تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مدقس]:

صفحة 470 - الجزء 8

  وزَعَم صاحِبُ النَّامُوسِ أَنَّ المَدَاسَ مأْخوذٌ منه، فتأَمَّلْ.

  قلْت: والذي يَقْتَضِيه التأَمُّلُ الصادِقُ أَنَّه مِن مادَّة «دوس» والأَصْلُ فيه: مِدْوَسٌ، كمِنْبَرٍ، ثُمّ لمّا قُلِبَتْ الواوُ أَلِفاً فُتِحَتْ المِيمُ للخِفَّة وكَثْرَةِ الدَّوَرانِ على اللِّسَان، وقد تقدَّم أَنّ الكَسرَ لُغَةٌ فيه.

  [مدقس]: المِدَقْسُ، كسِبَطْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَة. وهو الإِبْرَيْسَمُ، مَقْلُوبُ الدِّمَقْسِ، وقد ذَكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا، وغيرُه اسْتِطْرَاداً في الدِّمَقْسِ، وفي العُبَابِ هكذا، وعَزاهُ لأَبِي عُبَيْدَةَ.

  [مرس]: المَرَسَةُ، مُحَرَّكَةً: الحَبْلُ، لتَمَرُّسِ قُوَاه بَعْضِها على بَعْضٍ، ج مَرَسٌ، بغير هاءٍ وجج، أَي جَمْعُ الجَمْعِ أَمْرَاسٌ، قال:

  يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... منَ المطْعِمَات اللَّحْمِ غَيْرِ الشَّوَاحِنِ

  ومَرِسَتِ البَكَرَةُ، كفَرِحَ تَمْرَسُ مَرَساً فهِي مَرُوسٌ، كصَبُورٍ، إِذا كانَ من عادَتِهَا أَنْ يَمْرُسَ، أَي يَنْشَبَ حَبْلُها بَينَهَا وبَيْنَ القَعْوِ، قال:

  دُرْنَا ودَارَتْ بَكْرَةٌ تَخِيسُ⁣(⁣١) ... لَا ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ

  ومَرَسَ الحَبْلُ، كنَصَر، يَمْرُسُ مَرْساً: وَقَع في أَحَد جانِبَيْهَا بَيْنَها وبَيْنَ الخُطَّافِ، هكذا قيَّدَه أَبو زِيادٍ الأَعْرَابيُّ.

  ومَرَسَ الصَّبيُّ إِصْبَعَهُ يَمْرُسُ مَرْساً، لُغَةٌ في مَرَثَها، بالثاءِ المُثَلَّثَةِ، أَو لُثْغَةٌ.

  ومَرَسَ يَدَه بالمِنْدِيلِ: مَسَحَهَا.

  ومَرَسَ التْمرَ في الماءِ يَمْرُسُه نَقَعَهُ ودَلَكه في الماءِ ومَرَثَه باليَدِ. قاله ابنُ السِّكَّيت.

  وفَحْلٌ مَرَّاسٌ، كشَدَّادٍ: ذُو مِرَاسٍ، بالكَسْرِ: أَيْ شِدَّة العِلاجِ وقال الصاغَانيُّ: أَي ذُو مِرَاسٍ شَدِيدٍ.

  ومِن المَجَازِ: بَيْنَنَا وبَيْنَ الماءِ لَيْلَةٌ مَرَّاسَةٌ لا وَتِيرَةَ فِيهَا، أَي بَعِيدَةٌ دَائِبَة السَّيْرِ، جُزْنَاهَا، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  والمَرِيسُ، كأَمِيرٍ: الثَّرِيدُ، لأَنَّ الخُبْزَ يُمْرَسُ فيه حتَّى يَنْماثَ. والمَرِيسُ: التَّمْرُ المَمْرُوسُ في الماءِ أَو اللَّبَنِ⁣(⁣٢)، هكذا هو في النُّسَخِ، فإِنْ صَحَّ فلا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ «في الماءِ» كما في الأَسَاسِ والعُبَابِ.

  والمَرْمَرِيسُ: الدَّاهِيَةُ والدَّرْدَبِيسُ وهو فَعْفَعِيلٌ، بتكرير الفاءِ والعَين، ويُقَالُ: دَاهِيَةٌ مَرْمَرِيسٌ، أَي شَدِيدَةٌ، وقال مُحَمَّد بنُ السَّرِيِّ: هو من المَرَاسَةِ.

  والمَرْمَريسُ: الدَّاهِي من الرِّجالِ، وتَحْقيرُه: مُرَيْرِيسٌ، قال سِيبَوَيْه: كأَنَّهُم حَقَّروا مَرَّاساً، قال ابنُ سِيدَه: وقالوا: مَرْمَرِيتٌ، فلا أَدْري أَلُفَةٌ أَم لُثْغَةٌ. وقال ابنُ جِنِّي: ليس من البَعِيد أَنْ تكونَ التاءُ بَدَلاً من السِّين، كما أُبْدِلتْ منها في سِتّ ونَظَائِرِه.

  والمَرْمَرِيسُ: الأَمْلَسُ، ذكره أَبو عُبَيْدَةَ⁣(⁣٣) في باب فَعْلَلِيل، ومنه قولُهم في صِفَة فَرَس: والكَفَلُ المَرْمَرِيس، قال الأَزْهَرِيّ: أُخِذَ المَرْمَريسُ من المَرْمَرِ: وهو الرُّخَامَ الأَمْلَسُ، وكَسَعَهُ بالسِّينِ تَأْكيداً.

  والمَرْمَرِيسُ: الطَّوِيلُ من الأَعْنَاقِ.

  والمَرْمَرِيسُ: الصُّلْبُ، قال رُؤبَةُ:

  كَدّ العِدَا أَخْلَقَ مَرْمَرِيسَا

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المَرْمَرِيسُ: هي أَرْضٌ لا تُنْبِتُ شَيْئاً لِصَلَابَتِهَا.

  ومِرِّيسَةُ، كسِكِّينَة: ة بالصَّعِيد يُنْسَبُ إِلَيْهَا، الخَمْرُ، ومِنْهَا بِشْرُ بنُ غِيَاثٍ المِرِّيسِيُّ، من المُتَكَلِّمِينَ، هكذا ضبَطَه الصّاغَانِيُّ⁣(⁣٤)، وضَبَطَه غيرُه فقال: مَرِيسُ، كأَميرٍ: مِن بُلْدَانِ الصَّعِيد، وقال أَبو حَنِيفَةَ ¦: مَرِيسٌ، أَدْنَى بِلادِ النُّوبَةِ التي تَلِي أَرْضَ أُسْوَانَ، هكذا حكاه مَصْرُوفاً، وخَالَفَه الصّاغَانِيُّ، فقال: المَرِيسَةُ: جَزِيرَةٌ ببلادِ النُّوبَةِ يُجْلَبُ مِنها الرَّقِيقُ⁣(⁣٥). والصَّوابُ ما قَالَهُ أَبو حنيفةَ،


(١) في اللسان والصحاح: تحيس.

(٢) ضبطت في القاموس «أو اللبنُ» بالرفع، والمثبت ضبطه عن سياق الأساس ونصها: وتمر مريس: مرسَ في الماء أو اللبن.

(٣) في التهذيب: أبو عبيد في باب فعفعيل.

(٤) ضبطت في التكملة بالقلم بفتح الميم. وعند ذكره مرّيسة قرية بالصعيد، ضبط المريسي بكسر الميم.

(٥) ومثلها في معجم البلدان هنا في ترجمة مستقلة ووردت فه مَرِّيسة بالفتح ثم الكسر والتشديد التي هي قرية بمصر وولاية من ناحية الصعيد قال: وهي التي ينسب إليها بشر بن غياث.