَعْتُه: جَبَّنْتُه وخَوَّفْتُه، وَحَبَسْتُه عَنْ وَجْهِه، وَرَدَعْتُه، ككَعْكَعْتُه وهو أَحْسَنُ من أَكْعَعْتُه، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كَعْكَعْتُ الرَّجُلَ عن الشَّيْءِ: إِذا رَدَدْتَه عَنْهُ ومَنَعْتَه، قال أَبُو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ:

  فكَعْكَعَوهُنَّ في ضَيْقٍ وفي دَهَشٍ ... يَنْزُونَ ما بَيْنَ مَأْبُوضٍ ومَهْجُورِ

  من الإِباضِ والهِجَارِ.

  وقالَ أَبُو عُبَيْدِ: أَصْلُ كَعْكَعْتُ كَعَّعْتُ، فاسْتَثْقَلَتِ العَرَبُ الجَمْعَ بين ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ من جِنْسٍ واحِدٍ، فَفَرَّقُوا بَيْنَهُما⁣(⁣١) بحَرْفٍ مُكَرَّرٍ، ومثلُه: كَفْكَفْتُه عن كَذا وكذا، وأَصْلُه كَفَّفْتُه، يُقَال: كَعْكَعْتُه فَتَكَعْكَعَ هُوَ أَي جَبَّنْتُه فجَبُنَ، قالَ مُتَمِّمُ بنَ نُوَيْرَةَ:

  وِلكِنَّنِي أَمْضِي عَلَى ذَاكَ مُقْدِماً ... إِذا بَعْضُ مَنْ يَلْقَى الخُطُوبَ تَكَعْكَعَا

  وِالكَعَنْكَعُ، كسَفَرْجَلٍ: الذَّكَرُ مِنَ الغِيلانِ، مثلُ العَكَنْكَع عن الفَرّاءِ، وقد تَقَدَّمَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الكَعَاعَةُ والكَيْعُوعَةُ: الجُبْنُ، والعَجْزُ والضَّعْفُ.

  وقومٌ كاعَّةٌ: جُبَناءُ، وفي مَعْنَاهُ الكاعَةُ بالتَّخْفِيفِ، كما سَيَأْتِي، وبِهما

  رُوِيَ الحَدِيثُ: «ما زالَتْ قُرَيْشٌ كاعَةً حَتَّى ماتَ أَبُو طالِبٍ، فَلَمَّا ماتَ اجْتَرَؤُوا عليهِ»⁣(⁣٢).

  وِتَكَعْكَعَ الرَّجُلُ: هابَ القَوْمَ وتَرَكَهُمْ بَعْدَ ما أَرادَهُم، لُغَةٌ في تَكَأْكَأَ.

  وِتَكَعْكَعَ، وتَكَأْكَأَ: ارْتَدَعَ وأَحْجَمَ، وتَأَخَّرَ إِلَى وَراء. وكَعْكَعَ في كَلامِه كَعْكَعَةً، وأَكَعَّ: تَحَبَّسَ، والأَوَّلُ أَكْثَرُ.

  وِكَعْكَعَهُ عن الوِرْدِ: نَحّاهُ، عَنْ ثَعْلَبٍ.

  [كلع]: الكَلَعُ، مُحَرَّكَةً: شُقَاقٌ ووَسَخٌ يَكُونُ فِي القَدَمِ، وفي الصِّحاحِ بالقَدَمِ، والفِعْلُ كَلِعَتْ، كفَرِحَ، نَقَلَه اللّيْثُ، قال عُكّاشَةُ السَّعْدِيُّ:

  تَرَى بِرجْلَيْهِ شُقُوقاً فِي كَلَعْ⁣(⁣٣) ... مِنْ بارئٍ حِيصَ، ودَامٍ مُنْسَلِعْ

  أَرادَ: «فِيهَا كَلَعٌ».

  وِقالَ النَّضْرُ: الكَلَعُ: أَشَد الجَرَبِ، وهُوَ الَّذِي يَبِضُّ⁣(⁣٤) جَرَباً فيَيْبَسُ، فلا يَنْجَعُ فيهِ الهِنَاءُ.

  وِكَلِعَ رَأْسُه، كفَرِحَ: اتَّسَخَ.

  وِكَلِعَ عليهِ* وفيهِ الوَسَخُ كَلَعاً: يَبِسَ، ككَلَعَ، كمَنَعَ.

  وِكَلِعَتْ رِجْلُه: تَوَسَّخَتْ وتَشَقَّقَتْ، وهذا قَدْ تَقَدَّمَ في قَوْلِه: «والفِعْلُ كفَرِحَ» فهُوَ تَكْرارٌ.

  وِكَلِعَ البَعِيرُ: كَلَعاً مُحَرَّكَةً، وفي بَعْضِ النُّسَخِ بالفَتْحِ، وكُلاعاً، بالضَّمِّ: حَصَلَ له شُقاقٌ فِي الفِرْسِنِ، ولَوْ قالَ: انْشَقَّ فِرْسِنُه كانَ أَخْصَرَ، والنَّعْتُ كَلِعٌ وكَلِعَةٌ، ورُبَّمَا هَلَكَ مِنْهُ، قالَ أَبُو لَيْلَى: ويُقَالُ مِنَ اليَدِ أَيْضاً مِثْلُه.

  وِيُقَال: إِناءُ كَلِعٌ وسِقاءٌ كَلِعٌ، كَكَتِفٍ: الْتَبَدَ عَلَيْهِ الوَسخُ.

  وِأَكْلَعَهُ الوَسَخُ إِكْلاعاً، فهُوَ مُكْلَعٌ: وَسَّخَهُ.

  وِقالَ أَبُو لَيْلى: الكُلْعَةُ، بالضمِّ: داءٌ يَأْخُذُ البَعِيرَ فِي مُؤَخَّرِه، فيَتَشَقَّقُ ويَسْوَدُّ، وهُوَ أَنْ يَجْرَدَ الشَّعَرُ عَنْ مُؤَخَّرِهِ ويَتَشَقَّقُ، وربَّما هَلَكَ منه.

  قالَ ابنُ عَبّاد: وهُوَ كِلْعُ مالٍ، بالكَسْرِ، أَي: إِزاؤُه.

  قال: والكِلْعُ أَيْضاً: الجافِي الهَيْئَةِ اللَّئِيمُ، ج: كِلَعَةٌ كعِنَبَةٍ.


(١) التهذيب: «بينها» واللسان كالأصل.

(٢) بعدها في اللسان: أراد أنهم كانوا يجبنون عن النبي ÷ في حياة أبي طالب، فلما مات اجترأوا عليه.

(٣) قبله في اللسان شطران:

يثولها ترعية غير ورع ... ليس بفانٍ كبراً ولا ضرع

ونسبها لحكيم بن معية الربعي.

(٤) عن اللسان وبالأصل «يبيض» وفي التهذيب: «ببصّ».

(*) عبارة القاموس: والوسخ عليه يبس ...